هادي لا يزال رئيساً فخري وليس رئيس سابق..!!
الاحد 10 ابريل 2022 - الساعة 11:25 مساءً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
الدستور اليمني و ميثاق المؤتمر الشعبي العام يؤكدان على انتخاب الرئيس و تسليم السلطة عبر صناديق الأقتراع وفق النظام الانتخابي والدستور النافذ، وكذلك وفق ادبيات المؤتمر الشعبي العام فأن رئيس الجمهورية هو رئيس الحزب، وهذا ما تنصل عنه حزب المؤتمر عندما قرر صالح ان ينقلب على مبادرة الخيلج بتحالفه مع الحوثيين في ايلول 2014،وهو ما كان مدرك له الرئيس عبدريه منصور هادي عندما اصر ان تُسلم له السلطة عبر انتخابات رئاسية وليس عن طريق نقل صلاحيات الرئيس صالح لنائبه كما كان مقترح حينها.
اصر هادي على هذه الجزيئة ورفض السلطة عن طريق نقل صلاحيات سلفه له كنائب..!
اعلن الرئيس هادي فجر 7 ابريل عن اعفاء نائبه الفريق محسن منصبه، و اعلن هادي ايضاً عن نقل صلاحياته تفويضه لمجلس قيادة رئاسي برئاسة الدكتور ردشاد العليمي و تفويض مجلس القيادة بكامل صلاحيات الرئيس وفق المبادرة الخلجية وآليتها التنفيذية.
اذاً ماهي الصفة التي يمكن ان نسمي بها الرئيس هادي حالياً؟!
هادي ما زال رئيساً ولكنه رئيس فخري نقل صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي و يأتي هذا التفويض من الرئيس هادي عن قناعة لإسباب يفهمها جيداً ويدركها فهو يعاني من مرض وقد يتوفى في اي لحظة و اذا قام بتعيين نائبين كما كان مقترح احدهما عن الشمال وكان اسم اللواء سلطان بن علي العرادة هو المرشح عن الشمال، والآخر عن الجنوب فأنه قد يحدث خلاف كبير في حالة وفاة الرئيس هادي من سيكون من الاثنين رئيس و بحكم جنوبية الرئيس فأن الرئاسة قد تذهب لشخصية الجنوبية التي كانت مرشحة عن الجنوب و هو اللواء/ عيدروس الزبيدي، و هذا يثير مخاوف بعض دول الإقليم مما قد يقرره القائد الجنوبي الذي يناضل لأكثر من 28 عاماً من اجل إستعادة دولة اليمن الديمقراطية التي كانت تحكم اليمن الجنوبي منذ اواخر ستينيات القرن الماضي الى ابريل من العام 1990..!!
و بما ان الرئيس هادي مستميت على مشروع اليمن الاتحادي من ستة إقاليم فقد قرر ان يفوض وينقل صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي من 7 اعضاء و رئيس، و اختار الجند لتكون هي الرئاسة، و عين من الجنوب 4 اعضاء يمثلوا اقليمي عدن و حضرموت هذا حسب خطة الرئيس و مشروعه، واربعة عن الشمال كل واحد منهم يمثل إقليم.
و هادي لا يزال رئيساً فخري لليمن ولكن بدون صلاحيات حتى يتوفى، او يرى ان هناك انحراف لمجلس القيادة عن الخط الذي رسمه و اتى تفويضه ونقل صلاحياته وفقه كما هو منصوص عليه في البيان الرئاسي يوم 7 ابريل 2022 و هو تاريخ يفهمه السياسيين بطبيعة الحال..!
قد يرى البعض ان الرئيس هادي كان متمسك بالسلطة وهذا ليس صحيح، وإعلانه المتعلق بنقل الصلاحيات والتفويض من وجهة نظري كان انحيازاً للوطن وقد سمى رئيس مجلس القيادة كشخصية من الشمال القريب من الجنوب لانه يدرك ان الشمال لن يقبل بالدولة الاتحادية من ستة اقاليم وهذا يمنح الجنوب حق تقرير المصير برعاية اممية من خلال استفتاء..
