متى يمكن الحديث عن مأزق إسرائيلي؟
الخميس 19 يونيو 2025 - الساعة 11:40 مساءً
المصدر : الرصيف برس - نقلا عن نوافذ يمنية
- خالد عبدالهادي
منذ بداية التفكير الإسرائيلي في ضرب المشروع النووي الإيراني قبل أعوام، ظل الحديث يدور حول توجيه ضربة خاطفة تحقق هذا الغرض.
لكن عمق تحصين المنشآت النووية والرد الإيراني الذي ركز في أيامه الأولى على المدنيين الإسرائيليين جرا ما كان مفترضاً أنها عملية خاطفة إلى حرب.
وفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فقد صنفت وزارة الداخلية 5110 إسرائيليين أنهم "مشردون" بعد تهدم منازلهم جراء الضربات الصاروخية الإيرانية منذ 13 يونيو الجاري.
ووفقا للأرقام الرسمية المعلنة، قضى 24 إسرايلياً ولامست أعداد المصابين عتبة الألف الأول، وتلقت الحكومة نحو 19000 طلب تعويض.
كذلك، بدأت الضربات الإيرانية تطال أهدافاً اقتصادية ومقرات عسكرية أو أمنية، مع استثمار إيراني كامل الوعي والعمدية في ورقة المدنيين الإسرائيليين وهي ورقة من شأنها أن تقود إلى تفكك الجبهة الداخلية.
وفي الداخل الإيراني، تتوالى عمليات ضبط المجموعات العميلة للموساد وهي خلايا لا يقتصر نشاطها على الدور الاستخباراتي بل تعمل كجيش نشط في ظهر الجيش والأمن الإيرانيين وألحقت بهما ضرراً فادحاً خلال أسبوع.
من جهة ثانية، يتواصل تردد الإدارة الأميركية في الاشتراك في الحرب لضرب المشروع النووي الإيراني الذي سيعني إن حدث وضع حبات على الكعكة الإسرائيلية.
وتبدو عودة الولايات المتحدة إلى حرب في الشرق الأوسط تصوراً جنونياً لدى المشرعين الرافضين في الكونجرس بعدما جاهدت للخروج من حروبها هناك نظير تنازلات قاسية بلغت حد الهزيمة كما في أفغانستان.
إذن، الممكن حالياً هو الحديث عن ورطة إسرائيلية مصغرة لن تتطور إلى مأزق إلا بتضافر عوامل عدة؛ أهما شحن الألم الإسرائيلي إلى حد يعلو فيه صراخ الجبهة الداخلية على تصريحات القادة الملأى فخراً وتباهياً بإنجازات الأسبوع الأول وإبقاء بطاريات الصواريخ الإيرانية المتطورة عاملة مهما تقادم وقت الحرب ثم تمنع الإدارة الأميركية أمام تحريضات حكومة نتنياهو على التدخل.
حينئذ، ومع امتداد الحرب لأسبوع ثالث فأكثر وبروز ميزات عمق المجال الجغرافي الإيراني وصبر الجبهة الداخلية على شقاء الحرب، ربما يكون الحديث عن مأزق إسرائيلي قد حان.
اضطرار حكومة نتنياهو لوقف الحرب على وقع الألم الداخلي المتعاظم دون إحراز غايتها الكبرى أو حتى عدم إعادة المشروع النووي الإيراني عقداً إلى الوراء قد يدفعها إلى عمل عسكري غير تقليدي، وكلا الخيارين مأزق.