الإخوان يجددون الولاء لإيران ويتجاهلون جرائم ميليشياتها في العالم العربي

الخميس 19 يونيو 2025 - الساعة 08:33 مساءً
المصدر : الرصيف برس - وكالات

 


في خطوة تؤكد التحالف الإيديولوجي والسياسي بين "الإخوان المسلمين" والنظام الإيراني، أعلن القائم بأعمال المرشد العام للجماعة صلاح عبد الحق، دعمه الكامل لإيران في مواجهة الهجمات الإسرائيلية، مؤكدًا في رسالة وجهها إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وقوف الجماعة إلى جانب طهران. 

 

وفي بيان رسمي نشرته الجماعة على موقعها الإلكتروني، قدّمت تعازيها في "الشهداء الإيرانيين"، بمن فيهم قادة عسكريون وعلماء نوويون، وهو ما اعتبره مراقبون دعمًا مباشرًا للنظام الإيراني المعروف بدوره المزعزع في المنطقة، وخاصة في الدول العربية التي تعاني من تدخلات طهران المستمرة.

 

البيان لم يكتفِ بإظهار الدعم السياسي، بل تبنّى بشكل واضح خطابًا ينسجم مع الدعاية الإيرانية، فقد وصف العدوان الإسرائيلي على إيران بأنّه "مرحلة جديدة من العدوان على فلسطين"، مكررًا المزاعم بأنّ الجمهورية الإسلامية هي الداعم الرئيسي للمقاومة الفلسطينية، في تجاهل تام للدور الإيراني في تغذية الصراعات الطائفية والحروب بالوكالة في عدد من الدول العربية كالعراق وسوريا ولبنان واليمن.

 

كما استخدمت الجماعة البيان منصة للهجوم على الدول الغربية، خصوصًا الولايات المتحدة، محمّلةً إيّاها مسؤولية "الدعم اللّامحدود لإسرائيل"، ممّا يعكس مرة أخرى تقاربًا إيديولوجيًا مع خطاب الحرس الثوري الإيراني وميليشياته التابعة في المنطقة.

 

وفي تكرار لمحاولات الجماعة الترويج لوحدة إسلامية مزعومة، دعا عبد الحق إلى "جمع إرادة الأمّة الإسلامية وتوحيد جهودها"، معتبرًا أنّ العدو المشترك هو "الكيان الصهيوني"، متجاهلًا الانقسامات الحقيقية التي تسببت بها إيران في العالم العربي، والدور التخريبي الذي تلعبه ميليشياتها في تقويض استقرار الدول.

 

يُذكر أنّ العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الإيراني ليست جديدة، بل تعود إلى منتصف القرن العشرين، وبلغت ذروتها بعد انتصار "الثورة الإيرانية" عام 1979، حين أبدى قادة إيرانيون، من بينهم علي خامنئي، اهتمامًا بفكر سيد قطب أحد أبرز مُنظّري الإخوان، وقاموا بترجمة كتبه إلى الفارسية.

 

هذا التقارب التاريخي والسياسي يعيد التأكيد على طبيعة التحالفات التي تجمع الحركات المؤدلجة، رغم اختلاف المرجعيات الطائفية، حين تلتقي في أهدافها الاستراتيجية: تقويض استقرار الدول، وتوسيع النفوذ، وتغذية الأزمات والصراعات داخل المجتمعات العربية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس