سفير بريطاني سابق : اتفاق ستوكهولم مكن الحوثي من ابتزاز العالم والمنظمات الأممية والإنسانية عملت لصالحه
الاربعاء 28 مايو 2025 - الساعة 09:19 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

في مواقف غير مسبوقة، هاجم السفير البريطاني الأسبق لدى اليمن، إدموند فيتون براون اتفاق ستوكهولم الذي أوقف معركة تحرير الحديدة ، متهماً منظمات أممية وإنسانية بالعمل لصالح مليشيا الحوثي.
براون وفي مقال نشره منتدى الشرق الأوسط قال بأن الضغوط التي مارستها منظمات إنسانية مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وأوكسفام والعفو الدولية ساهمت في تغيير منحى موقف المجتمع الدولي من النزاع في اليمن، على نحو صبّ في مصلحة الحوثيين.
براون، الذي شغل منصب السفير في اليمن بين عامي 2015 و2017، وجه انتقادات لاذعة للمجتمع الدولي على خلفية تعامله مع الصراع اليمني، مؤكداً أن الاستجابة الدولية التي كانت "صحيحة ومتماسكة" في بدايتها عام 2014، وانحرفت تدريجياً لتنتهي بما وصفه بـ"الاتفاق المشين" في ستوكهولم نهاية عام 2018، الذي منح الحوثيين فرصة لابتزاز العالم.
وانتقد فيتون-براون ما وصفه بـ"سيطرة الرؤية الإنسانية الضيقة" على السياسات الغربية تجاه اليمن، خاصة في أروقة وزارات التنمية الدولية والمنظمات الإغاثية الكبرى، والتي مارست نفوذاً فاق أحياناً تأثير وزارات الخارجية، ودفعت باتجاه الضغط لتقييد العمليات العسكرية ضد الحوثيين.
وقال إن تحالف منظمات مثل أوكسفام، والعفو الدولية، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، شكّل ما وصفه بـ"اللوبي الإنساني"، والذي مارس ضغوطاً شديدة على مجلس الأمن الدولي، إلى حد دفعه لتقديم استثناءات إنسانية حتى في أنظمة العقوبات المفروضة على جماعات مثل تنظيم داعش.
وأضاف فيتون-براون أن هذا اللوبي كان أكثر حساسية للغارات الجوية السعودية من انتهاكات الحوثيين، التي شملت التعذيب والاعتقالات التعسفية والقتل، وأن تغطية وسائل الإعلام الغربية لهذا التوازن المختل كانت "منحازة وغير دقيقة".
وتابع أن موقف العواصم الغربية، ومنها لندن وواشنطن، بدأ يتراجع تدريجياً أمام ضغوط الرأي العام والمنظمات، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، جون كيري، وبتأثير من سلطنة عُمان، تبنّى نهجاً أكثر تصالحية مع الحوثيين، وسعى للتوصل إلى تسوية بأي ثمن.
وأضاف أن محادثات الكويت في 2016 أظهرت كيف أن المجتمع الدولي أصبح ميّالاً لتلبية شروط الحوثيين بالكامل، بينما لم يظهر الحوثيين أي التزام جاد بالحلول التفاوضية.
وأشار إلى اتفاق ستوكهولم في ديسمبر 2018، والذي قال إنه منح الحوثيين موطئ قدم على الساحة الدولية، وسهّل لهم إطلاق حملات ضغط وابتزاز مستمرة.
وفي تحليله للواقع الحالي، أشار السفير البريطاني السابق إلى تأثير الحملة الأمريكية الأخيرة، مضيفا أن ما تفتقر إليه القوى المناهضة للحوثيين هو الانخراط الجاد مع الحكومة الشرعية، وتوفير الدعم والموارد لإحياء الحملة العسكرية ضد الحوثيين، مؤكداً أن استعادة مدينة الحديدة والساحل الغربي يجب أن تعود إلى رأس الأولويات.
وقال إن التهديد الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر لن يتوقف ما لم يتم "تمزيق اتفاق ستوكهولم"، مشيراً إلى أن السعودية لم تعد تبدي الحماسة ذاتها لمواصلة الحرب، وأن الأمر يتطلب تدخلاً مباشراً من الولايات المتحدة، وتحديداً من إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي – بحسب فيتون-براون – كان أكثر وضوحاً في دعم حلفائه.
وأكد أن إيران تشكّل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في اليمن والمنطقة، من خلال دعمها للحوثيين وحزب الله والمليشيات العراقية، داعياً واشنطن إلى تنسيق سياستها اليمنية ضمن إطار أوسع لمواجهة النفوذ الإيراني.