مجلة أمريكية : الضربات الإسرائيلية اسقطت اساطير الحوثي وكشفت هشاشته
الجمعه 05 سبتمبر 2025 - الساعة 09:42 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على جماعة الحوثي في اليمن ، كشفت هشاشة الجماعة وحطمت اسطورتها بأنها محصنة ولا يمكن المساس بها.
وفي حين قالت في تحليل لها حول الغارات بأنها لم تسفر عن مقتل قيادات وازنة في الجماعة الحوثية ، الا أنها أكدت بأن الخسارة الأعمق هي خسارة نفسية بعد سنوات من ترويج الحوثيين بأنهم "لا يُمسّون، وقادرون على امتصاص الضربات والخروج أقوى".
وعلقت بالقول : لكن مشهد عبد الملك الحوثي وهو يلقي خطابًا متلفزًا، في الوقت الذي كان يُقتل فيه وزراؤه بالغارات الاسرائيلية، حطم أسطورة الحصانة تلك.
وتلفت المجلة الامريكية الى أن التوقيت يثير تساؤلات مزعجة للحوثيين حول مدى عمق اختراق الاستخبارات الإسرائيلية لهم، مؤكدة بأن لم يكن تأثير الضربات الأكبر في بقاء القيادات المؤثرة، بل في كشف هشاشة الجماعة.
مشيرة الى أن الحوثيين لم يؤكد مقتل رئيس حكومتهم إلا يوم السبت، أي بعد يومين من الغارة الجوية الإسرائيلية التي قتلته، حيث فرضوا بالبداية، تعتيما إعلاميا صارما وشنوا حملة تضليل، سعيا إلى طمس أي ذكر للخسائر البشرية ، ولكن مع تبادل التعازي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم يكن من الممكن احتواء الخبر.
المجلة الامريكية تطرقت الى عدم صدور أي بيانات إدانة للغارات من قبل الحكومة الشرعية بل انها استغلت الأمر "لتذكير العالم بوضوح بأن الحوثيين أنفسهم حاولوا اغتيال أعضاء في الحكومة في غارة جوية على مطار عدن عام 2020م" كما تقول المجلة.
معتبرة أن هذا الصمت يوحي بقبول ضمني أو حتى ما هو أبعد من ذلك "اعتراف بأنه إذا تمكنت إسرائيل من إنهاء ما يعجز عنه الآخرون، فإنها ستحل مشكلة إقليمية" ، مؤكدة ايضاً بأن "اليمنيون الخاضعون لسيطرة الحوثيين اعربوا عن رضا قاتم لسقوط سجانيهم الذين كانوا في السابق حصينين".
وتعلق بالقول : يكشف الرضا الذي أعرب عنه بعض اليمنيين لرؤية مضطهديهم يُضربون عن الفجوة بين دعاية الحوثيين التي تُركز على الفلسطينيين وواقع عدم شعبيتهم في الداخل .. بالنسبة لليمنيين الخاضعين لسيطرة الحوثيين، فقد أظهر ذلك أن قبضة الجماعة لا تعتمد على القوة بقدر ما تعتمد على غياب التحدي.
بالنسبة لإسرائيل – تضيف الصحيفة - تُمثل الضربات تحولًا من تركيزها السابق على البنية التحتية والأصول الاقتصادية للحوثيين إلى استهداف القيادة السياسية للجماعة بشكل مباشر ، يُرسل هذا التصعيد في منهجية الاستهداف رسالة واضحة: إسرائيل مستعدة للارتقاء في سلم العواقب، مما يجعل التكاليف الشخصية لصانعي القرار الحوثيين مباشرة بشكل متزايد.
المجلة الأمريكية أكدت في تحليلها أن الاختراق الاستخباراتي الذي مكّن من هذه الضربات يجب أن يُقلق ليس الحوثيين فحسب، بل ما يُسمى بمحور المقاومة الأوسع ، وتضيف : إذا تمكنت المخابرات الإسرائيلية من الوصول إلى صنعاء، فهذا يُشير إلى نقاط ضعف في شبكة وكلائهم بأكملها.
وأضافت : ما يبرز من هذا الاختراق هو حسابات متغيّرة ، فبينما شهد الحوثيون قدرات استخباراتية إسرائيلية من خلال هجمات أجهزة النداء على حزب الله، فإنّ الاختراق المباشر لدوائر قيادتهم يُجبرهم على إعادة حسابات مختلفة.
وبالنسبة لإيران تقول المجلة الأمريكية : فإنّ رؤية وكيلها الأكثر مرونة يفقد هالة الحصانة التي يتميّز بها، يُشير إلى أن نموذج شبكة الوكلاء يواجه نقاط ضعف منهجية، وليس فقط انتكاسات تكتيكية.
وقالت المجلة : ربما افترض الحوثيون أن عزلتهم الجغرافية وأمنهم العملياتي يجعلهم أقلّ عرضة للخطر من نظرائهم اللبنانيين ، لكنّ ضربات الأسبوع الماضي حطّمت هذا الافتراض.
وفي حين تؤكد مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بأن "نظام الحوثيين لا يزال سليمًا" ،الا أنها ترى بأن الضربات كسرت غطاء السيطرة والثقة بأن أحدًا لا يستطيع المساس بالحوثيين.
وختمت تحليلها بالقول : هذه هي المرحلة التالية في حرب اليمن: ليس سقوط الحوثيين، بل تآكل أساطيرهم. ما يموت هو الوجوه؛ وما يبقى هو آلية القمع التي تُبقي اليمن رهينة. السؤال المطروح الآن هو إلى متى ستستمر هذه الآلية في فرض المعتقدات.