منظمة الصحة العالمية: اليمن يسجل أكبر عبء للكوليرا في العالم
الاحد 17 أغسطس 2025 - الساعة 06:28 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

أفادت منظمة الصحة العالمية أن اليمن يتحمل العبء الأكبر من حالات الإصابة بالكوليرا على الصعيد العالمي، مشيرةً إلى أن اليمن قد عانى من سريان الكوليرا بصفة مستمرة لسنوات عديدة، وسجّل بين عامي 2017 و2020 أكبر فاشية للكوليرا في التاريخ الحديث.
وأوضح المركز الإعلامي لمكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية أنه حتى 1 كانون الأول/ديسمبر، أبلغ اليمن عن 249,900 حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا، ووقعت 861 وفاة مرتبطة بالكوليرا منذ بداية العام، مشيراً إلى أن ذلك يمثل 35% من العبء العالمي للكوليرا و18% من الوفيات المبلَّغ عنها عالميًا.
وذكر المركز أن عدد الحالات والوفيات المبلَّغ عنها في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 قد ارتفع بنسبة 37% و27% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2023، موضحًا أن الارتفاع في عدد الحالات هذا العام مرتبط بتحديث البيانات من اليمن، حيث تم إضافة بيانات أكثر تفصيلاً من جميع المحافظات اليمنية.
ونقل المركز عن الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في اليمن، قوله: "فاشيات الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، تفرض عبئًا إضافيًا على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من فاشيات أمراض متعددة. وتبذل منظمة الصحة العالمية والجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني جهودًا مضنية لتلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل النقص الحاد في التمويل".
وأضاف الدكتور أرتورو: "إن عدم الحصول على مياه الشرب المأمونة، وسوء ممارسات النظافة العامة في المجتمعات المحلية، ومحدودية فرص الحصول على العلاج في الوقت المناسب، كلها أمور تزيد من عرقلة الجهود الرامية إلى الوقاية من المرض ومكافحته".
وأكدت المنظمة أنه يتطلب للتصدي للكوليرا في اليمن تدخلات عاجلة وشاملة تشمل التنسيق، والترصُّد، والقدرات المختبرية، والتدبير العلاجي للحالات، ومبادرات المشاركة المجتمعية، والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، والتطعيمات الفموية ضد الكوليرا. ومن الضروري توفير التمويل الكافي في الوقت المناسب لإجراء هذه التدخلات، مضيفةً أنه يلزم بذل جهود مكثفة لإصلاح البنى التحتية العامة المتضررة فيما يتعلق بالمياه والصرف الصحي لتجنب تكرار السيناريو الكارثي الذي شهدته البلاد بين عامي 2017 و2020.
وقالت المنظمة إنه وفقًا للتوقعات التي أُعدَّت في أيلول/سبتمبر فيما يتعلق بمعدلات الإصابة خلال فترة الاستجابة بين تشرين الأول/أكتوبر 2024 وآذار/مارس 2025، تواجه الاستجابة للكوليرا في اليمن فجوة تمويلية قدرها 20 مليون دولار أمريكي.
وأضافت أنه في الفترة بين آذار/مارس ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أُغلق 47 مركزًا لعلاج الإسهال و234 مركزًا للإماهة الفموية بسبب نقص التمويل، مشيرةً إلى أنه من المقرر إغلاق 17 مركزًا إضافيًا لعلاج الإسهال و39 مركزًا إضافيًا للإماهة الفموية بحلول نهاية عام 2024، أي 84% من مراكز علاج الإسهال و62% من مراكز الإماهة الفموية، إذا لم يُقدَّم تمويل إضافي إلى الشركاء في مجال الصحة.
ولفتت إلى أنه منذ اندلاع أحدث فاشية للكوليرا في آذار/مارس 2024، عملت عن كثب مع وزارة الصحة العامة والسكان لإدارة الفاشية في إطار خطة الأمم المتحدة للاستجابة المتعددة القطاعات.
كما قالت إنها دعمت أكثر من 25,000 بعثة لفرق الاستجابة السريعة لاستقصاء الإنذارات وبدء تدابير المكافحة على المستوى المحلي، ووفرت الكواشف واللوازم المختبرية لدعم جهود تأكيد حالات العدوى في 12 مختبرًا مركزيًا للصحة العامة، واشترت الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة والوقاية من العدوى ومكافحتها، ووزعت هذه الأدوية والإمدادات على المرافق الصحية، ومنها مراكز علاج الإسهال الثمانية عشر المدعومة من المنظمة.
مضيفةً أنها درَّبت أكثر من 800 عامل صحي على التدبير العلاجي للحالات، ودعمت وزارة الصحة العامة والسكان بحملة تطعيم فموي ضد الكوليرا لتوفير الحماية لما عدده 3.2 مليون شخص في 34 مديرية في 6 محافظات في اليمن.