بمجرد الاطلاع على نص الهدنة وبنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عمان بين الشرعية والحوثيين   برعاية أممية و تم الإعلان عنه يوم امس الجمعة من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن ، تتبادر إلى الذهن العديد من التساؤلات الباحثة عن إجابة شافية وبالذات مع السرعة التي جاء فيها هذا الاتفاق وفي ظل الظروف التي تم فيها الاعلان عن والدة هذا  الاتفاق وهذه الهدنة بالتزامن مع انعقاد مشاورات مؤتمر الرياض الذي انطلق قبل أيام  بغياب الحوثيين الذين رفضوا دعوة مجلس التعاون الخليجي لوقف إطلاق النار و لحضور المؤتمر والمشاركة في المشارورات اليمنية اليمنية ، وبعد مراوغة و تعنت ورفض حوثي للعديد من المبادرات والدعوات السابقة للسلام ولإيقاف إطلاق النار والجلوس على طاولة الحوار طوال الفترة والسنوات الماضية  ومع التصعيد الحوثي الاخير في مأرب ... 

في ظل كل ذلك تثار العديد من  التساؤلات واهمها  :

1 - هل تم التوصل إلى هذا الاتفاق وهذه الهدنة بين الشرعية والحوثيين برعاية أممية  بمعزل عن السعودية والإمارات ؟

2 - هل هناك علاقة بين الاعلان السريع والمفاجئ عن هذا الاتفاق وهذه الهدنة وبين مشاروات مؤتمر الرياض الذي ينعقد في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي ؟

وهل سيكون هناك تأثير لهذه الهدنة وهذا الاتفاق على مجريات ومخرجات مؤتمر الرياض ؟ 

وكيف ستكون طبيعة هذا التأثير  وفي اي اتجاه سيكون هذا التأثير ؟

2 - هل يوجد لهذا الاتفاق  ملحقات خاصة بالألية التنفيذية والضمانات والرقابة وغير ذلك من التفاصيل  ؟

3 - كيف سيتم مراقبة سير وتنفيذ الهدنة و مدى التزام الطرفين بالهدنة  ورصد وتحديد الخروقات ؟

ومن هي الجهة التي سوف تتولى الرقابة على تنفيذ الهدنة والاتفاق ؟

وكيف سوف يتم التعامل مع أي طرف يخرق أو يعطل الهدنة ولا يلتزم بتنفيذ أي بند من بنود الاتفاق ؟

4 - هل سيتم فعلا تنفيذ البند الخاص بفتح الطرق والمعابر في تعز وبعض المحافظات الأخرى ؟ 

وكيف سيتم التنفيذ ومتى سوف يتم التنفيذ ؟

وماذا سيكون موقف الشرعية والراعي الأممي في حال عدم التزام الحوثي بتنفيذ البند الخاص بتعز ؟

5 -  هل هناك اي احتمال لإلتحاق الحوثيين بمشاورات مؤتمر الرياض خلال الأيام القادمة  بعد الاعلان عن هذه الهدنة وهذا الاتفاق  وبالذات بعد ان تحقق اهم الشروط التي كان الحوثيين يطرحونها والمتمثلة بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وإيقاف العمليات الجوية للتحالف ؟ 

6 - هل هناك فعلا علاقة كما يطرح البعض  بين الاعلان عن هذه الهدنة وهذا الاتفاق  والاستجابة السريعة للحوثيين  للمقترح الأممي بعد تعنت طويل وبين المباحثات الدائرة حاليا  بين إيران والغرب والحديث عن قرار مرتقب برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب ، وبالتزامن كذلك  مع المطالب المتزايدة لتصنيف المليشيات الحوثية كميلبشيات إرهابية ومطالبة الرئيس الأمريكي لإعادة ادراج ووضع الحوثيين على قائمة الإرهاب ؟  

 7-  في أجواء شعبية تسودها روح التشائم والتشكيك وكثيرا من الخوف وقليلا من الرجاء ،  هل ستصمد هذه الهدنة لشهرين كاملين بما يفتح الباب لتمديدها ويهيء الأجواء والظروف للدخول في حوار حقيقي وبناء سلام حقيقي ودائم  والتوصل إلى حل نهائي    أم أن هذه الهدنة ستكون مجرد نوع  من حفظ ماء الوجه للمبعوث الأممي وللدور الاممي ، ومجرد نوع من الالتفاف والتميع للحوار وللمشاروات الدائرة في الرياض ، ومجرد استراحة قصيرة لاستعادة الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق وادخال الإمدادات والاستعداد لجولة عسكرية جديدة قد تكون أشد ضراوة ؟