شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية المصنفة في قوائم الإرهاب والمدعومة من النظام الإيراني، اليوم السبت، حملة أمنية واسعة استهدفت مقرات منظمات إغاثية دولية تابعة للأمم المتحدة.

تزامنت هذه الحملة مع اعتقالات طالت عددًا من الموظفين المحليين العاملين في هذه المنظمات.

وأفادت مصادر مطلعة أن قوات أمنية تابعة للجماعة اقتحمت المقرين الرئيسيين لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وهما من أبرز الهيئات الإغاثية العاملة في اليمن.

وشملت الحملة، بحسب المصادر، اعتقال موظفين يعملون في أقسام تكنولوجيا المعلومات، قبل أن يتم فرض طوق أمني مشدد حول المبنيين، بالإضافة إلى مكاتب أخرى لمنظمات إغاثية.

وتأتي هذه الاعتقالات عقب الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت اجتماعًا لقيادات حوثية في صنعاء، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومتهم غير المعترف بها وعدد من الوزراء والقيادات البارزة.

ووجهت المليشيا للموظفين المعتقلين اتهامات بـ"التخابر" مع الجهات الخارجية التي نفذت تلك الضربات.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها مليشيا الحوثي بحملات اعتقال مماثلة؛ ففي العام الماضي، شنت حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الموظفين المحليين العاملين في منظمات دولية وإغاثية مختلفة، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمجلس النرويجي للاجئين، ولا يزال أغلب المعتقلين محتجزين حتى الآن بتهم "التجسس" و"العمالة"، دون محاكمات أو إجراءات قضائية واضحة.

كما تتجاهل المليشا المناشدات والدعوات المتكررة من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية للإفراج عن المحتجزين، مما أثر سلبًا على العمل الإغاثي والأنشطة الإنسانية الضرورية في اليمن.