الاخوان بين اغتيال العقربي بعدن والمشهري بتعز .. حين يتذاكى الغباء .!!
الجمعه 26 سبتمبر 2025 - الساعة 11:25 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

كالغريق الباحث عن النجاة ، تلقف الاخوان خبر جريمة اغتيال الشيخ القبلي البارز/مهدي العقربي في عدن كحبل انقاذ من المأزق الذي وقعت فيه سلطتهم في تعز عقب جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة/افتهان المشهري.
وتحولت حادثة اغتيال المشهري الى ما يشبه زلزالاً عنيفاً هز سطوة جماعة الاخوان في تعز ، ورفع الغطاء عن الجرائم المنظمة التي اداروها بالمدينة خلال السنوات الماضية ، وخلال أيام فقط عقب الحادثة تساقطت سريعاً أدوات هذه الجرائم.
هذه التداعيات التي ولدها الضغط الشعبي غير المسبوق بعد الجريمة الشنعاء المتمثلة باغتيال المشهري ، وضعت سلطة الاخوان في تعز خلال الأيام الماضية فيما يشبه محاكمة شعبية علنية لهم ولأدواتها التي ادارت مشهد الفوضى والفساد بالمحافظة.
لتأتي حادثة اغتيال الشيخ القبلي البارز/مهدي العقربي في عدن ، كحبل انقاذ للإخوان من مأزق تعز ، وفرصة لالتقاط الانفاس ، عبر وضع مقارنة تروج الى أن الوضع الأمني في عدن ليس بأفضل حال عما هو في تعز.
بل مثلت حادثة اغتيال الشيخ العقربي ، فرصة إخوانية للانتقال الى مربع الهجوم ضد الخصوم بعد ان ظلوا طيلة الأيام الماضي في خانة الدفاع والتبرير لما يحصل في عدن.
وجسد ذلك تعليق الناشطة الاخوانية توكل كرمان لحادثة اغتيال الشيخ العقربي ومحاولة تقديم صورة مشابهة للوضع في عدن وتعز ، حيث تحدثت كرمان بان الحادثة "تضاف إلى سجل الاغتيالات الطويلة التي تشهدها مدينة عدن منذ سنوات".
بل ان كرمان ابتكرت تحليلاً خاصاً بها حول ملابسات اغتيال العقربي حيث زعم بأنه جاء "بعد انتقاده العلني لعمليات الاختطاف والاغتيال والانفلات الأمني" ، لتصل الى الهدف الحقيقي وراء ذلك بانتقادها "الازدواجية الذي تتعامل بها أطراف الصراع في اليمن بشأن جرائم الاغتيالات والانتهاكات التي تشهدها البلاد".
وتتحدث ذلك بوضوح أكثر قائلة : "أما المفارقة المؤلمة، فهي أنّ بعض الأصوات التي تُسخِّر جريمة اغتيال افتهان لتصفية حساباتها السياسية، تتجاهل تماماً جريمة اغتيال مهدي العقربي وغيرها من جرائم الاغتيالات في عدن، وهو ما يكشف استخدام الدم اليمني كأداة للمكايدات بدل أن يكون دافعاً للوحدة في مواجهة القتلة".
هذا التذاكي الاخواني الذي تجسده توكل كرمان ، يعكس حجم المأزق الذي وقعت فيه الجماعة بتعز بعد جريمة اغتيال المشهري ، والبحث عن متنفس لذلك ، حتى وان كان بتبرير جرائم تعز بجرائم مماثلة في مدينة أخرى كعدن.
الا أن هذا التذاكي الاخواني يتجاهل الحقائق التي يقفز عليها لتلميع صورته امام الشاشة ، فما أغضب الناس في تعز ليس وقوع الجرائم في مدينهم كما يحصل في أي مدينة بالعالم ، بل في البون الشاسع بين الأمرين ، بين الجريمة الفردية والمنظمة ، وبين تعامل السلطات هنا وهناك.
فجريمة اغتيال المشهري كحال مئات الجرائم التي شهدتها تعز ، كان لها طابع خاص ، فغالبية مرتكبيها هم من عناصر الألوية التابعة للمحور أي من المؤسسة التي من المفترض بها حمايتهم ، ويتم توفير الحماية لهذه العناصر من قبل قيادة هذا المحور والألوية.
بل أن هذه القيادة تورطت في جرائم قتل واعتداء وصدر بحق بعضها أوامر قبض واحكام من القضاء ، كما هو الحال مع مستشار قائد المحور والقائد العسكري الفعلي للإخوان بتعز العميد /عبده فرحان سالم ، الذي صدر بحق أوامر قبض قهرية من النيابة الجزائية المتخصصة في عدن مع عدد من قيادات مليشيا الاخوان بتهمة قتل نجل قاضي في تعز اعتراضاً على حكم صادر عنه.
أي ان الحال في تعز لم تكن مجرد جرائم جنائية عادية ، بل جرائم منظمة تُدار من قبل قيادات عسكرية إخوانية ، ويمكن لها ان تهاجم منزل قاضي في تعز وتقتل نجله اذا اصدر حكماً يخالف رغبتها ، وتجبره ان يذهب الى العاصمة عدن لمقاضاتهم.
حقائق لتفاصيل مشهد الجريمة في تعز يفضح محاولة التذاكي الساذجة التي يحاول الاخوان ممارستها الان عبر مقارنتها بمشهد جرائم جنائية لا يخلو أي مجتمع منها ، ويبقى الفرق في تعامل السلطات الأمنية والعسكرية معها، لا ان تتحول هي الى صانع ومدير للجريمة.