"الجبزي" .. حين يتحول دفاع إخوان تعز الى فضيحة تُذكر بأبشع جرائمهم
الخميس 09 أكتوبر 2025 - الساعة 11:28 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

في مشهد يُثير السخرية ، سرعان ما ترتد محاولات جماعة الإخوان بتعز اليائسة للدفاع عن موقفها في مواجهة الغضب الشعبي ، الى فضيحة تعزز إدانتها في صناعة الفوضى والعبث في المحافظة ، بل و تُذكر أبناء المحافظة بجرائم الجماعة.
وتعيش الجماعة مأزقاً غير مسبوق وعجزاً في التعامل مع هذا الغضب الشعبي المتزايد الذي تفجر مع جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة بتعز الشهيدة افتهان المشهري الشهر الماضي ، لتبدأ معها ما يُشبه المحاكمة الشعبية لكل الجرائم التي شهدتها المحافظة خلال السنوات الماضية.
فتح ملفات هذه الجرائم وأسماء المتورطين فيها وكيف أن غالبيتهم هم من عناصر المحور تتم رعايتهم وحمايتهم من العقاب من قبل قيادة المحور الخاضعة لسيطرة الاخوان وحزبها الإصلاح ، اظهر الحقيقة واضحة امام أبناء تعز بأنها جرائم منظمة تقودها هذه الجماعة من سنوات.
لتُحشر الجماعة في موقف لا يُحسد عليه وبخيارات صعبة للدفاع عن موقفها إزاء هذه الحقائق ، لتلجأ الى محاولات يائسة لخلط الأوراق عبر وسائل متعددة بهدف لحرف مسار الغضب الشعبي المتنامي اما نحو خصوم وأطراف أخرى او عبر افتعال معارك جانبية أو وهمية.
فمع فشلها في انكار حقائق انها من ترعى منفذي الجرائم والمطلوبين أمنياً ، حاولت جماعة الإخوان اشراك أطراف أخرى في الأمر وتقديم صورة أنها ليست الوحيدة في هذا السلوك ، فمثلما ان هناك مطلوبين امنياً تحت حمايتها ، هناك نفس الحال في الساحل الغربي لدى المقاومة الوطنية ، وتلك أحدث محاولات الجماعة في خلط الأوراق ، الا أن هذه المحاولة سرعان ما تنقلب وبالاً عليها.
ويتجسد ذلك في محاولتها تقديم اسم لأحد المطلوبين أمنياً في جرائم تعز والزعم بأنه يحظى الان بحماية قوات المقاومة الوطنية بالساحل الغربي ، وهو العقيد / عبدالحكيم الجبزي الذي يشغل حالياً قائداً للواء 11 بقوات المقاومة وشغل سابقاً منصب رئيس عمليات اللواء 35 مدرع بتعز.
وبثت صفحات إخوانية اليوم الخميس حديثاً لنجل وشقيق "الأستاذ / محفوظ السعدي" ، يتهمان الجبزي بقتله ، مع مطالبة عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد قوات المقاومة الوطنية / طارق صالح بتسليم الجبزي كمطلوب أمني متهم بقتل السعدي.
وبعيداً عن ظهور نجل وشقيق الضحية "المزعومة" بصورة مرتبكة في حديثهما المقتضب وبدا وكأنهما يرددان حديثاً اعد مسبقاً ، الا أنهما لم يقدما أي تفاصيل عن الحادثة ، كما لم يعرضا أي وثائق عن القضية ، كأوامر القبض القهرية او تحقيقات الأمن والنيابة حول الجريمة "المزعومة".
والاجابة هي أن الحقيقة وراء الحادثة التي وقعت في أغسطس من عام 2020م مختلفة تماماً ، بل ان تفاصيل ما حدث يُعيد التذكير بواحدة من ابشع الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الإخوان في تعز ولا تزال عالقة بأذهان أبناء المدينة.
فالضحية التي تقدمها رواية الإخوان "الأستاذ / محفوظ السعدي" لم يكن سوى أحد قيادات مليشياتها ، أوكلت له مهمة مهاجمة منزل الجبزي في عزلة الجبزية بمديرية المعافر ، ضمن الهجوم التي كانت تشنه حينها مليشيا الإخوان المسلحة على قوات اللواء 35 مدرع في ريف الحجرية.
وقتل السعدي اثناء تصدي حراسة المنزل للهجوم الذي أصيبت فيه زوجة الجبزي ، ولم ينتهي الأمر عند ذلك ، بل أقدمت مليشياتها على ارتكاب واحدة من ابشع جرائمها ، باقتحام المنزل واختطافها لنجل الجبزي الشاب أصيل واعدامه ذبحاً.
وفجرت الحادثة حينها موجة غضب واستنكار واسع بعد العثور على جثة الشاب أصيل مقيداً ومذبوحاً على طريقة الإعدامات التي ينفذها التنظيمات الإرهابية ، كما ظهرت على جثته علامات تعرضه للتعذيب وقطع لسانه واصابعه والتمثيل بجثته.
وبعد افتضاح تورط جماعة الإخوان بالجريمة من خلال بيان رسمي صدر حينها من قيادة اللواء 35 مدرع أكد أن اصيل كان مختطفا لدى احد القيادات العسكرية الإخوانية ويدعى وهيب الهوري ، سارعت الجماعة عبر إدارة الأمن الى إصدار بيان حول الحادثة زعم بأنها "جريمة جنائية".
بل أن البيان ربط بين جريمة اعدام الشاب اصيل وبين مقتل "الأستاذ / محفوظ السعدي" اثناء الهجوم على المنزل ، بصيغة تشير الى ان اعدام اصيل كان انتقاماً لمقتل السعدي الذي تقدمه جماعة الإخوان اليوم باعتباره ضحية ، متجاهلة تماماً جريمة ابشع جريمة قامت بها مليشياتها في السنوات الأخيرة، ناهيكم عن مئات الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها مسلحي الجماعة ويطالب اليوم ابناء تعز بتسليمهم للقضاء لينالوا جزائهم العادل، امام رفض جماعة الإخوان لهذه المطالب الحقه.
