كشفت المحامية نبيلة الجبوبي عن جريمة مروعة بحق الطفولة، تمثلت في تزويج طفلة قاصر في مشهد يُجسد انعدام الإنسانية لدى بعض الأمناء الشرعيين، وانتزاع الأبوة من قلوب آباء فاقدين للرحمة.  

وقالت الجبوبي عبر منشور على صفحتها الرسمية في فيسبوك إن الطفلة سعاد مراد العمري، التي لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، أقدم والدها على تزويجها لرجل يكبرها بعدة عقود في مديرية المعافر بمحافظة تعز، دون علمها أو علم والدتها.  

وأضافت أن والدة الطفلة فوجئت بطلب تجهيز ابنتها للزفاف، ما دفعها للجوء إلى القضاء لإنقاذ طفلتها، مطالبةً بإبطال عقد الزواج الذي يهدد بفصل طفلتها عنها ويحرمها من عيش طفولتها.  

وأكدت الجبوبي أن الطفلة سعاد ليست سوى واحدة من بين آلاف الفتيات القاصرات اللواتي يتم تزويجهن قسرًا، متهمةً بعض الأمناء الشرعيين، ممن مُنحوا هذا اللقب، بالتواطؤ في هذه الانتهاكات، قائلة: "أي أمانة فيهم؟ وأي شرعية تُبيح لهم هذا العبث؟".  

ودعت الجبوبي الجهات القضائية المختصة، ممثلةً بمحكمة المواسط والمعافر ودائرة التوثيق بالمحكمة، إلى التعامل بحزم وجدية مع هذه الجريمة، وعدم التهاون مع أي تجاوزات قانونية من قبل الأمناء الشرعيين الذين "باعوا ضمائرهم وشرف مهنتهم مقابل المال، الذي لن يُغنيهم ولن يُسمنهم من جوع".  

وتُعد اليمن من بين أعلى الدول في معدلات تزويج القاصرات، في ظل تفشي الجهل وقلة الوعي، إلى جانب تبرير بعض الجماعات الدينية المتشددة لزواج القاصرات. وقد تفاقمت هذه الجريمة خلال سنوات الحرب، حيث دفع الوضع الاقتصادي المتدهور العديد من الأسر إلى تزويج بناتهم القاصرات، في ظل وضع اقتصادي منهار يُعد من الأسوأ في العالم.