خطيئة القائم بتجريح ابنة ناظم
السبت 05 أغسطس 2017 - الساعة 01:48 صباحاً
(مريم ناظم)، شابة يمنية في بداية العشرينات من العمر. قررت أن تسلك درباً مخالفاً تماماً لما درجت عليه العادة في وطنها اليمن. و قد نالت شهرة واسعة نظير ما تعرضه من الصور و الفيديوهات، ذات الطبيعة الدعائية و الإعلانية لمختلف الملابس و أدوات التجميل و غيرها، على مواقع التواصل الاجتماعي.
و بغض النظر عن الجدل المحتدم السائد حول ممارسات مريم، و الذي يأخذ طابعاً دينياً و اجتماعياً و ثقافياً، و التباين الكبير في الآراء بين مؤيد و معارض (و كل له حجته)، انتابني شيء من الأسى على محتوى الغالبية العظمى من التعليقات السلبية و الناقدة. لقد وجدت في تلك التعليقات و الكتابات ما يندى له الجبين من جميع صنوف القذف و السب و الشتم و التحقير و الإهانة، بأسلوب ينافي ما عُرِف عن اليمنيين من الحكمة. تلك التي يتباهى اليمنيون بها، كما وصفهم نبيهم محمد صلى الله عليه و سلم حين قال: (الإيمان يمان و الحكمة يمانية).
و إن استطردنا في الحديث عن الحكمة، نجد أن الله سبحانه و تعالى في محكم التنزيل يربطها بـ(الموعظة الحسنة) عندالدعوة إلى سبيله، فيقول عز من قائل في الآية رقم (125) من سورة النحل مخاطباً رسوله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين). هل تدبرتَ، عزيزي القارئ، البَوْن الواسع و الفرق الشاسع بين ما يدعونا إليه كتابنا و نبينا، و بين ما نجده في التعليقات و الكتابات بخصوص موضوع المقال؟
إنني، و بحكم خدمتي في الميدان التربوي و التعليمي داخل اليمن و خارجه لقرابة عشر سنوات، و بحكم أيضاً تدريسي لـ(مريم ناظم) قبل حوالي ست سنوات من الآن (2011-2012) لمادة اللغة الإنجليزية (قسم الإنجليزي-الصف العاشر) في أحد المدارس الخاصة بالعاصمة صنعاء، يحِزُّ في نفسي ما أرى و أقرأ و أسمع من الألفاظ النابية و التعبيرات الجانية. و أنا هنا لستُ بصدد الدفاع عن ما تعتقده أو تمارسه مريم أو غيرها ممَّن سلكوا هذه الطريق، و إنما أود تقويم الاعوجاج الحاصل في أسلوب نقد المتابعين و الكاتبين. و رغم ثقتي بأن هدف الغالبية منهم هو التوجيه و النصح و الإرشاد، إلا أنهم ضلوا الدرب السديد و النهج السليم.
إن الوطن الحبيب بحاجة ماسة لتكاتف و تلاحم جميع أبنائه، في الداخل و الخارج. و علينا جميعاً أن نكون سواعد بناء، و أن نساند بعضنا، و نسعى إلى الإصلاح بالحكمة. و حبذا أن لا تكتب أناملنا إلا طيباً، و لا ينطق لساننا إلا حسناً. و هدانا الله جميعاً لما يحبه و يرضاه.
..................................................
لمتابعة قناة الرصيف برس على تيلجرام
https://telegram.me/alraseefpress
بدر الرياشي
2017-August-12رسلي مقالاتك على الايميل لو سمحت يا أستاذ عبدالله وخاصه رسالتك للوالد القددددديمه .