انتفاضة الانتقالي ضد تفرد العليمي .. هل تُصحح مسار "الرئاسي" ام تكتب نهايته؟
الجمعه 12 سبتمبر 2025 - الساعة 12:10 صباحاً
المصدر : المحرر السياسي
رغم مرور 24 ساعة بهدوء دون ردة فعل تُذكر ، الا أنه من الصعب الجزم بأن الخطوة التي أقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي مساء امس الأربعاء ، قد مرت بسلام ودون خطورة على وضع مجلس القيادة الرئاسي ومستقبله.
فلم تكن هذه الخطوة الا تعبيراً صادماً عن حجم التباين داخل صفوف مجلس القيادة الرئاسي وغياب أدنى حد من التفاهم حول اصغر واسهل الملفات الا وهو تقاسم المناصب داخل هياكل الدولة.
الأمر الذي دفع احد أعضاء المجلس الذي يُمثل أكبر القوى على الأرض وهو اللواء / عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ،الى اصدار قرارات تعيين بمناصب داخل الدولة كان من المفترض ان تصدر من داخل المجلس وعبر رئيسه ، رشاد العليمي.
اصدار الزُبيدي لهذه القرارات جاء بعد بيان لافت وغير مسبوق أصدره ناطق الانتقالي في موقف لافت ، تحدث فيه عن "استهداف مباشر لجوهر الشراكة السياسية التي تم التوافق عليها داخل الشرعية" ، بل كان لافتاً ما ورد في البيان من رسالة شديدة اللهجة وجهها الى الانتقالي حول "حقيقة راسخة يبدو ان الكثير من الأطراف قد تناساها وهي ان الأرض أرض شعب الجنوب، والقرار قراره".
هذه الرسالة القوية صدرت بعد يوم واحد فقط من عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي برفقة عضو المجلس سلطان العرادة وعبدالله العليمي الى عدن ، على متن طائرة عسكرية سعودية أقلتهم من الرياض.
رسائل وموقف جاء كنتاج طبيعي للوضع السيئ الذي يعشيه مجلس القيادة الرئاسي ووصل بعد 3 سنوات من تشكيله الى ما يُشبه "الموت السريري" ، فآخر اجتماع له كان قبل أكثر من 4 أشهر وتم فقط من اجل تغيير رئاسة الحكومة، وكان هذا الاجتماع هو الثالث منذ بداية العام 2025م.
3 اجتماعات لمجلس القيادة الرئاسي خلال 9 أشهر ، ربما يعكس هذا الأمر بوضوح الحال الذي وصل اليه المجلس جراء تصاعد الشكوى من اعضاءه بتفرد رئيسه رشاد العليمي بالقرار على عكس ما نص عليه قرار نقل السلطة الذي تم بموجبه تشكيل المجلس.
أقرأ للمزيد:
3 اجتماعات في 6 أشهر .. تفرد العليمي يُهدد بقاء "الرئاسي"
الشكوى من تفرد العليمي بالقرار داخل المجلس سبق وان عبرت عنها قيادات بارزة في الانتقالي بشكل صريح ، كما عبر عنه ولو بشكل ضمني البيان اللافت الذي أصدرته الامانة العامة للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية التي يقودها العميد / طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، في يونيو الماضي احتجاجاً على استبعادها من اجتماع عقده العليمي مع قيادات هيئة التشاور وقيادات حزبية.
ورغم محاولات تلافي الأمر لاحقاً، الا أنه يظل في حقيقته انعكاس للوضع الذي يعيشه المجلس الرئاسي بغياب ادنى درجات التفاهم بين رئيسه وأعضاءه ، وما يعطي للأمر أهمية ان تأتي هذه المواقف من نصف أعضاء المجلس ومن أهم القوى والكيانات التي يتشكل منها المجلس.
فالمجلس الانتقالي الممثل بثلاثة أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي (عيدروس الزُبيدي وعبدالرحمن المحرمي وفرج البحسني ) يضاف لهم المقاومة الوطنية الممثلة بعضو المجلس (طارق صالح ) ، يمثلون القوى الأهم والأبرز المسيطر على غالبية الأرض المحررة والتي تتكأ عليها السلطة الشرعية.
ما يجعل من أي موقف صريح او ضمني لهذه القوى من طريقة إدارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ، يعكس خلالاً كبيراً لا يمكن تجاهله او الاستهانة به ، حتى وان خرج ناطق المجلس الانتقالي اليوم الخميس ليؤكد بأن المجلس لا يتجه الى فضّ الشراكة داخل الشرعية.
أقرأ للمزيد :
المجلس الانتقالي : لا توجه لفضّ الشراكة داخل الشرعية
فحتى وان لم تصدر هذه المواقف ، فغياب اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي رغم كل الظروف والتحديات والتطورات خير دليل على أن وضعه يحتاج فعلاً وبشكل طارئ الى إعادة النظر ، ليُعاد الحياة اليه ويُنقذ من حالة "الموت السريري" قبل ان يتحول الى جثة متعفنة لا بد وأن توارى الثرى.