85 ألف طفل ميت: أزمة اليمن أسوأ بكثير من غزة — لكن العالم يتجاهلها
الاحد 03 أغسطس 2025 - الساعة 07:41 مساءً
المصدر : الرصيف برس - (Ynet news) - ترجمة خاصة

تشهد اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 85,000 طفل دون سن الخامسة لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2014.
ورغم أن هذه الأزمة أسوأ من الوضع الإنساني في غزة، فإن المجتمع الدولي يتجاهلها إلى حدٍّ كبير.
ونقلًا عن مصدر يمني معارض للحوثيين المدعومين من إيران، قال لوكالة "أسوشيتد برس":
"بينما تضمّ غزة مليوني نسمة، يفرض الحوثيون حصارًا على 20 مليون إنسان في اليمن. هذا الجوع ليس نتيجة جانبية، بل أداة متعمّدة للسيطرة والابتزاز."
منذ أن سيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من اليمن وطردوا الحكومة المعترف بها دوليًا عام 2014، غرقت البلاد في صراع دموي مع تحالف تقوده السعودية.
ورغم إعلان هدنة في أبريل 2022، إلا أن القتال تجدد في أواخر العام الماضي بعد انخراط الحوثيين في أعمال عدائية ضد إسرائيل، مما زاد الوضع الإنساني تدهورًا.
وفقًا لمنظمة "أنقذوا الأطفال" (Save the Children)، فإن ما بين عامي 2014 و2018، توفي نحو 85 ألف طفل بسبب سوء التغذية الحاد دون تلقي أي علاج. ومنذ ذلك الحين، بات الحصول على بيانات موثوقة أمرًا صعبًا بسبب القيود التي يفرضها الحوثيون على عمل منظمات الإغاثة.
وحذرت منظمة اليونيسف في تقريرها لشهر أغسطس 2024 من ارتفاع "حرج" في معدلات سوء التغذية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وخاصة على الساحل الغربي القريب من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وبحسب "تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل" (IPC)، ارتفعت حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 34% مقارنة بعام 2023.
أكثر من 600 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، من بينهم 120 ألف طفل في حالة حرجة.
كما أن حوالي 223 ألف امرأة حامل ومرضعة عانين من سوء تغذية حاد في العام الماضي.
رغم المعاناة الواسعة في مناطقهم، نادراً ما يعترف قادة الحوثيين بالأزمة.
في خطبه الأخيرة، ركّز زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي على التنديد بمواقف العالم تجاه غزة، بينما تجاهل تمامًا المجاعة الكارثية داخل اليمن.
اتهمت منظمات الإغاثة الحوثيين بتعطيل وصول المساعدات الإنسانية وتحويل الإمدادات لصالحهم.
وقال المصدر اليمني: "الحوثيون يحوّلون المساعدات الدولية إلى مصدر تمويل لجهودهم الحربية، من خلال سرقتها وفرض ضرائب على الواردات. هذا ما ترك الملايين عرضة للجوع والأمراض."
ويُستخدم الجوع أيضًا كعقاب ضد القبائل التي ترفض الخضوع للحوثيين، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال بالقوة، واستغلال الحرب في غزة لتبرير ممارساتهم.
وأضاف المصدر: "هذه هي أكبر مأساة إنسانية في عصرنا، تغذّيها قرارات سياسية تهدف إلى زعزعة استقرار اليمن وجعلها دولة تابعة لإيران. على المجتمع الدولي التحرك فورًا لوقف استخدام الطعام كسلاح حرب."
حذّرت المنظمات الإنسانية من نقص حاد في تمويل البرامج الإغاثية في اليمن.
فقد أفادت ائتلاف من 116 منظمة بأن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 لا يتجاوز 10%، مما يقوّض بشكل خطير إمكانية إيصال المساعدات.
وقد زادت الأزمة تعقيدًا بعد أن احتجز الحوثيون موظفين من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية، وقُتل بعضهم أثناء الاعتقال.
أفاد أطباء وعاملون صحيون بأن الفساد والصراعات الداخلية داخل المؤسسات الحوثية تشلّ القطاع الصحي، خاصة في ظل تفشي الأمراض.
وقال أحد العاملين الطبيين اليمنيين (طلب عدم ذكر اسمه):
"نخسر الكوادر بسبب الطرد التعسفي، ويتم استبدالهم بأشخاص موالين للحوثيين لا يملكون أي كفاءة. هذا يزيد الوضع الصحي الكارثي سوءًا."
تقدّر المجلس النرويجي للاجئين أن حوالي 15 مليون يمني لا يملكون إمكانية الوصول إلى مياه نظيفة، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
في الأثناء، هدد مسؤولون حوثيون بتصعيد الهجمات البحرية ضد السفن المرتبطة بالموانئ الإسرائيلية.
وقال المتحدث العسكري الحوثي يحيى سريع: "نحذر جميع الشركات المتعاونة مع الموانئ الإسرائيلية بوقف التعامل، وإلا فإن سفنهم ستكون أهدافًا في أي مكان نصل إليه."
بينما يواجه ملايين اليمنيين الجوع، والمرض، والنزوح، تظل هذه الكارثة الإنسانية الضخمة مغيّبة عن اهتمام العالم، الذي يركّز أنظاره على نزاعات أخرى رغم أن حجم المعاناة في اليمن يفوقها بكثير.