أزمات المناطق المحررة كشريان حياة للحوثي .. الشرعية وخسارة معركة "النموذج"
الخميس 22 مايو 2025 - الساعة 06:01 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر

في خطوة متوقعة، لم تتأخر مليشيا الحوثي الإرهابية عن استغلال مشهد الاحتقان الشعبي الذي تعيشه المناطق المحررة بسبب تردي الخدمات والاقتصاد ، والسخرية من فشل السلطة الشرعية في مواجهة ذلك.
وتعيش المناطق المحررة احتقان شعبي متصاعد تجسد في الاحتجاجات التي شهدتها مدن كعدن وتعز ولحج وأبين خلال الأيام الماضية ، للتعبير عن الغضب من استمرار انهيار العملة المحلية والخدمات.
وما يؤجج هذه الاحتجاجات ايضاً ان الانهيار الخدمي والاقتصادي الذي تعاني منه المناطق المحررة يأتي مع غياب تام لتواجد سلطة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة في الداخل واستمرار بقاءهم في الخارج.
هذا المشهد الذي تعيشه المناطق المحررة ، مثل فرصة مناسبة لاستغلاله من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية لصالحها التي ترى في الأمر احياءاً لأحلامها بالعودة الى احتلال والسيطرة على هذه المناطق بعد 10 سنوات من طردها منها.
وتجلى ذلك في الخطاب الذي القاه رئيس المجلس السياسي للمليشيا الحوثية مهدي المشاط في الذكرى الـ 35 لتحقيق الوحدة اليمنية ، وتضمن تهديداً واضحاً بنية المليشيا العودة الى احتياج المناطق المحررة واخضاعها لسيطرتها بالقوة.
( رابط الخبر )
المشاط في خطابها لم يفوت فرصة استغلال الوضع الذي تعاني منه المناطق المحررة اليوم والتي تصفها المليشيا بـ "المناطق المحتلة" ، حيث عبر عن حزنه لما يعيشه أبناء هذه المناطق ، مهاجما الشرعية بوصفها "عصابة التبعيَّة الخانعة للمحتل".
وشن المشاط هجوماً لاذعاً على الشرعية، التي قال بأنها "لم تحافظ لا على مال عام ولا على كرامة شعب ولا استقلال وطن" ، ساخراً بشكل لاذع من تواجد قيادات الشرعية "في فنادق وعواصم الخارج".
مواصلاً هجومه ضد قيادات الشرعية بالقول أنهم "يتمحورون حول ذواتهم وعوائلهم ومصالحهم الضيِّقة، فيما يتحمّل المواطنون في المناطق (المحتلة) البأساء والضراء، وويلات الانهيار وانعدام الخدمات".
المشاط وفي اعتراف صارخ بانعكاس المشهد بالمناطق المحررة لصالحهم ، اعتبر ان الفائدة الوحيدة للشرعية هو "إظهار مدى خطورة النموذج المراد تطبيقه"، وان ذلك يُبقي المليشيا "الخيار الوحيد" لحفظ كرامة اليمنيين وعزتهم.
سخرية لاذعة واستغلال فج تُعبر عنه مليشيات الحوثي الإرهابية على لسان المشاط ، تعكس معها حجم الكارثة التي ترتكبها قيادة الشرعية في استمرار فشلها في إدارة المناطق المحررة منذ 2015م بفشل وفوضى تصب في صالح المليشيا.
ورغم المغالطات التي يسوقها المشاط والمليشيا في توصيف الوضع بالمناطق المحررة ومقارنته مع الوضع بمناطق سيطرة المليشيا ، الا أنه يؤكد ويعزز ما سبق وان طالبت به بعض القوى والكيانات والشخصيات السياسية الوطنية منذ العام الأول للحرب بأهمية إقامة "نموذج" جيد للدولة في المناطق المحررة.
هذا النموذج الجيد الذي طالبت به قوى وكيانات وشخصيات وطنية كان يُهدف الى خلق تمييز واضح بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة المليشيا يعكس الفرق بين مشروع الدولة ومشروع الانقلاب الحوثي ، بصورة تعمل في النهاية على اسقاط هذا الانقلاب شعبياً وبأقل تكلفة.
لكن الصورة القادمة اليوم من المناطق المحررة تُجسد حجم الهزيمة التي صنعها فساد وفشل الشرعية في معركة "النموذج" امام مليشيا الحوثي ، بل بات هذا الفساد والفشل الشريان الوحيد الذي يمد المليشيا بالحياة والبقاء في مناطق سيطرتها كما يوحي بذلك خطاب المشاط.