كنا سنموت.. مشهد من وسط المدينة !

الاربعاء 08 يونيو 2022 - الساعة 10:30 مساءً

 

الساعة الرابعة والنصف  مساء اليوم الأربعاء، وبعد توقف هطول الأمطار على المدينة وفي أجواء جميلة لا يعكرها إلا مياه المجاري المختلطة بمياه الأمطار التي تملء الشارع وتعيق حركة المواطنين 

 

وبينما كنت احاول تخطي المياه والعبور إلى الضفة الأخرى من شارع التحرير  وصل إلى مسامعي  اصوات رصاص وإطلاق نار طغى عليه صوت رشاش ثقيل ..، واذا بأربع نساء يبدو عليهن الخوف والفزع يعبرن من أمامي الشارع الرئيسي مسرعات نحو أحد الأزقة  وسط سيل الماء المخلوط بالمجاري غير مباليات   واحداهن تردد  كنا سنموت ...كنا سنموت ...

 

عبرت الشارع واكملت طريقي نحو الباب الكبير وعند وصولي وجدت حالة من الذعر بين المواطنين والمتسوقين من الرجال والنساء والاطفال وانظار الجميع تتجه صوب عدد من الاطقم التابعة للأمن المركزي المنتشرة في شارع ٢٦ باتجاه الباب الكبير     و بعض المسلحين المتواجدين في الطرف الآخر من الشارع وبالقرب من مدرسة ناصر  .. اقتربت من بعض المواطنين وسألتهم  ماذا حدث ؟

 

أجابني أحدهم  باختصار  : الأمن المركزي و لواء العصبة ، ورد آخر من جانبه  الأمن المركزي و وضاح العديني ، ولا فرق بين الاجابتين  ..

 

فسألتهم هل هناك إصابات أو قتلى فغالبا ما يكون ضحايا مثل هذه الاشتباكات من المواطنين أو المستوقين أو البائعين  أو العابرين في الشارع ... ؟ 

 

فأجابوا بالنفي مرددين لطف الله ، فقلت الحمد لله،  وطرحت عليهم سؤال اخر  عن سبب ما جرى ؟   فقال أحدهم بايجاز شديد وهو منشغل بمتابعة المشهد : ضربوا واحد منهم ، واضاف شخص آخر وبنفس الايجاز : أخذوا عليه المسدس  ..

 

توقفت عن طرح الأسئلة والبحث عن التفاصيل حتى لا تفوتني حافلة الفرزة المتجهة إلى صبر ، وقبل أن تتحرك الحافلة رأيت اطقم الأمن المركزي تنسحب من المكان  مع بقاء طقم تابع للأمن العام تقريبا  فيما يشير إلى نهاية المشهد..

 

ولكن ومع تحرك الحافلة شاهدت أحد الاطقم يعود إلى المكان  ولمحت بعض المسلحين في الطرف الآخر من الشارع  فقلت في نفسي قد يكون هناك جولة ثانية وقد يبدأ المشهد الثاني بعد قليل  ..

 

تحرك بنا السائق عبر الباب الكبير وسوق اللقمة وأزقة المدينة القديمة وصولا إلى عقبة مفرح متجنبا المرور في شارع ٢٦ وجولة ناصر لتفادي أي اشتباكات قد تنشب من جديد من ناحية ولتفادي خنادق المجاري والصرف الصحي الذي تشق اجزاء من شارع ٢٦ وتعيق مرور السيارات ..من ناحية أخرى ...

 

ابتعدت الحافلة عن المدينة متجهة نحو جبل صبر  وانا اترقب سماع اصوات الرصاص من جديد ولكن ذلك لم يحدث  فحمدت الله وقلت في نفسي لعلى بعض العقلاء قد تدخلوا لاحتواء ما يجري ، وتمنيت أن ينتهي المشهد عند هذا الحد وألا يكون هناك مشهد آخر أو مشاهد وجولات وصولات أخرى..،رغم أن الامنيات وحدها لا تكفي ..

 

وقبل أن أغلق باب الامنيات وتصل الحافلة إلى غايتها  تمنيت للحالمة ولمواطنيها الأمن والسلامة والسلام  وللجنة (هيكلة وإصلاح وتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية )  النجاح والتوفيق والسداد  

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس