وقف الرجل ينظر لذاك الهندي وهو يقبل البقرة بحماس شديد ثم سأله بسخرية الى هذه الدرجة تقدسون البقر، نظر الهندي بسخرية اشد وقال اذا كنا نحن نقبل البقر فانتم تقبلون الحجر ، صمت الرجل مذهولا من قوة الرد .

 "لا تشتم إلهاً لا تعبده" ! 

كتبت هذه العبارة باللغة الارامية على احد المعابد في تدمر قبل الفين ومئة عام تقريبا … 

وهي تعني الكثير لكل الناس الذين سيخلقون على هذه الارض . 

لا تحارب معتقد غيرك 

ولا تفرض معتقدك على غيرك 

ولاتمنع غيرك ان يعتقد مايريد .

مر العالم عبر التاريخ بحروب دينية بينية وكذلك حروب دينية مع الاخر المختلف في المعتقد والدين ومر العالم في حروب عرقية ، ومع كل موجة حرب وخراب لم يتوقف المفكرون والفلاسفة في البحث عن الحلول التي تجنب البشرية خراب اكثر .

اليوم السعودية بذرة ومنبت الوهابية السلفية المتطرفة وصلت الى قناعة تامة باعادة غربلة التراث الديني فقد بلغ مجموع الاحاديث التي اعتمدت عليها الوهابية ((67361))، لكن اليوم تغير الوضع وكان حتما سوف يتغير فعدد الأحاديث التي اعتمدتها لجنة تنقية الأحاديث الصحيحة بالسعودية اختزلت الى  ((100))حديث فقط..

وتم الغاء كل أحاديث الأحاد المروية فلان عن فلان وتم اعتماد الأحاديث المروية جماعة عن جماعة، وقريبا سوف يصدر كتاب في عقر الوهابية السلفية يطلق عليه (( صحيح الأحاديث في القرن الحديث))، هذه خطوة في الاتجاه الصحيح والصائب.

اعتقد سوف تتساقط الاقنعة تباعا ، سنجد في قادم الايام الازهر في مصر يعيد النظر  مجبرا فيما يتم تدريسه وتلقينه لطلابه  ، التغير حتمي يفرضه تغير المجتمع وتقدمه وتطلعه للمستقبل بحسب متغيرات واحتياجات العصر، ما حدث في السعودية يعد  انتصار باهرا لاجيال ناضلت من اجل الدولة المدنية العلمانية (( المحايدة )) ، دولة الانسنة التي لاتنظر لمعتقدك او عرقك او لون بشرتك 

 العلمانية هي احد الافكار العبقرية لعقل وخيال الانسان ، وهي  تعني، بنحو إجمالي، «فصل الدين عن الدولة». وتعني، بلغة محايدة، «الحياد الديني للدولة». وبلغة دبلوماسية، فهي تعني «تنزيه المقدس عن الممارسة السياسية من حيث هي مجال للخطأ». وبلغة بليغة، فإن العلمانية تعني «حماية الدين من الاستغلال السياسي».

العلمانية ليست عقيدة ولا هي أيديولوجيا، وهي بهذا المعنى لا تفتش في ضمائر الناس ولا عن إيمانهم ولا عن إلحادهم، وليس لها تحيزات مع الملحد ضد المؤمن ولا مع المؤمن ضد الملحد، العلمانية هي أعلى مستويات الحياد  العقائدي والأيديولوجي.