أثار منشور مقتضب لأحد أساتذة جامعة إب حالة من القلق والتعاطف، بعد أن كتب عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”: “أفكر بالانتحار.. استودعكم الله”، قبل أن يقوم بحذفه لاحقًا، في مؤشر صادم على حجم المأساة التي يعيشها الكادر الأكاديمي في مناطق سيطرة الحوثيين.

وبحسب أكاديميين، فإن الرسالة التي أطلقها الدكتور عادل الصُداقي ليست مجرد كلمات عابرة، بل تعبير مرير عن واقع يثقل كاهل المئات من الأكاديميين الذين يعيشون في ظل غياب الرواتب منذ ما يزيد على تسع سنوات، وتحت ضغط متواصل من ظروف معيشية واقتصادية خانقة.

وبحسب مصادر مطلعة في الوسط الجامعي، فإن الخطوة التي ألمح إليها الدكتور قد تكون نتيجة تراكم الضغوط النفسية والمالية، في وقت لم تعد فيه المهن الشريفة قادرة على توفير الحد الأدنى من الكرامة لرجال العلم. البعض اضطر لتغيير مجاله والعمل في مهن هامشية، بينما قضى آخرون بصمت نتيجة أمراض مرتبطة بالإجهاد المزمن.

الوضع الحالي، بحسب مراقبين، لا يمس فقط الأفراد المتضررين، بل يهدد مستقبل البنية العلمية والتعليمية في البلاد، في ظل غياب أي مؤشرات لمعالجة هذه الأزمة المستفحلة، واستمرار التجاهل من قبل الجهات المسيطرة على مؤسسات الدولة في صنعاء، التي تمارس سياسة الصمت أمام نداءات الاستغاثة المتكررة.

وأكدوا أنه، رغم أن منشور الدكتور الصُداقي حُذف بعد وقت قصير، إلا أنه بقي في ذاكرة كل من قرأه كجرس إنذار، ورسالة مؤلمة تختصر وجعًا جماعيًا تعيشه العقول اليمنية، التي باتت تبحث عن الحياة خارج حدود الصبر.