من ورقة المناطقية وشماعة الحوثي الى رمي التهمة على الخصوم .. دماء "افتهان" تُعصف بإخوان تعز
الاحد 21 سبتمبر 2025 - الساعة 11:16 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

أحدثت الحشود التي ضاقت بها شوارع مدينة تعز في اليوم الرابع لجريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة افتهان المشهري ، صدمة غير مسبوقة في صفوف جماعة الاخوان المسيطرة على القرار بالمحافظة.
فالزخم الذي عكسته حشود اليوم بعد مرور 4 أيام على الجريمة ، وجه ضربة عنيفة لرهان سلطة حزب الإصلاح "إخوان اليمن" على عامل الوقت لامتصاص غضب الشارع في تعز حول جريمة الاغتيال ، كما اصابت في مقتل رهان هذه السلطة على حرف اتجاه بوصلة الاتهام الشعبي في المسئولية عن هذه الجريمة البشعة.
هذه الضربة العنيفة التي تلقتها سلطة الاخوان في رهاناتها على سير الاحداث والتفاعلات حول الجريمة وحرف اتهام الشارع لها بصناعة وإدارة الفوضى والجريمة في تعز منذ 10 سنوات ، انعكس في صورة تخبط وفوضى واضح بسلوك وخطاب قياداتها وناشطيها وماكنيتها الاعلامية للتعامل مع المشهد خلال الساعات الماضية.
تخبط سلطة الاخوان جاء عقب فشل محاولاتها امتصاص غضب الشارع ، عبر بث مسرحيات هزيلة تتحدث عن القبض على المتهمين بجريمة اغتيال الشهيدة افتهان ، حيث تجاوز سقف مطالب الشارع في تعز من القبض على المتهمين الى المطالبة بإقالة شاملة للقيادات العسكرية والأمنية ومعها السلطة المحلية بالمحافظة.
مطالب تعني عملياً المطالبة بانتزاع قبضة جماعة الاخوان على المحافظة ، لينعكس ذلك على سلوك الجماعة وتعاملها مع القضية تخبطاً وفوضى انتج معه محاولات إخوانية يائسة لحرف الاتجاه الشعبي بعيداً عن هذا الهدف.
ولعل ابرز هذه المحاولات ، كان دفع جماعة الاخوان لبعض نشطائها وإعلامها برفع ورقة المناطقية ، بتصوير مشهد الفوضى والجريمة التي تعيشها تعز منذ 10 سنوات ، بأنها مجرد جرائم يقوم بها ابناء منطقة "شرعب ومخلاف" فقط ، وليست فوضى وجريمة منظمة أدارتها وتديرها جماعة الاخوان منذ عام 2015م.
وضمن هذه المحاولات اليائسة والتي لاقت سخرية واسعة ، كانت محاولة جماعة الاخوان رمي تهمة صناعة الفوضى بتعز على خصومها السياسيين ، وتجسد ذلك في المزاعم التي بثتها الصحفي الاخواني / عبدالله دوبلة على شاشة قناة "يمن شباب" الاخوانية.
دوبلة الذي شارك ايضاً في سياسية اللعب بالورقة المناطقية باتهام أبناء مخلاف شرعب بالتسبب وراء كل الجرائم في تعز عبر اللواء 170 الذي زعم بأنه لواء مناطقي بالكامل لابناء مخلاف فقط ، ساق مزاعم غريبة حول وقوف امين عام التنظيم الناصري عبدالله نعمان وراء تشكيل هذا اللواء وبهذه التركيبة المناطقية.
مزاعم دوبلة "الاخوانية" سرعان ما كانت مادة لحملة سخرية واسعة من قبل أبناء تعز تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وفضحت معها الازمة الخانقة التي تعاني منها سلطة الاخوان في تعز من تداعيات جريمة اغتيال الشهيدة افتهان.
فشل هذه المحاولات وتحولها الى مادة للسخرية والتهكم ، دفع بجماعة الاخوان الى محاولة ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية المنددة بالجريمة مع محاولة استغلالها لرمي ورقة جديدة للتأثير على الغضب الشعبي وتوجيه بعيداً عن مسئولية الجماعة في خلق وصناعة مشهد الفوضى والجريمة التي كانت جريمة اغتيال افتهان احدث حلقاته.
هذه الورقة عبر عنها منشور المسئول السياسي للإخوان بتعز احمد المقرمي على صفحته في "الفيس بوك" تعليقاً على حشود اليوم ، وحاول فيه استغلال تزامن توقيتها مع الذكرى الـ11 لسقوط صنعاء بيد مليشيا الحوثي الإرهابية وانقلابها على الدولة في 21 سبتمبر 2014م.
حيث زعم المقرمي بأن حشود اليوم في تعز خرجت "انتصارا للحق والعدالة، تناصر افتهان المشهري، من جهة، و تُفوّت الفرصة على المتربصين، و من يريد استثمار القضية على طريقة 21 سبتمبر المشؤوم" ، حسب قوله.
ويجسد حديث المقرمي محاولة الاخوان رمي اخر وأهم أوراقهم للتأثير على مسار الغضب الشعبي تجاه جريمة الاغتيال ، بربط أي دعوات لإنهاء مشهد الفوضى الذي خلقته جماعته ، بأنها خدمة لمليشيا الحوثي وخطر يتربص بتعز بتسهيل سقوطها بيد المليشيا.
ولم يكن حديث المقرمي اول محاولة لرمي ورقة الحوثي في سياق المشهد ، بل سبق وان حاولت جماعته استخدام هذه الورقة منذ اللحظات الأولى لجريمة اغتيال الشهيدة افتهان ، بنشر تهديدات باسم العصابات المتهمة بالجريمة بفتح جبهة كلابة امام مليشيا الحوثي في حالة مداهمة اوكارها من قبل الحملة الأمنية.
أوراق ومحاولات تكشف جحم التخبط والجنون الذي يعصف حالياً بسلطة حزب الإصلاح إخوان اليمن في تعز ، التي ربما لم تضع في حسبانها أن تُصنع عصاباتها جريمة في يوما ما وتتحول هذه الجريمة الى القشة التي تقصم ظهر غطرستها وتسقط قبضتها على المحافظة.