استمرار تعنت ومراوغة مليشيا الحوثي.. هل ستستمر الشرعية بتقديم التنازلات المجانية ؟!

الاثنين 30 مايو 2022 - الساعة 12:41 صباحاً

 

إن فشل مفاوضات عمان بالأردن وما صاحب هذا الفشل من أجواء ضبابية وتصريحات رمادية والاعلان عن الدخول في جولات جديدة من المفاوضات واعتبار جولة المفاوضات الأولى كانت مجرد ( مفاوضات أولية وتمهيدية )..

 

و استمرار تعنت  المليشيات الحوثية ورفضها لفتح الطرق والمعابر والمنافذ في تعز  وبعض المحافظات الأخرى تنفيذا لأحد بنود هدنة الشهرين المشرفة على الانتهاء..

 

واستمرار الحوثيين في المراوغة والعمل على إطالة أمد التفاوض ومحاولة اخراج هذه المفاوضات من سياقها الإنساني وطبيعتها الإنسانية ومحاولة صبغها بصبغة عسكرية..

 

وذلك من خلال ما يتم طرحه من شروط ومن خلال ظهور مهرجي المليشيات الحوثية في جلسات التفاوض بالزي العسكري أو البزة العسكرية وبعكس ما تظهره المليشيات عندما يدور الحديث أو التفاوض حول مطار صنعاء وميناء الحديدة مثلاً ..

 

فترفع راية الإنسانية وتنطلق في المفاوضات من منطلق إنساني وتصبغها بصبغة إنسانية! ،أن كل ذلك يؤكد من جديد على أن المليشيات الحوثية لا تفهم لغة السلام ولا تريد السلام..

 

كما يؤكد ذلك على أن الأمم المتحدة والمبعوث الأممي والامريكي ودول الرباعية والدول الراعية لاتفاق الهدنة وإتفاق مسقط جميعهم لم يمارسوا الضغوط اللازمة والكافي على الميليشيات الحوثية وبنفس القدر الذي يتم ويمارس على الشرعية..

 

وأنهم لا يجيدون ممارسة الضغوط إلا على طرف واحد وفي اتجاه واحد وهو اتجاه الشرعية  وها هو المبعوث الأممي وعلى نفس المنوال ومع استمرار رفض وتعنت المليشيات الحوثية ليتجه إلى عدن لممارسة الضغط من جديد على قيادة الشرعية وإقناع الشرعية بتقديم تنازلات جديدة  !.

 

وهذا يؤكد على أن  الأمم المتحدة والمبعوثان الأممي والامريكي والدول الراعية مستمرون في مسايرة المليشيات الحوثية والتعامل معها بنوع من التدليل المفرط  !

 

فعلى الشرعية وقيادة الشرعية أن تعي ذلك جيدا وان تتجنب اللدغ من نفس الجحر مرة ومرات أخرى  ، وان تحذر من تكرار و استنساخ مهزلة ( إستكهولم ) تحت أي مسمى اخر وبأي ثوب اخر  بل إن على الشرعية أن تعمل على التفكك من قيود والتزامات استكهولم  ، وان تحذر من الموافقة على تمديد الهدنة فلا معنى لتمديد ما سمي بالهدنة ولا جدوى من اي هدنة عرجاء ومنقوصة ..

 

كما أن على الشرعية أن تتوقف عن تقديم التنازلات المجانية تحت مبرر أثبات حسن النية أو تحت اي مبررات أخرى ومهما كانت الضغوط، فالنوايا باتت واضحة ومعروفة للجميع وللداخل والخارج والاستمرار في تقديم التنازلات المجانية والأحادية لن يقلل من تعنت الحوثيين ولن يدفعهم لتقديم تنازلات مماثلة والاستجابة للحوار ولدعوة السلام  بل سيزيد من غرور المليشيات ويفتح شهيتها للمزيد من التنازلات ويزيدها تعنتا وإصرارا واستكبارا وغرورا ..!

 

وعلى الشرعية ومن وراءها التحالف أن يدركان أن الميليشيات الحوثية لا تفهم إلا لغة القوة و لن توافق على اي هدنة حقيقية ومتوازنة ولن تستجيب لأي حوار جاد ولن ترضخ لأي نداء أو دعوة للسلام  إلا عن طريق القوة  وعندما تشعر بالضعف وبالخطر وعندما تصبح الهدنة مطلب وضرورة ملحة للمليشيات وعندما يصبح السلام مطلب وخيار اجباري  للمليشيات الحوثية ..

 

وأمام قيادة الشرعية أن تعمل وبشكل عاجل على إعادة بناء وتوحيد المؤسسة العسكرية على أسس وطنية ومهنية  وتوحيد القرار العسكري والقيادة السكرية  وتحريك جميع الجبهات في وقت واحد و في معركة وطنية واحدة  وتحت قيادة واحدة وبهدف واحد  سواء عبر المسار العسكري أو عبر المسارين العسكري و السياسي والتفاوضي معا..

 

حتى المسار السياسي وخيار السلام يحتاج إلى القوة وطريق السلام يبدأ من ارض المعركة ، وموازين القوى على أرض المعركة تنعكس على طاولة الحوار والتفاوض ، وما تحققه  في المعركة وتزرعه على أرض المعركة تقطف ثمارة على طاولة الحوار والتفاوض..

 

فهل ستوافق الشرعية على تجديد الهدنة العرجاء  رغم استمرار تعنت ومراوغة المليشيات  الحوثية ؟ 

 

وهل ستستمر الشرعية في الرضوخ للضغوط و تقديم التنازلات المجانية ؟.

 

أم أن الشرعية سيكون لها موقف آخر وتعامل اخر  وسوف تتوقف عن تقديم التنازلات المجانية وستعمل على تصحيح وتصويب مسارها العسكري والسياسي والتفاوضي وفق رؤية استراتيجية متكاملة ؟!

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس