فضيحة اللجوء لورقة "أمجد خالد" .. إخوان تعز وصدمة ما بعد عاصفة "افتهان"
الاثنين 06 أكتوبر 2025 - الساعة 11:44 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

بخطوات متضاربة وضجيج إعلامي مرتفع ، تواصل سلطة الإخوان بتعز محاولاتها المستمرة لإمتصاص صدمة ما بعد جريمة إغتيال مديرة صندوق النظافة افتهان المشهري واحتواء تداعياتها، التي باتت تهدد وجودها بشكل غير مسبوق منذ 10 سنوات.
ويعكس ذلك النشاط الإعلامي المكثف لإدارة الأمن التي تحاول من خلاله سلطة الجماعة رسم صورة أمام أبناء المحافظة بوجود تغيير في العسكري والوضع الأمني ، حتى وان كان لذلك نتائج سلبية عليها بتذكير أبناء المحافظة بحقيقة انها من صنعت مشهد الفوضى من سنوات، وأن حادثة إغتيال المشهري لم تكن الا أحدث حلقاتها فقط.
وكأحدث مثال على هذه المحاولات الإخوانية ، ما نشره الإعلام الأمني اليوم الاثنين عن قيام شرطة تعز بضبط مطلوبين أمنياً في قضايا جنائية تابعة لشرطة محافظات عدن وحضرموت والضالع، والصادر بحقهم أوامر قبض قهرية من نيابات تلك المحافظات.
هذا الخبر الذي يبدو عادياً للوهلة الأولى وضمن محاولات خلق إنجازات أمنية لسلطة الجماعة بتعز ، الا أنه يُذكر بواحدة من أكبر فضائح وجرائم العبث الذي مارسته هذه الجماعة في ملف المطلوبين أمنياً من خارج تعز.
والحديث هنا عن القيادي العسكري الإخواني البارز " امجد خالد " الذي يُعد واحداً من اهم وابرز المطلوبين أمنياً على مستوى المحافظات المحررة ، بسجله الحافل بجرائم الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة عدن خلال السنوات الأخيرة لعل أبرزها اغتيال القائد العسكري ثابت مثنى جواس.
هذه الجرائم أدارها خالد تحت ضيافة ورعاية سلطة الإخوان في ريف تعز منذ هروبه من عدن عام 2019م ، وحتى هروبه الغامض أيضاً منتصف العام الجاري بعد أن صدر بحقه اتهام رسمي بالتخابر مع مليشيا الحوثي لتنفيذ عمليات اغتيال بالمناطق المحررة .
وجاء الاتهام عبر اجتماع خاص للجنة الأمنية العليا برئاسة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ، في خطوة لم يسبق لأحد ان حظي بها غير أمجد خالد القائد السابق للواء النقل ، وهي الصفة الرسمي التي ظل الإخوان يدافعون بها عن احتوائهم ورعايتهم له في ريف تعز.
رعاية واحتضان الجماعة للرجل استمر لسنوات بريف تعز في "الشمايتين"وتحت اشراف مباشر من القائد العسكري الإخواني / ابوبكر الجبولي قائد اللواء الرابع وقائد ما يُسمى بمحور طور الباحة ، واستمر ذلك رغم بث السلطات الأمنية بالعاصمة عدن لاعترافات الخلايا التابعة له والتي نفذت جرائم اغتيال وتفجيرات ، واستمر أيضاً رغم صدور حكمي بالإعدام عليه من قبل القضاء في عدن.
الا أن خلافات على ما يبدو طغت على العلاقة بين الرجل وجماعته ، وتجلى ذلك باحتجازه من قبل الجبولي ، قبل 4 اشهر فقط من صدور الاتهام بحقه من اللجنة الأمنية العليا ، بتقارير صادرة عن سلطة الجماعة بتعز ، في خطوة واضحة باستغنائها عن خدماته.
اللافت في هذا السياق ، كان عودة الرجل الى الواجهة عبر محاولة الجماعة مؤخراً استخدامه كورقة لصنع بطولات أمنية وهمية في ريف تعز عبر الحديث عن القاء القبض على مطلوبين أمنياً والحقيقة انهم افراد تابعين اللواء الجبولي ذانه، وكذا مزاعم تعرض الجبولي لمحاولة اغتيال من قبل هذه العناصر.
حيث وجهت وسائل إعلام ونشطاء الجماعة اتهامات بتورط امجد خالد خلف الأمر واتهامه بخدمة مليشيا الحوثي لإثارة الفوضى في تعز ، في خطوة تثير الدهشة من صدور هذه الاتهامات من الجماعة التي ظلت سنوات ترفضها بشدة بل وتهاجم من يوجهها الى الرجل.
في تخبط واضح يُثير السخرية من جهة ، ويعكس من جهة حجم المأزق الذي تعيشه سلطة الإخوان في محافظة تعز اليوم من التداعيات التي لم تتوقعها من جريمة اغتيال الشهيدة افتهان المشهري ، الى درجة تسبب فيها بكشف عوراتها بدلاً من سترها باستخدامها لورقة "امجد خالد"، وتسليمها بعض المطلوبين أمنياً من أفراد الوية المحور ويظهر عجزها حتى اللحظة بالقبض على مئات المطلوبين أمنياً ممن وفرت قيادتها الحماية لهم لسنوات، ويستمر غضب أبناء تعز عليها، مطالبين تسليم كل المتهمين ومحاكمتهم واخلاء المنازل والممتلكات التي يسطر عليها مسلحي الجماعة حتى اليوم.