"من يحكم تعز ليسوا رجال دولة" .. دماء افتهان كصدى لصوت الحمادي

الاحد 28 سبتمبر 2025 - الساعة 11:32 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


ضمن التداعيات التي خلفتها جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة بتعز الشهيدة افتهان المشهري ، كان لافتاً تداول ناشطين من أبناء المحافظة عقب الجريمة لمقطع فيديو قديم لقائد اللواء 35 مدرع تعز الشهيد عدنان الحمادي ، كتعبير مختصر عن المشهد.

 

ويعود المقطع الى حديث طويل للشهيد الحمادي قبل أشهر من اغتياله أواخر 2019م ، كان يتحدث فيه عن الصراع الذي عاشته مديريات ريف تعز (الحجرية) بين الشهيد وقوات اللواء 35 مدرع من جهة وبين التشكيلات العسكرية والمليشياوية الخاضعة لنفوذ جماعة الاخوان بتعز.

 

وفي المقطع الذي تداوله الناشطون ، يُلخص الشهيد عدنان الحمادي بشكل مكثف وملخص للمشكلة التي تعاني منها تعز بعبارة واحدة يخاطب فيها أبناء المحافظة قائلاً : "يا إخواني من يدير تعز ليسوا رجال دولة" ، مؤكداً بان ذلك يشمل الجانب العسكري والأمني والمحلي.

 

هذه العودة السريعة من قبل ناشطي أبناء تعز الى ما قاله الشهيد الحمادي بعد 6 سنوات ، جاءت لتقول بأن جريمة اغتيال الشهيدة افتهان تمثل تأكيداً للحكم الذي أطلقه الشهيد عدنان الحمادي على السلطة الحاكمة في المحافظة.

 

وأكد ذلك التسجيلات التي يتم نشرها بين الحين والآخر للشهيدة افتهان والتي تسرد فيها تفاصيل لصراعها المرير الذي خاضته في منصب إدارة صندوق النظافة والذي انتهى باغتيالها في قلب المدينة وفي جريمة هزت المحافظة بل واليمن بأكمله.

 

الشهيدة افتهان في تسجيلاتها قدمت صورة لحجم الصعوبات والعراقيل والمؤامرات التي واجهتها في إدارتها للصندوق ومنع العبث والسطو على إيراداته وتوجيهها نحو تطوير عمل النظافة بالمحافظة وتحسن وضع منتسبيه.

 

صراع لم تكن عصابة المدعو جسار المخلافي ، أكثر من واجهة تُخفي وراءها العصابة التي تدير تعز وتدير هذه العصابات بل وتوفر لها الحماية ، بتركها تواجه بلطجة وتهديدات عصابة جسار وأحد افراد هذه العصابة المتمثل بالقاتل محمد صادق المخلافي دون أي تحرك من قيادة الأمن او من قيادة المحور التي ينتمون لها القتلة.

 

وفي إحدى تسجيلاتها تطلق الشهيدة افتهان ضحكتها وهي تسرد قيام الأمن بإرسال حملة أمنية لضبط العصابة ، الا أن العصابة تتلقى بلاغاً من ابن عم مدير الأمن بتعز العميد/ منصور الأكحلي ، بنزول الحملة نحوهم لإفشال محاولة القبض عليهم.

 

وكما قال الشهيد عدنان الحمادي ، فلم يقتصر صراع الشهيدة افتهان مع الأمن والجيش ، بل كان يمتد الى السلطة المحلية ، حيث تكشف في تسجيلاتها عن صراعها المرير مع الوكيل / عارف جامل ، وفي تسجيل آخر تشكو تعرضها للتعنيف من قبل الوكيل أول / عبدالقوى المخلافي.

 

هذه التسجيلات للشهيدة افتهان وما احتوته ، تؤكد بشكل قاطع ما قاله الشهيد عدنان الحمادي عن مشكلة تعز ومأساتها ، بان من يحكمها او من يديرها ليسوا رجال دولة، وربما ان الحصافة وحساسية المنصب الذي كان يشغله الشهيد عدنان منعته من ان يقدم توصيف أكثر دقة يؤكد بأن من يدير تعز ليسوا رجال دولة بل رجال عصابة.

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس