خذلان تعز .. وعبث قادتها

الاربعاء 08 يونيو 2022 - الساعة 10:00 مساءً

 

لم يسهم أحد في إهانة تعز أكثر من قادة القوات الحكومية المتواجدة في المدينة. ظل هؤلاء يتلاعبون بالمعركة ويبددون كل فرص استكمال تحريرها، ونهبوا مليارات الريالات باسم التحرير. حولوا المعركة الوطنية المقدسة إلى تجارة حرب لإشباع غرائزهم التي لا تشبع أساسًا. أكلت المليارات، وتتسابق حتى الآن على إيرادات الأسواق. 

 

بدلًا من حشد الجميع صوب استكمال التحرير، اتجهوا إلى تحرير المحرر، فما الذي استفادوه الآن. كانوا يعتقدون أن المحافظة أصبحت إقطاعية خاصة بهم، وهذا لن يتم الآن. قرابة أربعة سنوات، عاشت الجبهات في إجازة مفتوحة، ولم يتم خوض معركة واحدة حقيقية تحصد تقدمات ميدانية ضد ميليشيات الحوثي، وكل المعارك كانت في الداخل المحرر، من المدينة القديمة، حتى الحجرية، وباسم العناصر الخارجة عن النظام والقانون. 

 

كان بإمكان واحد هؤلاء، أن يكون قائدًا وطنيًا، يقود تطلعات الناس والمعارك، وتحرير خمسة ملايين من المعاناة التي يتكبدونها بفعل الحصار، حينها لن نحتاج إلى هذا التفاوض المخزي، والخذلان الكبير من مجلس القيادة الرئاسي والحكومة. العميد عدنان الحمادي كان الاستثناء الوحيد، ولأنه الاستثناء، جرى اغتياله بتلك الطريقة البشعة والقذرة التي شاهدها الجميع.

 

قال لهم عدنان، فلنتجه إلى عملية تحرير وصولًا إلى النجد الأحمر بمحافظة إب ونحرر الناس من الحصار، وكان ردهم، إرسال التعزيزات العسكرية إلى الحجرية لتحريرها من اللواء35 مدرع، الذي هو الشرارة الأولى في المعركة، وصاحب التقدمات الاستراتيجية، واللواء الوطني الأول في عقيدته القتالية. أخفوا السلاح في معارك مواجهة ميليشيات الحوثي وأظهروه وبكميات كبيرة في مواجهة اللواء35 مدرع.

 

لم ينقص تعز الإرادة، ولا الوطنية ولا حتى الدعم، بل القادة، عانت المدينة كثيرًا من غياب القيادة الحقيقية، التفت إلى جوار عدنان، ولكن الأنذال قتلوه، ولم يبق سوى النطيحة والمتردية. كل القيادات العسكرية الوطنية غُيبت سيما في أعقاب اغتيال العميد الحمادي، تعرضت هذه القيادات للترهيب والحروب القذرة حتى طالت هذه الحرب أسرهم، بالتصفية والاغتيالات والملاحقات المستمرة. والآن لم يتركوا أمام السكان أي خيار سوى أمل لن يتحقق.

 

حددت ميليشيات الحوثي الإرهابية سقف التفاوض فيما يتعلق بملف حصارها على مدينة تعز قبل وصول المبعوث الأممي. خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وأخرها تصريحات المتحدث باسم الجماعة أكدت على مبادرة وفدها، ولا شيء غيره. 

 

يصل المبعوث الأممي إلى صنعاء بعد ساعات، وسيعود كما أتى. وسيذهب إلى العاصمة عدن، وينتزع موافقة مجلس القيادة الرئاسي على مقترح ميليشيات الحوثي. وسيقول هذا المجلس إنه وافق من أجل التخفيف من معاناة السكان. هذا هو المبرر الجاهز الذي يستخدمه المجلس أمام التفريط المستمر الذي يقدمه. 

 

الهدنة جاءت لتلبية رغبات ميليشيات الحوثي الإرهابية، دون ذلك، فهو وهم توزعه الحكومة. مشكلة الأخيرة أنها تعتقد أن الشارع غبي إلى درجة أنه يصدق المبررات التي تطرحها، هي لا تعلم أنها كل يوم تشيع نفسها بنفسها شعبياً. وما يجب أن يعلمه مجلس القيادة، أن مكانته شعبيًا وحاضنته يستمده من تبنيه لمصالح المواطن ودفاعه عنها.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس