دعا لتأسيس تكتل إقليمي عربي يعيد التوازن للمنطقة.. نعمان في أربعينية الحجري: تعدد الولاءات داخل الشرعية يجهض المعركة.. والتحالف يغذّي الانقسام
الخميس 07 أغسطس 2025 - الساعة 05:15 مساءً
المصدر : الرصيف برس - الوحدوي نت

حمّل الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبدالله نعمان، القوى اليمنية المتصارعة داخل معسكر الشرعية، وأطرافًا إقليمية في التحالف العربي، مسؤولية إطالة أمد الحرب وتقويض فرص استعادة الدولة، محذرًا من أن جماعة الحوثي لم تعد تمثل تهديدًا محليًا فحسب، بل خطرًا استراتيجيًا يطال الإقليم والعالم بأسره.
وقال نعمان في كلمته خلال الحفل التأبيني الذي أُقيم بمدينة الخوخة صباح الثلاثاء، لإحياء ذكرى أربعينية القائد التهامي الشهيد عبدالرحمن حجري، إن اليمن لن ينتصر في معركته المصيرية ما دامت قواه الوطنية ممزقة، محذرًا من أن مجلس القيادة الرئاسي بات يختزل هذا التمزق، بعد أن ضم تشكيلات مسلحة متعددة المرجعيات تتقاتل من أجل مشاريع خاصة، لا من أجل مصلحة اليمن.
وأكد أن استعادة الدولة وبناء مشروع وطني جامع يشكّل حجر الأساس لأي مسار نحو الاستقرار، مشددًا على أن اليمن بحاجة إلى توحيد جبهته الداخلية، بعيدًا عن صراع المشاريع المتضاربة والجماعات المسلحة المنفلتة، وبما يُعيد الاعتبار للدولة كمظلة لجميع اليمنيين، لا كأداة بيد المتحاربين.
وقال إن استعادة الدولة ينبغي أن يسبق أي مشاريع سياسية أو ترتيبات جديدة، باعتبارها الأساس الوحيد لأي حل دائم ومستقر، سواء كان فيدراليًا أو وحدويًا أو غير ذلك.
ووجه الأمين العام للتنظيم الناصري انتقادات مباشرة للتحالف العربي، متهمًا بعض أطرافه بعدم السعي الجاد نحو استقرار اليمن، بل المساهمة في إدامة الفوضى وتعميق الأزمة عبر سياسات التجويع والتدخلات غير المتوازنة.
وسخر نعمان من المفارقة بين الوفرة الاقتصادية في دول الجوار والمجاعة التي يعيشها اليمنيون، متسائلًا: "كيف يمكن لجار أن يموت من التخمة وجاره يموت من الجوع؟" وقال: "هذه ليست عدالة السماء ولا عدالة الأرض".
وفي هذا السياق، دعا نعمان إلى مراجعة شاملة لطبيعة العلاقة بين اليمن والتحالف، تقوم على الاحترام المتبادل وبناء شبكة مصالح تنموية ومناطق صناعية وبحثية مشتركة على الحدود، تحول دون عودة التدخلات العسكرية، وتؤسس لتكامل اقتصادي يحمي الجميع.
ووجه نعمان تحذيرًا صريحًا للمجتمع الدولي من خطورة التعامل مع جماعة الحوثي باعتبارها جماعة محلية، مؤكدًا أنها تحوّلت إلى قوة تهدد الأمن الإقليمي والدولي، بدءًا من البحر الأحمر، وحتى باب المندب والممرات الدولية.
وأشار إلى قدرة الحوثيين على تعطيل الملاحة البحرية وإغلاق باب المندب، واصفًا ذلك بأنه تهديد وجودي لأوروبا والعالم، وتعطيل امدادات سلاسل الطاقة والتجارة العالمية.
وفي سياق إحياء ذكرى القائد التهامي الشهيد عبد الرحمن حجري، قال نعمان إنه كان نموذجًا للمناضل النزيه، الذي رفض المغنم الشخصي، ولم يكن يومًا من الباحثين عن المكاسب، بل كان في طليعة الغارمين، منحازًا دومًا لقضايا الناس وحقوقهم، ومتشبثًا بقيم العدالة والكرامة، مكرّسًا حياته لقضية تهامة واليمن.
وأكد نعمان أن الشهيد الحجري لم يكن انعزاليًا أو مناطقيًا، بل كان يرى في الدفاع عن تهامة مدخلًا لتحقيق مشروع وطني عادل وشامل، وكانت رؤيته أن إنصاف تهامة هو جزء من إنصاف اليمن ككل.
كما أشار إلى أن الفقيد أقام علاقات وطنية وإقليمية، ليس من أجل النفوذ أو المصالح، بل بهدف دعم المقاومة، وتعزيز فرص النضال، دون أن ينزلق إلى مسارات الفساد أو التربّح كما فعل آخرون.
وأشار نعمان إلى أن من عرفوا الشهيد الحجري، عرفوه صادقًا في مواقفه، ثابتًا في مبادئه، وملتزمًا بخط نضالي واضح، مؤكّدًا أن ذكراه ستظل مصدر إلهام لكل المناضلين، وأن قيمه يجب أن تُستحضر اليوم أكثر من أي وقت مضى، في مواجهة مشاريع الإقصاء والهيمنة، وبناء دولة تقوم على المواطنة المتساوية والإنصاف والشراكة.
نص كلمة الامين العام للتنظيم الناصري عبدالله نعمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصباحًا مفعمًا بالحب، ومشرقًا بالحرية.
الأخ محافظ محافظة الحديدة، الدكتور الحسن طاهر،
الإخوة قادة الحراك التهامي، وقادة المقاومة،
الإخوة قادة الأحزاب السياسية،
الأخوات والإخوة، كلٌّ باسمه وصفته.
التحية لأبناء تهامة الأحرار،
التحية لتهامة الحرة الأبية،
التحية لتهامة أرض الخير والعطاء، والتعايش والسلام.
أنقل إليكم تحيات إخوتكم ورفاقكم في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وفي المكونات والأحزاب السياسية من أبناء تهامة، وفي عموم وربوع الوطن الكبير، الذين يشاركونكم الهم، ويتحملون معكم المسؤولية، ويقاسمونكم النضال من أجل كرامة الوطن، وكل شبر في هذا الوطن.
شرفٌ كبيرٌ لي أن أشارككم في هذا الحفل التأبيني لشهيد الحركة الوطنية، قائد الحراك التهامي، ومؤسس المقاومة التهامية وقائدها، الأخ العزيز الشيخ الفقيد عبد الرحمن الحجري.
لم أكن أعرفه من قبل، لكني عرفته مؤخرًا في بداية تأسيس المقاومة التهامية. التقيته كثيرًا، وتشاركنا وتقاسمنا مسؤولية النضال وأعباء النضال من أجل وطننا العزيز.
سمعت منه كثيرًا، وعرفت عنه كثيرًا من زملائه ورفاقه الذين شاركوه في تأسيس الحراك، وفي تأسيس المقاومة التهامية.
واسمحوا لي أن أذكر بعض الأسماء التي ترددت على مسمعي، ممن كان يذكرني بأسمائهم، وليعذرني الآخرون الذين لم تسعفني الذاكرة لذكرهم.
كان دائمًا يتحدث عن خالد خليل، وأنور، والكوكباني، والأستاذ المناضل المحامي طه الحرد، وآخرين كُثر لا أتذكر أسماءهم.
نحن لم نفقد الفقيد، ولم يرحل عنا؛ هو انتقل إلى جوار ربه جسدًا، لكنه حيٌّ بيننا بالمبادئ التي آمن بها، وبنضاله، وبعباراته، وبقيمه الراسخة.
لم أحضر هنا لكي أُقاسمكم الحزن، ولا لأندب حظي معكم في فقدان صديق عزيز ومناضل قدم الكثير من التضحيات لأجل هذا الوطن، لكننا نحتفل في هذه المناسبة، لنستعيد ونستذكر المواقف العظيمة التي جسدها الرجل في تاريخ نضاله، في الحراك، وفي المقاومة التهامية الباسلة.
لنستمد من تلك المواقف والمبادئ العزيمة والإصرار على مواصلة النضال، لننتصر لتهامة التي ستنفض غبارها، وستجسد بنضالها العدل، وستبني يمن المحبة، يمن المواطنة المتساوية، يمن الشراكة، يمن الإنصاف.
لم يكن الأخ الفقيد عبد الرحمن الحجري انعزاليًا، ولم يدعُ لعزل تهامة أو فصلها عن جسدها الكبير، كما يفعل الآخرون،
بل كان يرى أن النضال من أجل عدالة القضية التهامية، ومن أجل تحقيق العدل والإنصاف والشراكة لأبناء تهامة، هو خطوة على طريق إرساء المواطنة المتساوية، والشراكة، والعدالة للوطن الكبير، اليمن الحر الأبي.
خلال مشاركتي وتقاسمي مع الأستاذ عبد الرحمن الحجري، الذي انتقل إلى رحمة الله، لم أجده يومًا يبحث عن مغنم، بل كان في مقدمة الغارمين والمغرمين، وقضى نحبه إلى جوار ربه في سبيل هذه القضية، وعدالة الوطن.
بنى الفقيد علاقة مع التحالف العربي، بجناحيه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ليوفر الدعم للمقاومة الوطنية، وليعزز النضال، لا ليبني قصورًا، ولا ليحرث مزارع، ولا ليشيّد استراحات، ولا ليعيش خارج الوطن، بل من أجل القضية التهامية وهذا الوطن.
وإذا كنت قد أخطأت، فليقل لي أي واحد منكم عن المكتسبات التي أثْرى بها الرجل، أو المكتسبات الشخصية التي تحققت له. وكان بإمكانه أن يفعل ذلك، لولا طهارته ونزاهة ذمته، كان يمكن أن يفعل كما فعل الآخرون الذين تاجروا وأثرَوا من هذه الحروب.
هذه المثل الكبيرة التي جسدها الفقيد الراحل في نضاله، هي التي ينبغي أن نتمثلها، وأن نتحلى بها، وأن نعقد العزم، وأن نواصل المسيرة والمسير على هدى هذه المبادئ، من أجل الانتصار لقضية تهامة، وللوطن الكبير الذي سيضمنا جميعًا بين جناحيه.
لماذا أتحدث وأقول: تهامة القضية الأولى؟
لأن تهامة عانت الكثير من المظالم، من سلب الحقوق، من نهب الممتلكات، من القهر. وآن الأوان لأن يُنصف ابن تهامة، ولقد كان الفقيد الراحل نموذجًا ومَثَلاً، وفي طليعة المناضلين من أجل قضية تهامة.
عرفته واقفًا مشاركًا للصيادين في انتفاضتهم الباسلة، ضد العقود المجحفة التي أبرمها بعض الفاسدين في السلطة حينها مع شركات أجنبية، لتجرف مصائدنا، وتمكن، ورفاقه من الصيادين، ومن تآزر معهم، من إسقاط ذلك المخطط، وإلغاء كل الاتفاقات التي أبرمها الفاسدون.
عرفته مناضلًا، وهو يقف، وإلى جواره الأستاذ الكبير، ابن تهامة البار، عبد الباري طاهر، وآخرون، في باب الناقة، يصرخون، ويطالبون بوقف النهب، ووقف السلب لحقوق أبناء تهامة، ويطالبون بالعدالة، والإنصاف، والشراكة.
عرفته صوتًا قويًا في مواجهة الظلم، وفي المطالبة بحقوق أبناء المحافظة.
هكذا يجب أن تكونوا، وهكذا يجب أن نكون جميعًا على امتداد الوطن، من شماله إلى جنوبه.
لا أريد أن أطيل الكلام كثيرًا، لكني أريد أن أقول بعض القضايا الوطنية الهامة:
لن ننتصر ونحن مقسَّمون، لن ننتصر ولدينا مجلس قيادة اجتمعت فيه المليشيات المسلحة المنقسمة التي تقاتل من أجل مصالحها، لا من أجل مصلحة الوطن.
لن ننتصر مطلقًا، وأشقاؤنا في التحالف العربي لا يريدون لليمن الأمن والاستقرار. يظنون أنهم سيصنعون تنمية ويحققون نموًا اقتصاديًا، وأنا أقول لهم: لا يمكن لجار أن يموت من التخمة، وجاره يموت من الجوع!
هذه ليست عدالة السماء، ولا عدالة الأرض.
ليست لنا مواقف ضد هؤلاء، نحن ندعو إلى بناء تكتل عربي واحد، يقوم على أساس الشراكة والتعاون، من أجل إزالة مخاوف الجميع، وحماية مصالح الجميع.
نحن في اليمن، بعد أن نستعيد دولتنا من الانقلابيين، من هذا المشروع العنصري السلالي الذي يدّعي أننا كيمنيين خُلقنا عبيدًا لنخدمهم كسادة، هذا كلام لا يمكن أن يمر على اليمنيين، ولن يقبله اليمنيون على الإطلاق.
سيسقط هذا المشروع، اليوم أو غدًا.
مشكلتنا مع هذا المشروع أننا ممزقون، ولسنا موحدين، مشكلتنا مع هذا المشروع أن المشاريع المتضاربة والمتصادمة، التي لديها جماعات مسلحة، كلٌّ منها يعمل باعتقاد أنه سينتصر مشروعه.
هذا وهم!
لا يمكن لأي مشروع من هذه المشاريع أن ينتصر ما لم نستعد الدولة.
الدولة ضرورة، والدولة مطلب ملح لكل المشاريع:
لمن يطالب بفك الارتباط،
ولمن يطالب بالدولة البسيطة،
ولمن يطالب بالأقاليم المتعددة،
ولمن يطالب بإقليمين.
الدولة أولًا، وبعد ذلك، كل المشاريع قابلة للنقاش.
نريد أن نقول لأشقائنا وجيراننا: نحن لا نشكل خطرًا على أحد، ولا نخاصم أحدًا رغبةً في الخصومة على الإطلاق.
نريد أن نبني شراكة قوية تحقق الأمن والاستقرار لليمن، لكي ينعم الجميع بأمنهم واستقرارهم.
عندما ندحر هذا الانقلاب، لا نريد جيشًا، لأنه لا يوجد خطر احتمالي قد يأتينا من البر، حدودنا مرسَّمة مع المملكة، ومرسَّمة مع عمان، ونحن لا نطالب بالمزيد.
يكفينا هذه الحدود المرسَّمة، إذن، لسنا بحاجة إلى جيش، اليمن سيواجه مخاطر الإرهاب والمخدرات.
إذا انتصرنا وأسقطنا الحوثي، ولم نوجد تنمية، حتى لو أسقطناه وظل الفقر هو السائد، ستكون البيئة ملائمة للإرهاب والمخدرات، وهما خطران عابران للحدود.
الحوثي، وهو يهدد أمن واستقرار اليمن اليوم، هو أيضًا عنصر تهديد للأمن والسلم الإقليمي والدولي. وأحداث غزة، وما يجري الآن، كشفت للعالم بوضوح حجم هذا الخطر.
يمكن أن يُغلق باب المندب، فبماذا سينعم الأوروبيون؟
سيموتون من البرد، ونحن لن نخسر شيئًا! نفطنا في الأرض، ونحن قوم حديثو عهد بالحضارة، يمكننا أن ننتقل بالبغال، والجمال، والحمير، ويمكننا أن نتدفأ بالحطب!
من هنا، أصرخ في وجه المجتمع الدولي: خطر الحوثي في البحرين العربي والأحمر، وباب المندب، لا يشكل تهديدًا لليمن فحسب، بل يشكل تهديدًا للسلم الإقليمي والدولي.
لإخواننا في المملكة، وعُمان، والخليج: لسنا دعاة حرب، ولا نريد أن نستأصل أحدًا، نريد أن نبني شراكة واسعة معكم، فليأتوا بلا جيوش، لنبني مناطق محبة.
نأخذ مساحات من حدود اليمن، ومساحات من حدود السعودية، ومساحات من حدود عمان، ونجعل منها مناطق حرّة للصناعة، ومعاهد الأبحاث العلمية، والجامعات، وغير ذلك من المصالح المشتركة.
حينها، لا جيش من اليمن سيعبر فوق هذه المصالح إلى السعودية، ولا جيش من السعودية سيعبر إلى اليمن، وهكذا من عمان وإلى عمان.
ليطمئنوا، فنحن لا نشكّل خطرًا على أحد. نحن نريد أن نعيش في أمن وسلام، وأن نتعايش مع الآخرين.
ناضلنا، ورفعنا شعارات، وزايدنا في مراحل معينة، واكتشفنا في نهاية المطاف أننا نحرث في ماء البحر. لا نستطيع إسقاط أحد، ولا يستطيعون انتزاعنا من أرضنا.
نحن شعوب متجاورة، بيننا من المشتركات أكثر مما بيننا مما يفرّق، فلنبنِ معًا تجربة رائدة وفريدة، تؤسس لبناء تكتل إقليمي عربي، يعيد التوازن في هذه المنطقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لمشاهدة الكبمة على اليوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=HM-qH5g6xtkhttps://www.youtube.com/watch?v=HM-qH5g6xtk
