"الجبزي" وطارق صالح ..لافتة إخوانية جديدة لحماية الجريمة المنظمة بتعز
الاحد 12 أكتوبر 2025 - الساعة 11:17 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

تواصل جماعة الإخوان في تعز محاولاتها اليائسة لمواجهة الضغط الشعبي الذي تفجر مع جريمة اغتيال الشهيدة / افتهان المشهري الشهر الماضي، وتحول الى حراك ضاغط لوضع حد لمشهد الفوضى الأمنية والجريمة المنظمة التي صنعتها الجماعة طيلة السنوات الماضية.
أحدث هذه المحاولات ، تسجد في نصب لافتة ضخمة بوسط المدينة امام مقر الإصلاح وفوق خيم الاعتصام بساحة العدالة تهاجم عضو مجلس القيادة الرئاسي الفريق/طارق صالح وتصف أحد قادة الألوية التابعة لقوات المقاومة الوطنية التي يقودها بـ "القاتل".
اللافتة تتهم قائد اللواء 11 بالمقاومة الوطنية "عبدالحكيم الجبري" بقيادة عصابة إجرامية وقتل المواطن "محفوظ السعدي" الذي تصفه بـ "الشهيد" اسفل صورته، وأعلى منها وضعت صورة الجبزي وتحتها عبارة تقول أن "القاتل الجبزي وشركائه بحماية طارق عفاش".
تلخص اللافتة ومضمونها حجم المأزق الذي تعيشه الجماعة بتعز منذ جريمة اغتيال المشهري التي فتحت ملف الجرائم المنظمة التي قادتها منذ 10 سنوات بحق أبناء تعز وقياداتها من غير الموالين لها ، ولم يكن الجبزي سوى واحد منهم.
الجبزي الذي حولته اللافتة الإخوانية الى قاتل ، جسد واحداً من ابرز ضحايا الجريمة الإخوانية ، بعد محاصرة منزله وتعرض نجله أصيل لأبشع جريمة تصفية في تعز ضمن الحرب التي شنها مسلحي الجماعة قبل 5 سنوات ضد اللواء 35 مدرع وقائده عدنان الحمادي بريف تعز ، في حين ان الضحية في هذه اللافتة لم يكن سوى أحد أدوات هذه الحرب.
> للمزيد اقرأ: "الجبزي" .. حين يتحول دفاع إخوان تعز الى فضيحة تُذكر بأبشع جرائمهم
قلب الحقائق وتحويل الضحية الى القاتل والعكس في اللافتة ، هدفه الواضع هو التغطية على الانكشاف الذي تعيشيه الجماعة وحزبها الإصلاح في تعز ، عبر اختلاق ضحايا وجرائم وأن معها مطلوبين أمنياً ، لاتهام اطراف أخرى بها.
ليسهل مع ذلك خلق صورة وهمية بأن ما يحدث بتعز من قبلهم امر اعتيادي يحصل في باقي المناطق المحررة ، وبأنها ليست وحدها من يحتضن ويحمي المطلوبين أمنياً من القتلة والمجرمين في تعز.
ولتعزيز ذلك نشرت الجماعة عبر وسائل اعلامها ونشطائها بمواقع التواصل الاجتماعي صورة وثيقة لأمر قبض قهري بحق الجبزي وآخرين ، تعود الى وقت الحادثة وهو أغسطس 2020م ، الا أن الوثيقة يمكنها ان تدين الجماعة اكثر مما تدين الطرف الأخر.
فالوثيقة أولاً تؤكد ارتباط مقتل "محفوظ السعدي" بذبح الدكتور اصيل الجبزي ، أي أن مقتل الأول لم يكن حادثاً جنائياً فردياً كما تحاول الجماعة تصويره حالياً، وثانياً ان الوثيقة الصادرة قبل 5 سنوات تطرح تساؤلاً قانونياً هاماً عن الإجراءات التي سارت فيها بالحادثة بعد كل هذه الفترة.
وهو التساؤل الذي طرحه المحامي إيهاب الدهبلي في منشور له على صفحته في "الفيس بوك" تعليقاً على امر القبض القهري بحق الجبزي ومضي أكثر من 5 سنوات عليه.
حيث تساءل الدهبلي قائلاً : امر القبض هو بتاريخ 30 أغسطس 2020 م قبل خمس سنوات تقريبا الأمر الذي يقتضي ان يكون هناك حكم ابتدائي ضده على الأقل او أضعف الإيمان قرار اتهام، هذا لو كان هناك قضية فعلا كما يزعمون مضيفاً : انشروا حكم الإدانة او قرار الاتهام حتى نكون واضحين وتعتبر ان هناك ادانه حقيقيه ضده.
ما يطرحه المحامي الدهبلي ، يُعد صلب ما يطرحه كل مناهضي العبث والفوضى التي تمارسها سلطة الإخوان بتعز وما يؤكد أن ما يحصل في المدينة ليست جرائم فردية بل جريمة منظمة تقودها هذه السلطة.
فغالبية الجرائم التي شهدتها تعز في السنوات الماضية من قبلهم لم يحصل فيها أي تحقيق جنائي للتحول الى قضية وملف في النيابة والمحكمة ، بل أن الأمر هذا لم يحصل حتى مع أدعائها للجرائم التي كانت تتهم بها خصومها كأبوالعباس، وهو ما يؤكد ان الهدف منها للتشويه وشيطنة خصومة ليس إلا.
> واقرأ ايضاً : الإخوان بين اغتيال العقربي بعدن والمشهري بتعز .. حين يتذاكى الغباء .!!
حيث روجت الجماعة عبر الماكينة الإعلامية لها بأن كتائب ابوالعباس اغتالت أكثر من 300 جندي بالجيش وان مناطق سيطرته بمدينة تعز القديمة تحتوي مقابر جماعية تضم مئات الضحايا، في الوقت الذي كانت ترفض دعوات للمطالبة في التحقيق لما تدعيه وكشفه للرأي العام.
كما انها، لم تقدم حتى اليوم دليلاً واحداً تلك الافتراءات بحق من كانت توجه لهم اصابع الأتهام ، بالرغم من مرور اكثر من 7 سنوات من اخراجه من المدينة، بل ان إحدى تلك الجثث للمقابر الجماعية كانت لجندي يدعى نعمان الحبشي تم اختطف من قبل اللواء 17 التابع قيادته للجماعة وهي التي كشفت زيف اتهامهم.
اما الاتهام الذي توجه لجماعة الإخوان اليوم بحق طارق صالح عبر نصب هذه اللافتة ، فهو أمر يثير السخرية ، لأنه يُذكر بمشاهد احتفائها قبل عامين بزيارة الرجل الى مدينة تعز وباللافتات التي نصبت في المدينة وهي تحمل صورة.
احتفاء وترحيب الإخوان يومها بطارق صالح جاء و"عبدالحكيم الجبري" قائداً للواء 11 بالمقاومة الوطنية الذي تحول اليوم بنظر الجماعة الى "قاتل" ونصب صورته في لافتة كبيرة للمطالبة بالقصاص منه ، في مشهد يعكس حجم الكذب والخداع الذي تمارسه هذه الجماعة منذ 10 سنوات ولا يبدو أنه في طريقة للنهاية.