كشف مدير مكتب الزراعة بمحافظة تعز، المهندس عبدالله الدعيس، في تصريح مثير للقلق، عن وجود أكثر من 80 محلًا لبيع المبيدات الزراعية في المحافظة، بينها 30 محل في مديرية المعافر فقط، مؤكدًا أن عددًا من هذه المحال تعمل دون تراخيص، ولا توجد أي متابعة لها.

هذا التصريح، الذي يمثل اعترافًا صريحًا من أعلى جهة إشرافية على القطاع الزراعي في المحافظة، يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى مسؤولية المكتب في التعامل مع هذا الوضع، ولماذا لم تُتخذ حتى الآن أي إجراءات قانونية بحق المحال المخالفة.

ورغم خطورة ما كشفه مدير الزراعة، لم يُعلن عن أي خطة رقابية، أو تحرك ميداني، أو إحالات للنيابة، ما يثير مخاوف من أن تتحول هذه الفوضى إلى تهديد مستمر ومستفحل، خاصة في ظل ازدياد الحديث عن علاقة الاستخدام العشوائي للمبيدات بالإصابة بالأمراض الخطيرة، وعلى رأسها الأورام السرطانية.

واعتبر ناشطون أن إقرار مدير مكتب الزراعة بمعرفته بوجود محال مبيدات مخالفة دون أن يتخذ أي إجراء قانوني أو حتى يعلن عن خطة رقابية، يُعد تقاعسًا خطيرًا وتفريطًا بمسؤولياته المباشرة.

وأشاروا إلى أن علم مدير مكتب الزراعة بوجود محال مخالفة دون اتخاذ أي إجراء، يعكس تقصيرًا رسميًا يستوجب المساءلة وفتح تحقيق بصفته المسؤول المباشر.

كما طالبوا بإقالته، وإحالته إلى الجهات الرقابية والقضائية لمحاسبته، مؤكدين أن إقراره العلني بوجود محال تبيع مبيدات دون تراخيص، دون أن يتخذ أي إجراءات، يُعد تقصيرًا جسيمًا وتفريطًا بمسؤولياته يستوجب المساءلة الفورية، خاصة وأن هذه المبيدات تُعد موتًا محتمًا يهدد حياة المواطنين وصحة البيئة في ظل غياب الرقابة والاستخدام العشوائي.

وتشير بيانات رسمية صادرة حديثًا عن المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز، إلى تسجيل 884 حالة إصابة جديدة بالسرطان خلال النصف الأول من العام 2025، في مركز الأمل لعلاج الأورام، ما يمثل ارتفاعًا كبيرًا في عدد الحالات مقارنة بالأعوام السابقة.

> للمزيد اقرأ: المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز تسجيل 884 حالة إصابة جديدة خلال النصف الأول من العام 2025

وتحذر دراسات علمية من أن التعرّض المباشر للمبيدات الزراعية الكيميائية، خصوصًا في ظل غياب الضوابط أو اللجوء إلى مبيدات مهربة ومحظورة، يؤدي إلى الإصابة بأنواع خطيرة من الأورام السرطانية.