في مشهد يلخص مأساة الاكاديميين.. دكتور بجامعة صنعاء يطلب بتكليفه حارسًا في الجامعه لتأمين علاجه
الاربعاء 03 سبتمبر 2025 - الساعة 06:20 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

اضطر دكتور علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في كلية الآداب بجامعة صنعاء، الدكتور عبد الله معمر الحكيمي، إلى تقديم طلب رسمي لرئيس الجامعة المعيَّن من قبل المليشيا، محمد أحمد البخيتي، يطلب فيه تكليفه بالعمل "حارسًا ليليًا" داخل كليته أو أي كلية أخرى، حتى يتمكن من توفير تكاليف علاجه من مرض القلب المزمن.
في مشهد يلخص حجم المأساة التي يعيشها الأكاديميون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من النظام الإيراني والمصنفة على قوائم الإرهاب.
الدكتور الحكيمي أوضح في مذكرته أن حالته الصحية تتطلب أدوية يومية تصل تكلفتها إلى أكثر من خمسين ألف ريال شهريًا، وهو مبلغ لم يعد قادرًا على توفيره بعد أن حُرم من التدريس ومن عائد الساعات الإضافية التي تصرف لبقية زملائه، بالإضافة إلى رفض كلية الآداب تنفيذ حكم قضائي صريح يقضي بإعادته إلى عمله وصرف كافة مستحقاته.
وكانت الكلية قد اتخذت في وقت سابق إجراءات تعسفية بحقه، أبرزها منعه من تدريس مقررات تخصصه بقرار إداري مخالف للقانون، وهو ما دفعه إلى اللجوء إلى القضاء. ورغم صدور حكم قضائي واضح بإلغاء القرار وإلزام الجامعة بدفع مخاسير التقاضي، إلا أن قيادة الكلية الخاضعة لسلطة الحوثيين رفضت التنفيذ واستمرت في سياسة الإقصاء.
وأمام هذه المعاناة، أكد الدكتور الحكيمي أن قبوله بالعمل حارسًا ليليًا لا يعكس سوى إصراره على البقاء في موقع عمله، ولو بصورة رمزية، وتأمين جزء من تكاليف العلاج وإعالة أسرته، حتى يتم إنصافه وتمكينه من العودة إلى قاعة المحاضرات لممارسة مهامه الأكاديمية.
ويعكس موقف الحكيمي حالة عشرات الأكاديميين الذين، منذ انقلاب مليشيا الحوثي، اضطروا إلى مواجهة انقطاع رواتبهم، مما دفع البعض للهجرة داخليًا وخارجيًا أو الانخراط في أعمال بعيدة عن العمل الأكاديمي، هربًا من الأزمة المعيشية وانعدام فرص ممارسة المهنة التي اختاروها.