3 اجتماعات في 6 أشهر .. تفرد العليمي يُهدد بقاء "الرئاسي"
السبت 28 يونيو 2025 - الساعة 11:44 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

تصاعدت المؤشرات مؤخراً بتفاقم الخلاف داخل صفوف مجلس القيادة الرئاسي ، بعد أشهر من حديث خافت عن وجود شكوى لأعضاء المجلس من تفرد رئيسه رشاد العليمي بالقرار.
ويُمثل الانقطاع المستمر في اجتماع مجلس القيادة الرئاسي خلال الفترة الماضية رغم التطورات والأحداث الداخلية والخارجية ، اهم مؤشر على وجود خلافات حادة في صفوف المجلس حول ملفات عديدة وحول طريقة إدارة المناطق المحررة.
حيث عقد المجلس 3 اجتماعات فقط منذ بداية العام الحالي 2025م أي خلال ستة أشهر كاملة ، الأول كان منتصف يناير الماضي ، وانقطعت بعدها اجتماعات المجلس لأكثر من 3 أشهر ، ليعقد المجلس اجتماعات مطلع مايو الماضي.
وجاء الاجتماع الأول مطلع مايو فقط ممن أجل التوافق على تعيين سالم بن بريك رئيساً للحكومة بدلاً من احمد عوض بن مبارك ، تبعه اجتماع آخر بعد 4 أيام مع بن بريك ، ليعود المجلس الى الغياب مجدداً وتغيب اجتماعاته حتى اليوم.
وكان لافتاً في الاجتماعين الأخيرين غياب عضو المجلس اللواء / عيدروس الزبيدي عنهما ، وهو الذي يترأس اهم مكونات الرئاسي ممثلاً بالمجلس الانتقالي الجنوبي ، في رسالة احتجاج واضحة وعدم رضى لدى قيادة الانتقالي من أداء مجلس القيادة الرئاسي.
وهو ما سبق وان أكدته قيادات في المجلس الانتقالي في تصريحات لها خلال الفترة الماضية ، واتهمت رشاد العليمي بالتفرد في القرار داخل مجلس القيادة الرئاسي ، وعرقلته لقرارات وخطوات جرى التوافق عليها من داخل المجلس.
ليأتي الموقف الأهم في هذا السياق ، بالبيان اللافت الذي أصدرته الامانة العامة للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية التي يقودها العميد / طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، وانتقدت فيه الاجتماع الأخير الذي عقده رئيس مجلس رشاد العليمي مع قيادات هيئة التشاور وقيادات حزبية الأحد الماضي.
البيان عبر عن رفض واضح في صفوف احد أهم مكونات "الرئاسي" ، ممثلاً بالمقاومة الوطنية ، ولم يأتي فقط بسبب تجاهل العليمي لمشاركتها في الاجتماع المشار اليه ، بل يمكن القول بأنه ذلك كان اشبه بالقطرة التي افاضت بالكأس.
حيث لا تخفي قيادات في المقاومة الوطنية انزعاجها العلني من غياب تمثليها في المناصب وعلى مختلف المستويات ، في حين تتهم مصادر العليمي بعرقلة اصدار قرارات تعيين لعناصر من المقاومة الوطنية في مناصب بالشرعية تم التوافق عليها داخل مجلس القيادة.
البيان حمل رسالة احتجاج واضحة على أداء رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ، حين طالبه بـ "العودة إلى القانون لتسيير عمل الدولة، وتعزيز التوافق في مختلف القضايا".
وعقب ذلك ، تحدثت تقارير إعلامية عن نشوء تكتل داخل مجلس القيادة الرئاسي ضد تفرد العليمي بالقرار ، يضم 5 أعضاء من المجلس وهم طارق صالح، وعيدروس الزبيدي، وعبد الله العليمي، وفرج البحسني، وأبو زرعة المحرمي.
ويبدو ان هذا التكتل قد يشهد انضمام عضو آخر وهو سلطان العرادة الذي التقى اليوم بعضو المجلس عيدروس الزُبيدي في لقاء لافت جرى في العاصمة السعودية الرياض ، لـ"مناقشة مستجدات الأوضاع الاقتصادية في البلاد" ، كما قال الخبر الرسمي للقاء ، الا ان ذلك يطرح تساؤلاً عن مناقشة الأمر بين العضوين في غياب اجتماعات المجلس.
الا أن اللقاء الذي كشف تواجد الزُبيدي في الرياض ، عزز من صحة ما نقلته تقارير إعلامية مؤخراً عن استدعاء السعودية لرئيس وأعضاء مجلس القيادة لعقد اجتماع مطلع الشهر القادم ، ومن المتوقع ان يكون هدف هذه الخطوة من قبل الرياض لحلحلة الخلافات في صفوف المجلس ، وسط حديث عن طرح أعضاء في المجلس لمسألة تدوير رئاسته بين الأعضاء.
ويحذر مراقبون من استمرار الخلاف في صفوف المجلس وما يشكله ذلك من خطورة بالغة في ظل الوضع الذي تعيشيه المناطق المحررة جراء الانهيار الاقتصادي والخدمي بشكل يُنذر بعواقب وخيمة مع تزايد الاحتقان الشعبي ضد هذا الوضع ، بصورة تضع مستقبل الرئاسي والمناطق المحررة في مهب الريح.