تشييع مهيب للشهيدة افتهان المشهري في تعز وسط مطالبات بالعدالة
الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - الساعة 03:26 مساءً
المصدر : الرصيف برس - تعز

- جمال الصامت
شيّع عشرات الآلاف في محافظة تعز، صباح اليوم الثلاثاء، في موكب جنائزي شعبي مهيب اتشح بالحزن والغضب، جثمان الشهيدة افتهان المشهري، المديرة التنفيذية لصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، التي اغتيلت في 18 سبتمبر الجاري برصاص غادرة وسط المدينة، في جريمة هزّت الرأي العام اليمني.
وانطلق الموكب من هيئة مستشفى الثورة العام، قبل أن تُقام عليها الصلاة في جامع السعيد، وسط حضور جماهيري غفير اكتظت به الساحات والطرقات المحيطة بالمسجد.
وتدفق بعدها آلاف المشيعين صوب مسقط رأسها في منطقة المشاولة بمديرية المعافر، وسط هتافات غاضبة ومشاعر فياضة بالأسى، مجسدين لوحة وفاء نادرة تعكس مكانتها في قلوب أبناء تعز، حتى وُوريت الثرى في مثواها الأخير بوداع يليق بعظمتها، بعد أن أوقدت دماؤها ثورة.
ولم يكن المشهد مقتصرًا على جموع المواطنين وحزنهم ووجعهم العميق، إذ ودّعها عمال النظافة الذين عملت إلى جانبهم، وهم يذرفون دموعًا حارقة هزّت القلوب وأحرقت الأفئدة، في لحظة وداعٍ موجعة عكست حجم الفقد الكبير، وأظهرت عمق العلاقة الإنسانية التي جمعتها بهم.
ورفع المشاركون شعارات تطالب بالقصاص العادل من القتلة ووضع حد للفوضى الأمنية التي باتت تهدد حياة المدنيين والناشطين في المدينة. كما حضرت بكثافة شخصيات نسوية وشبابية، أكدت أن المشهري ستبقى رمزاً للعمل المجتمعي والإصرار على التغيير.
وعلى طول الطريق من مدينة تعز حتى مسقط رأسها في ريف تعز الجنوبي، اصطف آلاف من طلاب المدارس والمواطنين والأطفال والنساء في وداعها، في مشهد مؤثر عكس مكانتها الكبيرة في قلوب الناس.
كما شارك في التشييع قيادات عليا في السلطة المحلية، ووالد وأقارب الشهيدة، إلى جانب قيادات سياسية وعسكرية وحزبية ونقابية واجتماعية.
وكان اغتيال الشهيدة أفتهان المشهري في 18 سبتمبر الجاري قد فجّر ثورة غضب عارمة في أوساط الشارع التعزي، وأعاد إلى الواجهة قضية الانفلات الأمني، كما أعاد التذكير بمئات ملفات القتل والاغتيالات التي ظل مرتكبوها بمنأى عن العدالة، تحت حماية الانتماء للمؤسستين العسكرية والأمنية، أو بدعم من قيادات نافذة وفّرت لهم الغطاء للإفلات من العقاب.
وفي لفتة رمزية، بادر شبان ونساء من تعز إلى إطلاق حملة تشجير لغرس خمسة آلاف شجرة تخليداً لذكراها، استكمالاً لمشروع بيئي كانت الراحلة قد تبنته قبل اغتيالها.
منيف مهيوب أحمد يحيى
2025-September-30الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته.