مجلس "رئاسي" مُصغر .. معركة الإصلاحات في عدن هل تعيد هيكلة الشرعية؟
الاحد 10 أغسطس 2025 - الساعة 12:14 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

وسط ضجيج المعركة الاقتصادية التي تخوضها الحكومة والبنك المركزي في عدن ، يبرز مشهد جديد لرأس الهرم الهيكلي في الشرعية المتمثل بمجلس القيادة الرئاسي ، الذي يغيب اليوم تماماً – كهيئة واحدة - عن المعركة.
المجلس الذي لم يعقد أي اجتماع منذ أكثر من 3 أشهر ، يبدو واضحاً غيابه التام عن مشهد المعركة الاقتصادية التي تعيشيها العاصمة عدن وتصل تأثيراتها الى المناطق المحررة.
ليبرز في هذا المشهد وبشكل واضح صورة عضوي مجلس القيادة عيدروس الزُبيدي وأبوزرعة المحرمي ، باللقاءات والاجتماعات المكثفة لهما منذ عودتهما سوياً الى العاصمة منتصف الشهر الماضي.
وعقب أسبوع على عودة الرجلين الى للعاصمة المؤقتة عدن ، أعلن عن مغادرة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي للعاصمة بعد ان ظل فيها أطول مدة زمنية منذ تشكيل المجلس بالرياض في ابريل 2022م ، الا أن طول المدة لم يُفلح في عودة التئام جلسات المجلس.
مشهد التنافر داخل مجلس القيادة ببقاء العليمي في عدن مع غياب الزُبيدي والمحرمي ثم وصولهما بمغادرة الأول ، يعكس من جهة حجم الخلافات والتباين داخل المجلس ، ويعكس من جهة أخرى وجود ترتيبات إقليمية ودولية لتجاوز حالة الجمود الذي أصيبت بها الشرعية جراء غياب التوافق داخل مجلس القيادة الرئاسي.
فعودة الزُبيدي والمحرمي سوياً لم تكن من أبوظبي بل من الرياض التي اقاما فيها عدة أيام ، قبل ان يعودا الى عدن ، ويشرعا في عقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع الوزراء والمسئولين والمحافظين ، ليترافق ذلك مع بدء البنك المركزي تحركات صارمة ومتدرجة لضبط السوق المصرفي اثمرت تحسناً غير مسبوق في قيمة العملة المحلية.
وكان لافتاً البيان الذي أصدره الناطق باسم المجلس الانتقالي الخميس الماضي حول تحسن قيمة العملة ، وأشار الى ان ذلك جاء نتيجة "الإجراءات والخطوات المدروسة التي أنجزت بالتدريج" ، مؤكداً بأنه كان للمجلس الانتقالي الجنوبي "دوراً وازناً لإنجازها على هذا النحو".
مشيراً الى تظافر جهود رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في توجيه ومتابعة الأداء الحكومي مع جهود نائبه المحرمي وأعضاء الحكومة وصولا إلى هذا الانجاز الملموس.
وسط كل هذا الحراك والضجيج في عدن ، غاب العليمي عن المشهد تماماً منذ وصوله الى الرياض ولأكثر من أسبوعين ، الى ان ظهر مطلع الأسبوع الماضي بلقاء مع القائم بأعمال السفير الأمريكي ، وعقد بعدها لقاءات بحضور عضو المجلس فرج البحسني المقيم مع العليمي في الرياض.
والى جانب العليمي والبحسني يتواجد ايضاً في الرياض 3 من أعضاء المجلس هم عبدالله العليمي وعثمان مجلي وسلطان العرادة ، في حين يتواجد عضو المجلس العميد طارق صالح بشكل شبة دائم في المخا غربي تعز.
تواجد كل من الزُبيدي والمحرمي وطارق في الداخل مع وجود معلومات تشير الى توافق حدث في الرياض بين الزُبيدي والعرادة ، يشير الى ما يمكن تسميته بمجلس قيادة رئاسي مُصغر من أعضاء المجلس ذو الثقل الحقيقي على الأرض بات يدير معركة إصلاحات شاملة في جسد الشرعية بضوء اخضر إقليمي ودولي ، في حين تُرك لباقي الأعضاء وللرئيس مهام العلاقات الخارجية.