صحيفة أمريكية : خطأ في الحساب أدى الى قطع رأس القيادة العسكرية الإيرانية
السبت 14 يونيو 2025 - الساعة 09:30 مساءً
المصدر : الرصيف برس - نقلاً عن نيويورك تايمز

كان القادة الإيرانيون الكبار يخططون منذ أكثر من أسبوع لاحتمال وقوع هجوم إسرائيلي في حال فشل المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، لكنهم ارتكبوا خطأً فادحًا واحدًا.
لم يتوقعوا إطلاقًا أن تبادر إسرائيل بالضربة قبل الجولة التالية من المحادثات التي كان من المقرر عقدها يوم الأحد المقبل في سلطنة عُمان بحسب مسؤولين مقربين من القيادة الإيرانية تحدثوا يوم الجمعة.
وقد اعتبروا التقارير التي تحدثت عن هجوم وشيك مجرد دعاية إسرائيلية تهدف إلى الضغط على إيران لتقديم تنازلات في برنامجها النووي خلال تلك المحادثات ، ورجح المسؤولون ان هذا الاطمئنان قد دفع هؤلاء القادة الى تجاهل الاحتياطات التي كان قد تم التخطيط لها مسبقًا.
هذه الرواية بشأن كيفية استعداد المسؤولين الإيرانيين قبل أن تنفذ إسرائيل هجماتها الواسعة يوم الجمعة، وكيف كانت ردود أفعالهم لاحقًا، تستند إلى مقابلات مع ستة مسؤولين إيرانيين كبار واثنين من أعضاء الحرس الثوري، وقد طلب جميعهم عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المعلومات.
وقال المسؤولون إن قادة عسكريين بارزين لم يتوجهوا إلى الملاجئ الآمنة ليلة الهجوم الإسرائيلي، بل بقوا في منازلهم، في قرار مصيري.
كما تجاهل اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري، مع كبار معاونيه، تعليمات بعدم التجمع في مكان واحد، فعقدوا اجتماعًا طارئًا للحرب في قاعدة عسكرية بطهران، وقُتلوا عندما استهدفت إسرائيل القاعدة.
وبحلول مساء الجمعة، كانت الحكومة الإيرانية بدأت بالكاد تدرك حجم الأضرار التي لحقت بها جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في ساعات الصباح الأولى واستهدفت ما لا يقل عن 15 موقعًا في أنحاء البلاد، بما في ذلك في أصفهان، وتبريز، وإيلام، ولرستان، وبروجرد، وقم، وأراك، وأرومية، وقصر شيرين، وكرمانشاه، وهمدان، وشيراز، بحسب أربعة مسؤولين إيرانيين.
وقد دمرت إسرائيل جزءًا كبيرًا من قدرات الدفاع الإيرانية، بما في ذلك الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي؛ وأعاقت وصول إيران إلى ترسانتها من الصواريخ الباليستية؛ وقضت على شخصيات رفيعة في التسلسل القيادي العسكري، كما تعرض الجزء السطحي من منشأة نطنز الكبرى لتخصيب اليورانيوم لأضرار جسيمة.
وفي رسائل نصية خاصة شاركها مسؤولون مع صحيفة نيويورك تايمز، كان بعضهم يسأل الآخر بغضب: "أين دفاعاتنا الجوية؟" و"كيف يمكن لإسرائيل أن تأتي وتضرب ما تشاء، وتقتل قادتنا الكبار، ونحن عاجزون عن إيقافها؟" كما طرحوا تساؤلات بشأن الإخفاقات الاستخباراتية والدفاعية الكبيرة التي أدت إلى عجز إيران عن رصد الهجمات قبل وقوعها، وما نجم عنها من دمار.