أكذوبة "الجبهات" .. إصرار إخواني على رفض تسليم المباني الحكومية ومنازل المواطنين بتعز

الاربعاء 08 أكتوبر 2025 - الساعة 12:28 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


فجرت توجيهات متعددة لمحافظ تعز نبيل شمسان الى قيادة المحور بتسليم المباني الحكومية ومنازل المواطنين في مدينة تعز ، غضباً غير مسبوقاً في صفوف جماعة الإخوان التي تتحكم بالقرار الأمني والعسكري بالمحافظة.

 

وفي حين ان الدعوات والمطالبات الشعبية وحتى التوجيهات الرسمية بهذا الملف ليست بالجديدة ، الا أن الغضب الإخواني هذه المرة جاء انعكاساً لحجم المأزق الذي تعيشه الجماعة في تعز منذ ما بعد جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة بتعز افتهان المشهري الشهر الماضي.

 

حيث فجرت الجريمة الغضب الشعبي المحتقن منذ سنوات ضد مشهد الفوضى والانفلات بتعز والذي صنعته الجماعة وقياداتها ، وخلق حراكاً شعبياً ومجتمعياً غير مسبوق يضغط وبقوة نحو انهاء مظاهر الفوضى والانفلات ، و على رأسها تسليم المقرات والمباني الحكومية ومنازل المواطنين المنهوبة من قبل تشكيلات المحور الخاضعة لسيطرة الجماعة.

 

ولعل من أهم أسباب الغضب الإخواني في هذا الملف ، هو أنه كان أساس الصراع الذي خاضته الشهيدة افتهان المشهري ضد أدوات عبثهم وانتهى باغتيالها، فالبداية كانت محاولاتها اخلاء مبنى صندوق النظافة من عصابات السطو الإخوانية.

 

وهو ما أكدته أولى توجيهات المحافظ أواخر الشهر الماضي الى قيادة المحور بإخلاء وتسليم 25 من المباني والمنشأت الحكومية والخاصة في مدينة تعز المسيطر عليها من قبل تشكيلات وعناصر المحور ، إحداها "الدور الأرضي من مبنى صندوق النظافة والتحسين".

 

والحق المحافظ هذا التوجيه بتوجيه ثانٍ مطلع الشهر الجاري الى قيادة المحور بإخلاء وتسليم عشرات من المباني والمنشأت الحكومية والخاصة في مدينة تعز وفي مديريات المحافظة المحررة.

 

كما وجه المحافظ قيادة المحور والأمن بتوجيه ثالث بإخلاء ما تبقى من منازل المواطنين المسيطر عليها من قبل الأفراد العسكريين والأمنيين، بالإضافة إلى تحرير عقود إيجارات مع مالكي المباني السكنية الواقعة على خطوط التماس تنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي (اثناء زيارته لتعز العام الماضي).

 

 مشدداً على سرعة مباشرة الإجراءات اللازمة لإخلاء ما تبقى من منازل المواطنين المسيطر عليها بأطر غير قانونية وتحديد الواقعة منها خطوط التماس وموافاتنا بالنتائج خلال أسبوع من تاريخه (تنتهي اليوم الثلاثاء).

 

هذه التوجيهات الرسمية من هرم السلطة المحلية أوقع قيادة الجماعة وحزبها في مأزق حقيقي امام غضب الشارع الذي تفجر في تعز عقب جريمة اغتيال الشهيدة / افتهان المشهري ، وسط إصرار شعبي ومجتمعي على انهاء مشهد الفوضى والعبث.

 

وأمام هذا المأزق ، لجأت الجماعة خلال الساعات الماضية الى محاولة حرف مسار ملف اخلاء المباني الحكومية ومنازل المواطنين من قبل مليشياتها ، باعتبار الأمر مؤامرة على تعز وعلى الجيش الوطني لصالح مليشيا الحوثي تحت مبرر ان هذه المباني والمنازل تقع ضمن جبهات القتال وعلى خطوط النار.

 

هذا المبرر أثار سخرية وتندر أبناء المدينة وناشطيها ، من محاولة إعلام وناشطي الإخوان الاختباء خلف "أكذوبة الجبهات" امام الحقائق على الأرض والتي تؤكد بأن غالبية المباني الحكومية ومنازل المواطنين المسيطر عليها من قبل مليشياتهم  بعيدة عن جبهات أو خطوط مواجهة مع المليشيا الحوثية.

 

وهو ما تؤكده مصادر "الرصيف برس" التي سخرت من المزاعم الاخوانية لرفضها تسليم المباني الحكومية ومنازل المواطنين ، مؤكدة بأن مذكرات المحافظ بإخلاء المباني الحكومية جاءت بناءً على طلب وإصرار من قبل إدارات المؤسسات الحكومية ، ما ينسف المزاعم الاخوانية بأنها تقع على خطوط المواجهة العسكرية.

 

وذكرت المصادر بقضية الشهيدة افتهان المشهري وصراعها مع مليشيات الاخوان لاستكمال إخلاء مبنى صندوق النظافة الواقع في منطقة عصيفرة البعيدة تماماً عن الجبهات وخطوط النار ، وتساءلت المصادر : كيف لإدارة مصلحة أو مؤسسة حكومية ان تطالب باستلام مبنى على خط النار؟.

 

المصادر تساءلت ساخرة : هل كان الدور الأرضي من مبنى صندوق النظافة والتحسين المحتل من قبلهم على خط النار في حين ان باقي المبنى الذي كانت تعمل من داخله الشهيدة افتهان المشهري وموظفي الصندوق ، خارج هذا الخط؟.

 

وأشارت المصادر الى أن هذه الذريعة الاخوانية تنسفها أيضاً مذكرة المحافظ حول إخلاء منازل المواطنين والتي اُرفقت مع كشوفات لهذه المنازل جرى اعدادها وفق الطلبات والشكاوى المرفوعة من قبل أصحابها لإخلائها واستلامها ، ما ينفي مزاعم الاخوان بأنها على مقربة من الجبهات او على خط المواجهة.

 

وهو ما تؤكده تفاصيل الكشوفات المرفقة مع توجيهات المحافظ لحصر المنازل التي يطالب أصحابها باستعادتها ، حيث توضح البيانات بأن 95% من هذا المنازل تقع في مناطق بعيدة عن الجبهات والمواجهات، بل ووسط المدينة تماماً.

 

كما أن عشرات الحوادث السابقة التي شهدتها المدينة وعايش تفاصيلها أبناء تعز حول جرائم مليشيات الجماعة في نهب واحتلال منازل وأملاك المواطنين ، تؤكد بأنها عملية منظمة لأحد الموارد المالية لتمويل مليشياتهم في تعز.

 

حيث أن غالبية عمليات النهب والسطو على منازل وأملاك المواطنين بعضها في قلب المدينة ، استهدفت بشكل خاص المغتربين ، والتجار، ورفضت مليشيا الإخوان الخروج منها الا بعد دفع ملاكها لمبالغ مالية طائلة ، فلا علاقة للأمر بظروف الحرب والمواجهات مع مليشيا الحوثي.

 

بل أن التذرع الإخواني اليوم بجبهات المواجهة مع المليشيا الحوثية المجمدة منذ سنوات جراء العبث والفساد الاخواني بملف تحرير تعز ، يُعيد التذكير بجناية فادحة ارتكبتها جماعة الاخوان بحق تعز لا تقل فداحة عن جناية نهب واحتلال المباني الحكومية ومنازل المواطنين.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس