مهمة الحكومة رصد الخروقات ودعوة المجتمع الدولي للضغط على الحوثي !!
الاثنين 06 يونيو 2022 - الساعة 08:06 مساءً
ادونيس الدخيني
مقالات للكاتب
الآن المهمة فقط بالنسبة للحكومة اليمنية: رصد الخروقات، ودعوة المجتمع الدولي لإجبار ميليشيات الحوثي الإرهابية على الوفاء بالتزاماتها في تنفيذ بنود اتفاق الهدنة. كأننا في عام 2018 أيام ستوكهولم.
المشهد ذاته تكرر كما هو. حينذاك، كانت القوات المشتركة على وشك حسم معركة مدينة الحديدة، فتدخل المجتمع الدولي لإنقاذ ميليشيات الحوثي وهي تعيش في الرمق الأخير باسم الملف الإنساني. فماذا حدث؟ لم تنفذ المليشيات الانقلابية بندًا واحدًا من بنود الهدنة، وظللنا لأكثر من ثلاث سنوات نعيش الوضع ذاته.
حتى مدينة الحديدة التي جاء الاتفاق باسمها، مازالت تعيش ذات المأساة التي وصلت إلى حد انعدام الكهرباء تمامًا، ينام الناس هناك في الشوارع كما أظهرت صور نشرها نشطاء هنا على مواقع التواصل الاجتماعي. اقتصرت مهمة الحكومة اليمنية على مطالبة ودعوة المجتمع الدولي إلى إجبار المليشيات الحوثية على تنفيذ بنود الاتفاق.
إلى اليوم لم تجرؤ على إعلان وفاة الاتفاق، ومازالت تتعاطى معه بحماسة ترعب كل متابع للشأن اليمني الذي يسأل عن أي نوع من الغباء هذا المسيطر على عقول القيادات اليمنية. الحديدة ظلت في يد المليشيات كما هي، ومعها ظلت الطرق التهريب من موانئ مدينة الحديدة مفتوحة أمام قطع الصواريخ والطائرات المسيرة.
الآن نعود إلى الموال ذاته، حسم عمالقة المقاومة الجنوبية المعركة في شبوة، وتخلخلت صفوف ميليشيات الحوثي الإرهابية وبدأت تتهاوي الدفاعات العسكرية على تخوم مأرب متأثرة بحجم الهزيمة المذلة التي مني بها في عسيلان وعين وبيحان شبوة. قبل هذه الهزيمة كانت ميليشيات الحوثي ترفض حتى النقاش في موضوع السلام، أيًا كان هذا النقاش، وعندما توفرت عوامل تكبدها هزيمة مذلة ثانية تشبه تلك التي منيت بها على أبواب الحديدة، ذهبت إلى السلام مرة أخرى. هدنة، لم تحقيق أي مكسب، أو تخفف معاناة الناس.
وقعت الحكومة على اتفاق الهدنة، وذهبت ترصد الخروقات وتكرر دعوة المجتمع الدولي. هذا العالم الذي سبق ولم يصنع أي شيء فيما يتعلق باستوكهولم، فلماذا التعويل عليه من جديد؟ الضغوط الدولية لا بد أن تظل عند سقف معين، ولا يجب أن تؤدي إلى التفريط بملفات حساسة كما ملف الجوازات على سبيل المثال لا الحصر.
تجرد الحكومة نفسها بنفسها، كافة الأدوات الأخرى للضغط، وتنتظر المجتمع الدولي يأتي ليصنع لها فارقًا. لا تحسن استغلال الفرص، ولا البناء على القوة التي تعيد بناء المشهد العسكري، لتحقيق المزيد من التقدمات التي تصنع الفارق وتقود بقايا الإمامة إلى اتفاق يعيد الاعتبار للدولة.
مهزلة لا يمكن لأحد فهمها، بما في ذلك الماكينة الإعلامية للحكومة هنا على مواقع التواصل. قالت هذه الماكينة، إن تمديد الهدنة خطوة مهمة، لترتيب الصفوف وكشف تعرية المليشيات الإرهابية أمام المجتمع الدولي. لنا ثمان سنوات، ونحن نعري ونعرطط المليشيات ومعقول العالم هذا ، مش عارف حقيقتها. أقول إنه يعرفها أكثر من اليمنيين أنفسهم، ولكنه لا يبحث عن إيجاد حل للأزمة اليمنية، وهو مع حالة اللا حرب واللا سلم، أو بحلٍ يبقي المليشيات الانقلابية على القوة ذاتها.
هل تتذكرون حديث المبعوث الأمريكي في أعقاب تمكن المليشيات الانقلابية تحقيق اختراق في جبهات ريف محافظة مأرب، قال بما معناه إن الواقع الآن قد تغير.
في الأثناء، أعادت ميليشيات الحوثي فتح طريق فرعي شمالي مدينة تعز، وهي من ستكون الطريق. لا نملك قيادات وطنية تحترم نفسها وكرامة هذا الشعب. مقترح المبعوث الأممي ذكر فتح طرق على مراحل، ومع فتح الطريق الفرعي سيبلغ الوفد الحكومي بقبول طريق المليشيات على أن يتبعها فتح طرق أخرى، لن تفتح.
▪︎ من صفحة الكاتب على الفيس بوك