برعاية العليمي .. إرهاب الاخوان يواصل اغتيال الحياة بتعز
الخميس 18 سبتمبر 2025 - الساعة 11:48 مساءً
المصدر : المحرر السياسي
بـ13رصاصة في وجه امرأة تقود سيارتها ، شهدت مدينة تعز اليوم واحدة من أبشع جرائم الفوضى المنظمة التي تعيشها منذ 10 سنوات على يد الاخوان وبرعاية كريمة من أعلى هرم بالسلطة.
وعلى عكس الجرائم التي تشهدها المناطق المحررة بل وكل دول العالم كحدث جنائي لا يخلو مجتمع منه ، تحتفظ الجرائم التي تشهدها مدينة تعز بطابعها الخاص والمتفرد ، كفعل عدواني لا يصدر عن فرد او حتى عن مجموعة مسلحة ، لأسباب مختلفة بل كعمل منظم يصدر عمن يفترض منهم منع الجريمة.
فالجريمة في تعز لا يرتكبها مواطن مسلح ، بل فردٌ في مؤسسة الجيش او الأمن وبأوامر وبحماية من قيادة تلك المؤسستين الخاضعتين عملياً لإدارة وتوجيه كامل من حزب سياسي وهو الإصلاح (إخوان اليمن).
والنتيجة مئات الجرائم بمختلف أنواعها بحق أبناء تعز والمناطق المحررة بالمحافظة ، تُرتكب دون عقاب ، بل يبقى مرتكبها حراً طليقاً يمكنه ارتكاب المزيد من الجرائم تنفيذ أوامر قياداته التي ستوفر له الحماية من العقاب.
وهو ما أكدته جريمة اغتيال الشهيدة أفتهان المشهري مديرة صندوق النظافة بتعز على يد المجرم محمد صادق المخلافي ، فلم يكن الأخير سوى مرافق لمدعو / جسار المخلافي ابن عم القيادي البارز بمليشيا الاخوان / حمود سعيد المخلافي.
كما أن عصابة جسار ليست الا مجموعة ضمن قوام اللواء 170 دفاع جوي الذي يعد لواءاً تم تخصيصه لشرعنة مليشيا واتباع حمود سعيد ضمن قوام الجيش بتعز ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد ، بشرعنة جرائم مليشيا الاخوان بغطاء وسلاح الجيش.
بل يمتد الأمر الى ما بعد ارتكاب الجريمة بتوفير الغطاء لمرتكبيها ، وهو ما كشفته الشهيدة افتهان في التسجيل الصوتي الذي نُشر عقب اغتيالها حول صراعها مع عصابة جسار المخلافي والتهديد بالتصفية الذي تعرضت له قبل شهر على يد مرافقه القاتل محمد صادق المخلافي.
فقعب التهديد ولرفع الحرج ، ارسل الأمن بتعز حملة أمنية لضبط العصابة ، الا أن الشهيدة افتهان كشفت بالتسجيل الصوتي الى التواطؤ الذي مارسه ابن عم مدير الأمن بتعز العميد/ منصور الأكحلي ، بإبلاغ العصابة عن نزول الحملة نحوهم لإفشال محاولة القبض عليهم.
في التسجيل الصوتي ، تُطلق الشهيدة افتهان ضحكتها عقب سردها لهذه الجزئية ، ساخرة من العبث الذي عاشته في صراعها مع عصابة جسار الاخوانية ، الا أن هذه السخرية لا تقتصر على قصة الشهيدة افتهان بل تغدو طابعاً يرافق مشهد الجريمة المنظمة في تعز.
يتجسد هذا الجانب الساخر في مسارعة القوى والأطراف التي تقف تُدير الجريمة المنظمة في تعز او ترعاها الى الظهور في مظهر المكلوم والحزين على ضحايا الجرائم ، فأول المسارعين لإدانة جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة بتعز كان حزب الإصلاح.
ومن مظاهر السخرية ايضاً ، كان الموقف السريع وغير المسبوق لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ، وتوجيهات الى السلطات في تعز بسرعة القبض على مرتكبي جريمة الاغتيال.
ملمح السخرية يعود الى الدور الذي لعبه ويلعبه العليمي في الماضي وفي الحاضر في صناعة واستمرار مشهد الجريمة المنظمة التي تلاحق أبناء محافظته تعز منذ نحو 10 سنوات ، وربما يغيب عن علم الكثير منهم هذا الدور الهام.
فالرجل فرض نفسه في عهد الرئيس السابق هادي كمشرف على ملف تعز داخل الشرعية منذ 2015م ، وكان له التأثير الأكبر في صياغة توجه الشرعية وقراراتها في تعز ، ضمن تحالف لتبادل المصالح بينه وبين جماعة الاخوان المسيطرة على القرار حينها.
واسهم العليمي بالتحالف مع الاخوان في تنصيب غالبية القيادات المدنية والأمنية والعسكرية التي تتصدر المشهد اليوم في تعز ، بل وكان له الدور الأبرز في اجهاض أي مسعى او محاولة لتصحيح الوضع في تعز.
ولعل أهم دور قام به الرجل كان في نجاحه بإقناع الرئيس هادي مطلع عام 2019م في إقالة محافظ تعز أمين محمود الذي مثل كابوساً مزعجاً لعبث الاخوان في تعز ، الا أن العليمي تمكن من اقناع هادي حينها بان الصراع في تعز يمتثل فقط بين المحافظ أمين محمود وقائد المحور خالد فاضل وان الحل الأنسب هو بإقالة الرجلين.
ونجح العليمي في ذلك ، بإقالة امين محمود وفرض نبيل شمسان بديلاً عنه بالتوافق مع الاخوان ، مقابل إقالة وهمية لخالد فاضل الذي سرعان ما عاد الى منصبه كقائد للمحور بعد أقل من عام فقط ، لتخسر تعز اهم محاولة جادة لإنقاذها من مشهد الفوضى الذي تعيشه اليوم.
ولم تقف خدمات العليمي للإخوان عند إقالة امين محمود ، بل سعى جاهداً لإقناع هادي بإقالة الشهيد عدنان الحمادي من منصبه كقائد للواء 35 مدرع ، الا أن موقف هادي من الشهيد عدنان باعتباره القائد العسكري الوحيد في اليمن الذي اعلن ولاءه له عام 2015 في وجه الانقلاب الحوثي ، وبالإضافة الى موقف التحالف حينها ، افشلت جهود العليمي ، ودفعت بالإخوان الى التخلص من الحمادي وتصفيته.
هذه الخدمات الهامة التي قدمها العليمي للإخوان لم تكن الا إدراكاً منه انها البوابة التي ستوصله يوماً الى كرسي الرئاسة والذي تحقق في ابريل 2022م ، ليُبادل الرجل الاخوان الوفاء بمنع أي تغيير على سلطتهم في تعز.
ضارباً بعرض الحائط بكل مطالبات أبناء تعز بإقالة القيادات العسكرية والأمنية ، ليبقى أبناء تعز رهائن في سجن كبير لعصابات الاخوان المسلحة وبرعاية من رأس هرم السلطة في الشرعية.