قصف المنشآت النووية .. كيف خدع ترامب الإيرانيين للمرة الثانية!؟
الاحد 22 يونيو 2025 - الساعة 11:10 مساءً
المصدر : الرصيف برس - وكالات

كشفت صحيفة أمريكية ما وصفته بالخديعة التي مارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحفاظ على سرية عملية مهاجنة المنشآت النووية الإيرانية.
ووفق ما نشرته (وول ستريت جورنال) فقد رصدت متتبعات الطيران مجموعة من قاذفات الشبح الأمريكية B-2 وهي تقلع من قاعدتها الجوية في ولاية ميزوري وتتجه غربًا فوق المحيط الهادئ صباح السبت، لكن ذلك كان خداعًا.
بعد ساعات من ذلك، شنّت مجموعة من قاذفات B-2 هجومًا على أهم المواقع النووية في إيران من جهة الشرق، بحسب ما أفاد به مسؤولون في وزارة الدفاع، مستهدفة منشآت محصنة جيدًا حيث يُعتقد أن القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات العملاقة تملك أكبر فرصة للنجاح.
وقال الرئيس ترامب إن غواصات أمريكية أطلقت صواريخ كروز انضمت إلى الهجوم، مستهدفة منشآت نووية رئيسية أخرى ، وأتاحت هذه الخطوة للولايات المتحدة إدخال القاذفات إلى المجال الجوي الإيراني بسرعة أكبر وبمخاطر أقل لاكتشافها.
كما ساعد توقيت العملية على إخفاء الهدف الحقيقي للمهمة. ففي الأيام القليلة الماضية، قال الرئيس ترامب إنه سيستغرق ما يصل إلى أسبوعين ليقرر ما إذا كان سيشنّ هجومًا، وذلك لإعطاء فرصة للدبلوماسية، ووفقًا للمسؤولين صباح السبت، لم يُصدر أي أمر بالاستعداد لضربة B-2.
وكان التأثير العام لهذه المناورات والرسائل الإعلامية إعطاء الانطباع بأن لدى إيران وقتًا أطول قبل أن تبدأ الضربات.
وقال أحد مسؤولي الدفاع عن التحرك الوهمي باتجاه الغرب الذي غطّى على القاذفات التي نفّذت الهجوم: “لقد كانت خدعة بالفعل… إخفاؤها والحفاظ على عنصر المفاجأة كان أمرًا حاسمًا”.
وأصدر ترامب الأمر النهائي بالمضي قدمًا في العملية بعد ظهر السبت بتوقيت الساحل الشرقي، من ناديه الخاص في نيوجيرسي ، وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية عن توقيت قرار الرئيس: “الهدف كان خلق وضع لا يتوقع فيه أحد الهجوم”.
وأكد البنتاغون تفاصيل الخدعة في إفادة صحفية صباح الأحد في واشنطن، مشيرًا إلى أنه بينما كانت مجموعة من قاذفات B-2 تتجه غربًا، انفصلت مجموعة أخرى بهدوء وتوجهت شرقًا.
وحملت القاذفات الأمريكية قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، وهي قنابل أمريكية ضخمة مصممة لتدمير الأهداف المحصنة تحت الأرض.
وتم إسقاط 12 منها على منشأة فوردو، واثنتين على نطنز، بينما أُطلقت صواريخ كروز من نوع توماهوك من غواصات على نطنز وأصفهان، بحسب مسؤول في وزارة الدفاع.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها قنابل GBU-57 في حرب فعلية، وكانت الولايات المتحدة قد صنعت نحو 20 من هذه الذخائر العملاقة.
وشكّلت الضربة الأمريكية ثاني مرة خلال هذا الصراع الذي بدأ منذ أسبوع، يتم فيها تضليل إيران جزئيًا على الأقل عبر الحديث عن الدبلوماسية.
فقد جاءت الضربة الإسرائيلية الأولى قبل أيام من الموعد المقرر لاجتماع بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في عُمان لعقد الجولة السادسة من المحادثات النووية.
وقد اشتكى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من “الخداع” في الضربة الأخيرة ، وقال للصحفيين في إسطنبول تعليقًا على توقيت الهجوم: “كنا في خضم المفاوضات”.
وأضاف، في إشارة إلى إدارة ترامب: “أعتقد أنهم أثبتوا أنهم ليسوا أهلًا للدبلوماسية، وأنهم لا يفهمون سوى لغة القوة".
وقال شخص مطّلع على الأمر إن المسؤولين الإسرائيليين كانوا متفائلين منذ أيام بأن الولايات المتحدة ستنضم قريبًا إلى الهجوم على إيران، وخاصة في ما يتعلق بالضربة على منشأة فوردو.
وأضاف أن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغّر، وهو الجهة التي تتخذ القرارات المتعلقة بالحرب، اجتمع مساء السبت لمناقشة الضربات الأمريكية ومتابعتها، إذ كانوا يعلمون أنها ستحدث خلال ساعات.
وأوضح المصدر أن إسرائيل لم تكن تريد أن تقوم إيران بنقل أجهزة الطرد المركزي من منشأة فوردو قبل الضربة الأمريكية، ولهذا السبب تم الحفاظ على سرية توقيت الضربة بشكل صارم.
ويعتقد بعض مراقبي حركة الطيران الآن أن قاذفات B-2 قامت برحلة صاخبة متعمدة باتجاه الغرب لتتم متابعتها وتعقّبها.
أما مجموعة قاذفات B-2 التي انفصلت لتهاجم إيران من جهة الشرق، فقد حافظت على الحد الأدنى من الاتصالات، وفقًا لما ذكره البنتاغون في إفادته صباح الأحد.