» ندوة علمية في تعز تناقش أساليب تشخيص وعلاج اضطرابات القلق
السبت 20 سبتمبر 2025 - الساعة 08:39 مساءً
المصدر : الرصيف برس - مركز الإعلام الحر

نظّمت شركة نانوفارما للأدوية ندوة علمية متخصصة في مدينة التربة جنوب محافظة تعز، سلطت الضوء على أحدث الاستراتيجيات التشخيصية والعلاجية لاضطرابات القلق، التي تعد من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً على مستوى العالم.
| استهدفت الندوة نحو 30 طبيباً وطبيبة من مختلف التخصصات الطبية، بهدف تعريفهم بالطيف الواسع لاضطرابات القلق، بما يشمل القلق العام، ونوبات الهلع، والرهاب الاجتماعي، واضطراب ما بعد الصدمة، وغيرها من الاضطرابات ذات الصلة.
| نقص المعرفة والوصمة المجتمعية
أوضح الاستشاري في الأمراض النفسية والعقلية الدكتور محمد عبدالرب المحمدي أن هذه الفعالية تأتي في ظل وجود نقص واضح في المعرفة العلمية لدى العديد من الأطباء في مجال الصحة النفسية، نتيجة غياب الأنشطة التدريبية التي تهدف لتبادل المعارف.
| وأشار إلى أن الكثير من الأطباء العاملين في الطب العضوي بمختلف فروعه لا يلتفتون عادةً إلى الجانب النفسي للمرضى، كما تنقصهم المعرفة بالأدوية النفسية ويعتبرونها خطأً “مُدمنة”. وأكد أن معظم المرضى الذين يراجعون هؤلاء الأطباء هم في الواقع مصابون باضطرابات القلق أو الاكتئاب، لكنهم يقدّمون شكاوى عضوية فيُتعامل مع حالاتهم على أنها أمراض جسدية، ما يؤدي إلى علاج غير فعّال.
| وأضاف المحمدي أن الندوة تهدف إلى تعريف الأطباء بماهية القلق وأعراضه وأساليب علاجه، بحيث يمكن للطبيب العام التدخل مبدئياً في العلاج النفسي، وإن استعصى الأمر يمكنه تحويل المريض إلى الطبيب النفسي أو المعالج النفسي أو استشارتهما بحسب شدة الحالة.
| وأوضح أن هذا النهج يخفف على المرضى الذين يتحرجون من زيارة الطبيب النفسي بسبب الوصمة الاجتماعية أو خوفهم من الأدوية النفسية، مشيراً إلى أن هذه القضية برزت من خلال أحد الأسئلة التي طرحها الأطباء المشاركون في الندوة، ما يعكس أن بعضهم لا يزال يشاطر العامة نفس النظرة السلبية تجاه الطب النفسي، وهو أمر خطير يستدعي عقد المزيد من الندوات في مرافق الصحة المختلفة.
| وأكد أن الهدف النهائي لهذه الجهود هو إمداد الأطباء غير النفسيين بالمعرفة الصحيحة، بما يصب في مصلحة المريض أولاً، ويساعد على التغلب على الوصمة الاجتماعية، ويصحح فكرة أن الأدوية النفسية مدمِنة، ويتيح معالجة أكبر عدد من المرضى النفسيين في وقت أبكر وبشكل أكثر فعالية.
» المحمدي: “معركتان ضد القلق ووصمة العار”
| وخلال الندوة قال الدكتور المحمدي المحاضر الرئيسي في الندوة: “اضطرابات القلق ليست مجرد شعور عابر بالتوتر أو الخوف، بل هي حالة مرضية حقيقية ومعقدة تؤثر بشكل عميق على جودة حياة المريض، وتستدعي تشخيصاً دقيقاً وعلاجاً متخصصاً. الفهم الخاطئ للمجتمع لهذه الاضطرابات يعد أحد أكبر العوائق التي تحول دون حصول المرضى على الرعاية اللازمة”.
| وأضاف:
“العلاج الناجح يعتمد على نهج متكامل يجمع بين العلاج الدوائي، والعلاج النفسي السلوكي والمعرفي الذي يساعد المريض على إعادة صياغة أنماط تفكيره وسلوكه تجاه مسببات القلق. التشخيص المبكر هو مفتاح النجاح لمنع تطور المضاعفات مثل الاكتئاب أو إساءة استخدام المواد المخدرة”.
| وشدّد قائلاً:
“نحن أمام معركتين: معركة ضد مرض القلق بكل أعراضه الجسدية والنفسية، ومعركة أقسى ضد وصمة العار الاجتماعية. للأسف، كثير من المرضى، وخاصة الشباب والنساء، يفضلون التعايش مع معاناتهم في صمت لسنوات، بل ويدمرون صحتهم الجسدية أيضًا، فقط لتجنب تسميتهم بـ‘مجنون’ أو ‘ضعيف’. ترسخ في ذهنية المجتمع أن طبيب الصحة النفسية يعالج المجانين، وهذا الخوف من النظرة السلبية تهديد حقيقي للصحة العامة لا يقل خطورة عن المرض نفسه، وهو حاجز يمنعنا من الوصول إلى من يحتاجون مساعدتنا أكثر من غيرهم”.
» مروان جلال: “مسؤولية اجتماعية واستراتيجية أوسع”
| من جانبه، صرّح مدير عام شركة نانوفارما للأدوية الأستاذ مروان جلال قائلاً:
“انطلاقاً من مسؤوليتنا الاجتماعية ودورنا في دفع عجلة التطوير الطبي في اليمن، نسعد بتنظيم مثل هذه الندوات العلمية التي تهدف إلى تحديث المعرفة الطبية لأطبائنا الأفاضل. استهداف 30 طبيباً وطبيبة في تعز يأتي ضمن خطتنا للوصول إلى أكبر عدد من مقدمي الخدمة الطبية، لتقديم أحدث ما توصل إليه العلم في مجالات علاجية دقيقة مثل الأمراض النفسية”.
| وأكد جلال: “الهدف هو بناء كوادر طبية قادرة على التعامل مع هذه الاضطرابات بكل كفاءة ومسؤولية، مما ينعكس إيجاباً على صحة وسلامة المجتمع الذي يمر بظروف استثنائية تزيد من الضغوط النفسية على الفرد”.
| وأوضح أن تنظيم هذه الندوة يأتي أيضاً ضمن استراتيجية أوسع لمكافحة الوصمة المجتمعية المتعلقة بالصحة النفسية:
“لا نستهدف فقط تحديث المعرفة العلمية للأطباء، بل وتمكينهم بما يساعدهم على كسر حواجز الوصمة المجتمعية مع مرضاهم. نُعلّم الأطباء كيفية بدء هذه المحادثات الصعبة، ونطمئن المرضى بأن ما يعانون منه هو حالة طبية قابلة للعلاج مثل أي مرض آخر، وليس عيباً أو ضعفاً في الشخصية”.
| وأضاف أن الشركة تخطط لإطلاق حملات توعوية موجهة للمجتمع العام لتغيير المفاهيم الخاطئة وتشجيع الناس على طلب المساعدة لتحسين صحتهم النفسية.
» تفاعل الحضور
شهدت الندوة تفاعلاً كبيراً من الحضور، الذين ناقشوا حالات واقعية وطرق التعامل مع التحديات التي تواجههم في وصف العلاجات النفسية المناسبة، مما يعكس الحاجة الماسة لتكثيف مثل هذه الفعاليات العلمية التي تساهم في رفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
#وعيك_يحميك
#الصحة_النفسية
#هيا_نحكي
