المليشيات لا تعرف طريق السلام ولا تفهم لغة الحوار
الاحد 20 مارس 2022 - الساعة 06:59 مساءً
نبيل السفياني
مقالات للكاتب
الهجمات التي شنتها المليشيات الحوثية مساء أمس السبت 2022/3/19 على بعض المدن والمنشآت السعودية والتي جاءت بعد أيام من الدعوة التى وجهها مجلس التعاون الخليجي للأطراف اليمنية لإيقاف إطلاق النار والمشاركة في مشاورات يمنية يمنية تعقد برعاية مجلس التعاون الخليجي في مقر المجلس بالرياض .
هذه الهجمات التي مثلت مع ما ورد في التصريحات المتعنتة لمشاط الجماعة ردا من الحوثي على دعوة السلام وعلى دعوة مجلس التعاون الخليجي للحوار تؤكد بأن المليشيات الحوثية لا تعرف السلام ولاتريد السلام وأن مسيرة الموت والخراب والدمار الحوثية الإيرانية لا تعرف طريق ومسار السلام ، وان خيار السلام ليس ضمن خيارات المليشيات الحوثية أو بالأصح ضمن الخيارات المتاحة لها من قبل صاحب ومالك القرار وسيد ( السيد ) في طهران ..
وبالتالي فإن الحوثي لن يلتفت إلى أي دعوة للسلام ولن يستجيب لأي دعوة للحوار حتى يصبح السلام مطلب وضرورة للمليشسات الحوثية نفسها وذلك لن يأتي ألا عن طريق اللغة الوحيدة التي تفهمها المليشيات وهي لغة القوة ، وعن طريق إحداث تغير حقيقي في موازين القوى العسكرية واتجاه ومسار المعركة العسكرية على الأرض والتحول الحقيقي لدى الشرعية من وضعية الدفاع ورد الفعل إلى وضعية الهجوم والمبادرة للفعل ومن تجزئة المعركة إلى توحيد المعركة وتحريك جميع الجبهات في آن واحد ووفق استراتيجية عسكرية واحدة وقيادة واحدة وقرار واحد..
وذلك لن يتحقق في ظل الوضع الحالي المزري للشرعية وفي ظل حالة الانقسام العسكري والسياسي المهيمن على الشرعية والافتقاد للرؤية الوطنبة الجمعية وللاطار السياسي الوطني الجمعي الفاعل وللقيادة العسكرية الموحدة والقرار العسكري الموحد والخطط الاستراتيجية العسكرية المهنية والموحدة ، وفي ظل المعارك الصغيرة والصراعات البينية الدائرة بشكل مباشر أو غير مباشر بين مكونات وأطراف الشرعية أو المحسوبة عليها ، وفي ظل الخلل الواضح في آداء التحالف وفي ظل الانحراف الذي أصاب التحالف عن الأهداف الحقيقية التي قدم إلى اليمن من أجل تحقيقها ..
وبالتالي فإن على الشرعية وحتى تتمكن من احداث تغير حقيقي في موازين القوى العسكرية وفي مسار المعركة العسكرية على الأرض وبما يجبر المليشيات الحوثية على طلب السلام وعلى الجلوس على طاولة الحوار، فإن على الشرعية أن تعمل على ترميم ذاتها ومعالجة ما أصاب جسدها المنهك من اختلالات في الجوانب المختلفة وإعادة ترتيب وضعها السياسي والإداري والعسكري..
وعلى الشرعية اولاً وقبل أن تدخل في حوار مع المليشيات الحوثية أن تخوض حوارا بينيا حقيقيا بين مكونات وأطراف الشرعية ذاتها للتوصل إلى رؤية جمعية استراتيجية واحدة وتشكيل إطار سياسي جمعي وطني وفاعل وفق قاعدتي الشراكة والتوافق الوطني ، واعادة ترتيب وهيكلة وتوحيد الجيش الوطني وفق أسس مهنية وقانونية ووطنية وتوحيد صفوف الشرعية سياسيا وعسكريا ومعالجة الاختلالات الاقتصادية والمالية وبما يعمل على استعادة الثقة الشعبية والحفاظ على الحاضنة الشعبية للشرعية.
ويلي ذلك ضرورة العمل على ترشيد وتصويب دور التحالف في اليمن وإعادة صياغة العلاقة مع التحالف وفق المصالح المشتركة ومواجهة المخاطر المشتركة ووفق الرؤية الوطنية الجمعية المتوافق عليها بين أطراف ومكونات الشرعية..
كما يجب أن يرافق كل ذلك حراك سياسي ودبلوماسي وتحرك خارجي ودولي فاعل وداعم وفي مختلف المحافل العربية والدولية والأممية والمنظمات الحقوقية والإنسانية .