بعد تهديد الحوثيين لواشنطن حال تدخلها في الحرب الإيرانية.. واشنطن تتدخل وتوقعات بانهيار الاتفاق غير المعلن مع الحوثي
الاحد 22 يونيو 2025 - الساعة 05:23 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص
دخلت الولايات المتحدة رسميًا في خط التصعيد بين طهران و"تل أبيب" بعد أن نفذت فجر الأحد ضربات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية حساسة في فوردو ونطنز وأصفهان.
وجاء هذا بعد ساعات من التهديد الحوثي باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر، والذي أبدى أن إيران تحرك أوراقها الإقليمية للرد على الضغوط المتزايدة وسط مخاوف من توسع رقعة المواجهة إلى أكثر من ساحة.
> للمزيد اقرأ: حال تدخل واشنطن في الحرب مع إيران، مليشيا الحوثي تهدد باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر
ويشير مراقبون إلى أن هذا التهديد الحوثي لم يكن مجرد موقف سياسي، بل يعكس جاهزية إيرانية لاستخدام أدواتها الإقليمية في الرد غير المباشر وفتح جبهات موازية لتوسيع دائرة الاشتباك، وهو ما أكدت عليه واشنطن من خلال ردها العسكري أنها لا ترضخ للتهديدات سواء من إيران أو من أدواتها في المنطقة.
ويرى المراقبون أن الحوثيين الذين وقّعوا اتفاقًا غير معلن مع الولايات المتحدة في مايو الماضي، هدّدوا عمليًا بنسف هذا التفاهم من خلال تحذيرهم العلني، ما يثير مخاوف من انهيار الاتفاق كليًا في حال نفذوا تهديداتهم.
> للمزيد اقرأ: عُمان تكشف تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين أمريكا والحوثي
وأضافوا أن هذا الاتفاق الذي أوقف الهجمات المتبادلة بين الجانبين، كان يُنظر إليه كآلية لتثبيت التهدئة في البحر الأحمر، لكنه يبدو هشًا في مواجهة التصعيد الإقليمي الحالي.
كما لفت المراقبون إلى أن إيران تحتفظ بعدة أدوات نشطة في المنطقة، أبرزها الحوثيون في اليمن، ومن المتوقع أن ترد طهران، بحسب تقديرات أمنية، ضمن استراتيجية "توسيع دائرة الاشتباك" حيث ستستخدم وكلاءها لفتح أكثر من جبهة، لا سيما في البحر الأحمر، للضغط على خصومها.
في المقابل، يؤكد محللون أن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية تعكس ثبات الموقف الأمريكي تجاه منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو موقف استراتيجي لا يرتبط بإدارة معينة في البيت الأبيض، بل يعتبر جزءًا من العقيدة الأمنية الأمريكية في الشرق الأوسط.
ويرى المحللون أن امتلاك إيران لقدرات نووية يشكل تهديدًا جوهريًا للمصالح الأمريكية، كما يثير قلق حلفاء واشنطن الإقليميين، حتى وإن لم تُعلن بعض هذه الدول موقفًا صريحًا بذلك.
ويعتقد المحللون أن الضربة العسكرية تحمل رسائل مزدوجة، أولها لطهران بأن تطوير برنامجها النووي سيقابل برد مباشر، وثانيها لحلفائها في المنطقة بأن واشنطن لا تزال اللاعب الرئيسي ولن تسمح بتغيير موازين القوة عبر امتلاك إيران للسلاح النووي.
ويخلصون إلى أن مستقبل الاتفاق مع الحوثيين، ومعه استقرار البحر الأحمر، سيتوقف على مدى قدرة الأطراف على كبح التصعيد ومنع تحول التهديدات إلى واقع ميداني، والساعات القادمة ستكشف هل سيستمر الاتفاق أم سينهار وستضطر واشنطن لاستئناف ضرباتها على الحوثيين.