مسئول أمريكي سابق يدعو لدعم القوات الجنوبية لهزيمة الحوثي في اليمن
الثلاثاء 29 يوليو 2025 - الساعة 08:45 مساءً
المصدر : الرصيف برس - متابعات خاصة

دعا مسئول سابق في وزارة الدفاع الامريكية ، إدارة بلاده الى دعم القوات الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي في سبيل هزيمة مليشيا الحوثي التي تهدد الملاحة الدولية.
ونشرته مجلة الأمن القومي الأمريكية تقريراً قالت فيه إن الاستخبارات الأمريكية أخطأت في تقديراتها بشأن جنوب اليمن، عندما توقعت انهيار المجلس الانتقالي الجنوبي بعد انسحاب جزئي للقوات الإماراتية من عدن عام 2019.
وأضاف التقرير، الذي أعدّه الباحث الأمريكي مايكل روبن، أن ما حدث خلال السنوات الست الماضية شكل انقلابًا على هذه التقديرات، إذ تمكن الجنوبيون ليس فقط من الصمود، بل من توسيع رقعة سيطرتهم وتعزيز أمن المناطق المحررة، رغم التحديات المعقدة وغياب الدعم الدولي الكافي.
وتابع روبن: "كما فشلت الاستخبارات الأمريكية في تقدير قدرة أوكرانيا على الصمود أمام الغزو الروسي، فإنها أخطأت أيضًا في تقدير قدرة الجنوبيين في اليمن على القتال والصمود".
وأوضح أن العديد من تقارير البنتاغون توقعت أن المجلس الانتقالي لن يتمكن من فرض الأمن أو صد الهجمات المتعددة التي يتعرض لها من الحوثيين المدعومين من إيران، أو من الجماعات المسلحة المرتبطة بالإخوان المسلمين، أو حتى من المليشيات القبلية المدعومة من السعودية وسلطنة عمان.
وأشار التقرير إلى أن مدنًا جنوبية مثل عتق وأبين أصبحت اليوم تنعم بقدر كبير من الاستقرار، بفضل الأداء الأمني المنضبط لقوات دفاع شبوة والحزام الأمني، والتنسيق مع أجهزة استخبارات المجلس الانتقالي.
وأوضح أن هذه القوات أحبطت محاولات تسلل وتهريب، وصادرت مؤخرًا شحنة كبتاجون كانت مخبأة داخل مخازن ذخيرة، ونجحت في إحكام سيطرتها على نقاط استراتيجية رغم انعدام الدعم الجوي.
وقال روبن إن الواقع الميداني يثبت أن القوات الجنوبية صمدت في وجه الهجمات المتكررة للحوثيين، واستفادت من المعرفة المحلية، وحفر الخنادق، وتعبئة المجتمعات، خصوصًا في جبهات مثل الضالع ويافع.
وأضاف: "صعدت إلى قمة جبل مع قائد جنوبي، وشاهدت بعيني خطوط التماس الملتهبة، حيث حافظت القوات على مواقعها رغم الاشتباكات شبه اليومية، دون أن تتلقى دعمًا جوهريًا من التحالف أو الغرب".
وأوضح التقرير أن المعركة لم تعد عسكرية فقط، بل باتت سياسية ودبلوماسية، حيث تعاني واشنطن من ضعف في التنسيق، بينما ترفض بعض الدول الداعمة للحكومة اليمنية الاعتراف بازدواجية مواقف بعض الأطراف الإقليمية.
ولفت إلى أن "بعض مكونات الحكومة تعرقل نجاح الجنوبيين أكثر مما تحارب الحوثيين، فيما يلعب حزب الإصلاح دور حصان طروادة يخترق الصفوف لصالح الحوثيين".
ونقل الكاتب عن عدد من القادة العسكريين الجنوبيين الذين التقاهم في عدن قولهم إنهم فقدوا الكثير من زملائهم وأقربائهم في المعارك، وبعضهم تعرض لمحاولات اغتيال أو فقد أطرافه، لكنهم ما زالوا يؤمنون بقضيتهم ويواصلون القتال.
وأكد هؤلاء القادة أن ما يحتاجونه لا يتعدى دعمًا يعادل يومًا واحدًا مما يتلقاه الأوكرانيون، ويتمثل في معدات استطلاع وقتال، وأنظمة تشويش، وزوارق دورية، ومركبات نقل، وأسلحة خفيفة.
وأضاف روبن: "القصف الجوي وحده لا يكفي لهزيمة الحوثيين. الحسم يتطلب تنسيقًا ميدانيًا مع القوات الجنوبية، وهذا لا يحتاج إرسال قوات أجنبية، بل مجرد اعتراف بقدرات الجنوبيين وتوفير الدعم اللازم لهم".
واختتم تقريره بالقول إن الحديث عن عدم قدرة الجنوبيين على القتال بفعالية ليس سوى انعكاس لكسل استراتيجي في واشنطن، وليس لحقيقة ميدانية، داعيًا إدارة ترامب إلى الاختيار بين دعم النصر أو الاستمرار في استراتيجيات فاشلة.
يُذكر أن مايكل روبن هو زميل بارز في معهد "أمريكان إنتربرايز" ومدير تحليل السياسات في "منتدى الشرق الأوسط"، وسبق أن عمل في وزارة الدفاع الأمريكية، ودرّس لسنوات في البحرية الأمريكية حول النزاعات في الشرق الأوسط.