ولكن هادي يريد جنوباً من إقليمين حتى في اطار دولة جنوبية ولذلك اختار البحسني والعليمي باوزير، لانه مدرك لإبعاد الصراع و يريد لإبين ان تظل بعيدة عن هذه الجزئية لتبقى في عمقها الذي لا زالت اثار الاختصام باقيه كنتيجة لمرحلة معينه ولكنه يدرك ان الجيل الشاب بداء يتجاوز ثأر 13 يناير والذي كان ولا زال الشمال المهيمن على السلطة المعروفة بسلطة المركز يغذي هذا الصراع ويلعب على اواتاره..!
و لم يكن هادي خطأ كما قد يبدو للبعض لكنه كان جزء من شيء ايجابي، في وقت خطأ و كان مقتنع بالدراسات التي يقدمها له شباب الحوكمة والمصطلحات الجديدة التي تم اسقاطها من قبل المنظمات الغربية، التي تؤمن بالديمقراطية اللبرالية والمصلحة كسقف اعلى يتجاوز الثوابت و منهجية الدولة الوطنية.
اما اخطأ الرئيس هادي وهي عديدة فقد كانت بدايته لتعيين المهندس خالد بحاح نائباً له و هذا مخالف لمبادرة الخليج التي لم تنص على هذه الجزيئة.
و كان خطأه الثاني عندما عزل بحاح من منصبة كرئيس لحكومة نص القرار الاممي 2216 على شرعيتها وشرعية الرئيس هادي ومخرجات الحوار ومبادرة الخليج.
كان الامر الذي من المفترض ان يقوم به الرئيس هادي هو اعفاء بحاح من منصبه كنائب لرئيس وبقاءه كـ رئيس للحكومة التزاماً بالمرجعيات.
اولاً يعفى من منصب نائب لأن ذلك يخالف مبادرة الخليج و يمارس عمله كـ رئيس حكومة وفقاً للقرار 2216 الذي نص على شرعية هذه الحكومة التي لا يحق لرئيس عزلها الا من خلال سحب الثقة عبر البرلمان الذي منحها الثقة.
مهما كانت مثالب الرئيس و اخطاءه الا انه كان يتماهى مع الضغوط التي تمارسها بعض القوى، وازاح قيادات مهمة وعزلها دون دراسة وتقييم، لأن هناك دائرة تحيطه كانت تعاني من دائية و معضلة عدم الثقة بالنفس، و هو ما نتج عن بروز مكونات مهمة نتيجة لممارسات مراهقين احاطوا بالرئيس، و شياطين لا يروا الا انفسهم وقادوه الى حيث نحن ووجهوا بوصلة المعركة الى زاويا الفشل وفي اتجاهات الجنوب الذي كان ولا زال عامل من عوامل النجاح لو وجدت الإرادة الوطنية لتسخيره وتوجيهه حيث يجب ان يكون مثلما بداء في شبوه عندما حضرت العمالقة.
يدرك هادي طبيعة المرحلة، وليس اعلانه نتيجة لضغوط ولكنه قرار متوافق عليه معه من قبل دولة عظمى ومتفق مع قيادة التحالف، و بعض القوى الوطنية التي تربط هادي بها علاقات قوية وتواصل مكثف من خلال قنوات سرية اهمها الدكتور حيدر العطاس..!
اعتقد اننا امام تغيير شامل و قد ينتج عن تكليف احدى الشخصيات لتشكيل حكومة، مع ان هناك قوى متفقه ومتوافقه على استمرار دولة المهندس معين عبدالملك ولكن هناك من يقول انها لا تجتمع سلطات التشريع رئاسة مجلس الرئاسة مع السلطة التنفيذية في جغرافية وان مساءلة التوازنات مهمة.!!
و انا من خلال قرائتي اعتقد ان يحُال هذا الملف الى شخصية من محافظة لحج..!
مع اني مع بقاء الدكتور معين و اثق في ان ما انجزه خلال توليه ليس بالسهل وان نتائجة تلوح في الافق.