عقب توقف أعمالها في مناطق سيطرتها.. مليشيا الحوثي الإرهابية تضع يدها على ممتلكات منظمة "إنقاذ الطفولة"
الثلاثاء 10 يونيو 2025 - الساعة 05:54 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

كشفت مصادر مطلعة أن مليشيا الحوثي الإرهابية قامت مؤخرًا بالاستحواذ الكامل على ممتلكات ومقرات تابعة لمنظمة "إنقاذ الطفولة" (Save the Children)، بعد إعلان المنظمة عن إغلاق مكاتبها في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ووفقًا للمصادر، فقد صادرت المليشيا معدات وممتلكات تتعلق بمكاتب المنظمة في صنعاء وفروعها في عمران، حجة، صعدة، الحديدة، وإب. وشملت المصادرات سيارات ومولدات كهرباء وأجهزة إلكترونية وطبية ولوجستية، إلى جانب تجهيزات مكتبية، حيث تُقدّر القيمة الإجمالية للأصول المصادرة بأكثر من أربعة ملايين دولار.
وأضافت المصادر أن قيادات حوثية كانت على رأس الفرق التي اقتحمت مقار المنظمة، وقامت بالاستيلاء أيضًا على تجهيزات كانت ضمن ممتلكات العقارات المؤجرة، مثل البوابات الحديدية وأعمدة الإنارة، إلى جانب تعديلات إنشائية نفذتها المنظمة في مقارها خلال فترة عملها.
وكانت منظمة "إنقاذ الطفولة" قد أعلنت عن وقف جميع عملياتها في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية أواخر مايو الماضي، وأوقفت عقود نحو 400 من موظفيها المحليين، بعد أن فرضت المليشيا الإرهابية قيودًا متزايدة على نشاطها الإنساني في تلك المناطق.
وبحسب ما أفادت به تقارير إعلامية نقلاً عن موظفين قالوا إن التحركات الأخيرة جاءت في إطار تضييق واسع النطاق تفرضه المليشيا على نشاط المنظمات الإنسانية.
وكشف أحد الموظفين عن أن جهات تابعة للمليشيا نفذت الشهر الماضي عملية اقتحام استهدفت مكاتب المنظمة، واستولت خلالها على جميع الممتلكات والمعدات الخاصة بها.
وأشار موظف سابق إلى أن هذه الممارسات سيكون لها أثر بالغ على حياة الموظفين السابقين وعائلاتهم، فضلًا عن المجتمعات التي كانت تعتمد بشكل كبير على الخدمات التي تقدمها المنظمة.
ولفت إلى أن مقر المنظمة في محافظة ذمار سبق وتعرض لمداهمة ونهب كامل لمحتوياته في عام 2018 من قبل عناصر مرتبطة بقيادات نافذة داخل المليشيا.
ويواجه العاملون في القطاع الإنساني في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية سلسلة من الانتهاكات، من بينها الاعتقال والتعذيب، في ظل اتهامات متكررة للمليشيا الإرهابية بفرض سياسات تتناقض مع معايير الحياد والاستقلالية التي يجب أن تلتزم بها المنظمات الإنسانية.
كما كانت المليشيا قد اعتقلت الدكتور توفيق المخلافي، المسؤول عن ملف المنح التعليمية في المنظمة، في يناير 2024، ولا يزال محتجزًا لدى جهاز الأمن التابع لها بتهم وصفت بأنها "ملفقة". في حين شهد سبتمبر 2023 حادثة اختطاف هشام الحكيمي، مسؤول الأمن والعلاقات الحكومية في المنظمة، الذي توفي لاحقًا أثناء الاحتجاز في ظروف غامضة، دون تمكين أسرته من الاطلاع على جثمانه أو إجراء فحص طبي مستقل.
وتواصل منظمة "إنقاذ الطفولة" نشاطها في مناطق الحكومة الشرعية، في حين جاء قرارها بوقف العمل في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية متزامنًا مع تصنيف الجماعة من قبل الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية في وقت سابق من هذا العام.
وتُعد منظمة "إنقاذ الطفولة" واحدة من أقدم المنظمات الدولية العاملة في اليمن، حيث قدمت خدماتها الإنسانية لما يقارب ستة عقود، مركزةً على دعم الأطفال والأسر الأكثر احتياجًا في مختلف المحافظات اليمنية.