السفير الألماني في اليمن: "الحوثيون أمام خيارين إمّا الشراكة والسلام أو الصراع والانقسام"

الاحد 12 أكتوبر 2025 - الساعة 04:10 مساءً
المصدر : الرصيف برس - متابعات خاصة

 


قال السفير الألماني لدى اليمن، توماس شنايدر، إن بلاده قلقة بشدة من الهجمات الحوثية التي تستهدف الملاحة المدنية في البحر الأحمر واحتجاز موظفي الأمم المتحدة، داعيًا الجماعة إلى مراجعة مواقفها وتحديد ما إذا كانت تريد أن تكون شريكًا في تحقيق السلام أو الاستمرار في طريق الصراع والانقسام.

 

وأضاف شنايدر، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، أن برلين تنظر إلى الأزمة اليمنية من منظور شامل يراعي خصوصية المنطقة، ويركّز على دعم جهود إحلال السلام ومساعدة اليمنيين على تجاوز التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية التي خلّفها عقد من الحرب.

 

وقال السفير، الذي تولّى مهامه في أغسطس/آب الماضي، إن "اليمن بحاجة إلى حكومة قوية وموحّدة، كما أن المجتمع الدولي يحتاج إلى شريك يمني فاعل يمكن الاعتماد عليه"، مشددًا على ضرورة أن تناقش الأطراف اليمنية خلافاتها الداخلية وتتوصّل إلى تسويات تسمح لها بالتحرك بشكل مشترك وفعّال.

 

وأوضح شنايدر أن "كل حكومة تزداد قوة كلما كانت أكثر وحدة، وهذا مبدأ ينطبق على كل الحكومات في العالم"، داعيًا إلى توحيد المواقف والرؤى بين المكونات اليمنية بما يصبّ في مصلحة الشعب اليمني ويسهّل التعاون مع المجتمع الدولي.

 

وأشار الدبلوماسي الألماني إلى أن بلاده تدعم بشكل كامل جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، واصفًا عمله بأنه "ممتاز رغم صعوبة البيئة السياسية"، ودعا جميع الأطراف إلى التعامل بإيجابية مع مقترحاته لتحقيق تقدم فعلي في مسار السلام.

 

وأكد شنايدر وجود تنسيق وثيق مع السعودية بشأن الملف اليمني، مضيفًا أن "المملكة دولة محورية ورائدة في العالمين العربي والإسلامي، وما تقوله بشأن اليمن مهم جدًا بالنسبة لألمانيا"، مشيرًا إلى أن برلين والرياض تتشاركان المصالح والتحليلات في قضايا المنطقة، وأن "التوصل إلى حلّ للأزمة اليمنية غير ممكن من دون السعودية".

 

وقال السفير إن العلاقات اليمنية – الألمانية "تاريخية وعميقة"، موضحًا أن برلين قدّمت منذ عام 2015 دعمًا إنسانيًا وتنمويًا بمليارات الدولارات، و"ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية لتفادي تفاقم الأزمة الغذائية".

 

وفي ما يتعلّق بإيران، قال شنايدر إن اليمن يمثّل "الاختبار الحقيقي لإثبات حسن نية طهران واستعدادها للمساهمة في استقرار المنطقة"، مضيفًا أن على إيران أن "تتصرّف بطريقة لا تشكل تهديدًا لجيرانها أو للمجتمع الدولي".

 

وأوضح أن برلين "قلقة من أن الحوثيين يشكّلون تهديدًا لأمن الملاحة والتجارة العالمية بدعم من أطراف إقليمية"، مضيفًا أن بلاده "تتوقع من طهران أن تكون جزءًا من الحل لا من المشكلة".

 

وتابع السفير الألماني قائلاً إن بلاده مهتمة أيضًا بـ"ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب والحدّ من الهجرة غير النظامية عبر اليمن"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الأولوية تظلّ "لسلامة ورفاه الشعب اليمني".

 

واختتم بالقول إن ألمانيا "تتعامل مع الأزمات في المنطقة بمنظور شامل، إذ إن ما يحدث في اليمن يؤثر على ما يجري في غزة والعكس صحيح"، معتبرًا أن "الترابط بين أزمات المنطقة بات أوثق من أي وقت مضى".

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس