مسيرات ومسارات بحرية تقتل اليمنيين
الاربعاء 13 أغسطس 2025 - الساعة 08:48 مساءً
المصدر : الرصيف برس - يوب يوب

*البداية من عدن*:
في الخامس من أغسطس 2025 أعلن جهاز مكافحة الإرهاب اليمني في عدن ضبط شحنة من معدات عسكرية ومسيرات وأجهزة لاسلكية، ووحدات تحكم متقدمة بالطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى قطع غيار أسلحة، في حاويات كانت على متن سفينة قادمة من الصين.
لكن الخبر لم يتضمن أية تفاصيل حاسمة بخصوص السفينة التي قدمت على متنها الشحنة، ولا تاريخ وصولها، ولا الجهة التي تم الشحن باسمها، ما ترك العديد من علامات الاستفهام التي تبحث عن إجابة في بحر من الأمواج المتلاحقة، ولعل أبرز تلك التساؤلات ما طرحه محررو يوب يوب: من أين نبدأ البحث إذًا؟
*البحث من السلاح*
في صور وأخبار جهاز مكافحة الإرهاب برزت طائرة مسيرة تشبه إلى حد كبير الطائرة الدرون الأوكرانية بوب فلاي، والقاذف الخاص بها، والتي تنتجها شركة "REACTIVE DRONE" الأوكرانية، التي تُصدر طائراتها عادة إلى دول مثل تركيا ورومانيا والمجر وأذربيجان ومولدوفا، فهل يعني هذا أن السفينة قادمة من البحر الأسود إلى عدن؟ وهل يُشمّ رائحة وجود للدب الروسي في العملية؟ ربما، وربما لا، فكل الاحتمالات واردة.
لكن هذه المعطيات ترجح هذا الاحتمال على سواه، وخاصة حين عثرنا على سفينة قادمة على هذا المسار ترسو في ميناء عدن. لكن ما يظهره البحث عن السلاح قد لا يكون دقيقًا ما لم يخضع لتقييم خبراء في المجال، إذ تكون الفوارق بين الأسلحة طفيفة وقد تظهر الكثير من التشابهات على نفس القطعة أو تدخل فيها مكونات أخرى من عدة دول.
سجلات الميناء ماذا تكشف
وبالعودة إلى سجلات حركة ميناء عدن، كانت السفن القادمة من الصين قد غادرت الميناء إما إلى جيبوتي أو جدة أو بورتسودان أو قناة السويس، بينما ظلت سفينة قادمة من الصين تظهر على صور الأقمار الصناعية ولا تظهر إشارتها على أدوات تتبع السفن، وكان من الصعب تتبعها. لكننا عثرنا على سفينة تحمل اسم بروذر BR BROTHER وصلت إلى ميناء عدن في 5 أغسطس 2025 كما تسجل حركة الملاحة في ميناء عدن.
*تتبع السفينة*
من خلال تتبع ملكية السفينة وتاريخها ومسارها على أداة "مارينا ترفيك"، فإنها مملوكة لشركة "بي آر براذر البحرية المحدودة" ومقرها لبنان، وترفع علم جزر القمر، وبنيت قبل 40 عامًا، ويبدو من مسارها الموثق في الأداة أنها مناسبة جدًا لحمل أسلحة قادمة من روسيا أو أوكرانيا. فهذه السفينة عبرت ميناء نوفوروسيسك الروسي وموانئ أوكرانية ورومانية في البحر الأسود، مرورًا بموانئ تركية وسورية، وصولًا إلى عدن.
بينما تحمل سجلًا مماثلًا من العبور نحو موانئ لبنان وليبيا وسوريا، وهي موانئ دول تشهد صراعات مسلحة لم تتوقف، ما يرجح إمكانية ضلوع مباشر بتهريب السلاح من روسيا إلى اليمن على مدار سنوات. لكننا لا نستطيع الجزم بذلك قطعيًا، كما لا يمكننا تجاهل أن السفينة، ووفقًا لبيانات أداة "جلوبل فاشن"، وعند دخولها الموانئ اليمنية 5 مرات (ليس فيها الأخيرة) في: يونيو 2016، وديسمبر 2016، وفبراير 2017، وأبريل 2017، ويونيو 2017، تسكعت في المنطقة الاقتصادية الإريترية بضعة مرات خلال عامي 2016 و2017، ولمدد متفاوتة تتراوح بين 12 يومًا وأسبوع ويوم واحد وبضعة ساعات خلال نفس فترة دخولها موانئ الحديدة وميناء عدن.
*سفينة الإشارة المخفية*
مع إصرار السلطات الأمنية في ميناء عدن أن السفينة التي حملت شحنة السلاح هي سفينة قادمة من الصين، تظل علامات الاستفهام ماثلة وبقوة عن السفينة المختفية ومن أين جاءت ولمن تتبع. لكن الإشارة المخفية عادت للظهور أمس 12 أغسطس لبعض الوقت لتكشف عن سفينة تملكها شركة "فوركاسل للشحن المحدودة" ومقرها الصين، قادمة من هونج كونج، ترفع علم بنما، وبنيت قبل 22 عامًا، وتحمل اسم ميشيليا MICHELIA.
وفقًا لبيانات ميناء عدن، فإن "ميشيليا" دخلت ميناء جيبوتي قادمة من هونج كونج يوم 17 يونيو 2015، ثم وصلت إلى ميناء عدن يوم 25 يونيو، وتم ترسيتها في الرصيف MW 3 بميناء المعلا في نفس اليوم، وغادرته بعد عشرة أيام في الرابع من يوليو إلى جيبوتي، لترسو هناك لمدة 15 يومًا، قبل أن تعود إلى عدن في 20 يوليو ليتم إرساؤها في الرصيف MW 1 بميناء المعلا يوم 21 يوليو وما زالت فيه، لكنها أخفت إشارتها قبل أن تظهر في الثامن من أغسطس لبعض الوقت.
*العودة إلى السلاح المعروض*
ظهور السفينة الصينية بعد فترة من قفل إشارتها دفعنا للعودة للبحث عن السلاح المضبوط، وخاصة الطائرات المسيرة وقاذفتها الأنبوبية. وبعد ساعات من البحث على المواقع الصينية، عثر فريق يوب يوب على درون صينية مماثلة لما في الصورة التي عرضها جهاز مكافحة الإرهاب بعدن، يطلق عليه "الدرون ذو الأجنحة القابلة للطي" والتي يتم إطلاقها من ذات الأنبوب، وهي طائرة يمكن استخدامها للتجسس.
