طرق الحديدة وتعز في ميزان الحوثي والمبعوث الأممي
الجمعه 10 يونيو 2022 - الساعة 06:42 مساءً
د. منصور القدسي
مقالات للكاتب
فشل المبعوث الاممي بصنعاء في اقناع جماعة الحوثي بمقترحه الخاص بفتح الطرق المؤدية لمدينة تعز والمؤشرات تدل علي ذلك بعد تلويح قيادي حوثي ان المقترح بدل ان يفتح الطرق سيفتح مقابر....
جماعة الحوثي لا تخشي من اي تقدم عسكري في حال فتح الطرق كما تروح. له ويخدمها بعض أصحاب العنتريات من داخل المدينة ... بل ينتاب الجماعة توجس رهيب من ان يتعافي الجسد التعزي الذي قطعت اوصاله طيلة فترة الحصار الجائر وبالتالي تفقد سيطرتها علي تعز الصناعية التي تجني منها ايرادات ضخمة تفوق ايرادات ميناء الحديدة..
فكر الجماعة المنغلق لا يناسب قط البيئة التعزية المنفتحة، ولا تثق الجماعة بمعظم متحوثي تعز الموالين لها.
قيادة ابو علي الحاكم رجل استخبارات الجماعة وفدها في مشاورات عمان ينم عن اهمية هذا الملف الذي يؤرق شخصيا عبدالملك الحوثي وتشرف عليه غرفة عمليات يديرها الحرس الثوري الإيراني من طهران ،
يحسب للمبعوث الاممي الحالي نجاحه سابقا في فتح طريق كيلو 16 بالحديدة والضغط علي القوات المشتركة بالانسحاب لأكثر من خمسين كيلو...
ويتوجب المطالبه اليوم ليس بفتح طرق تعز بل انسحاب الحوثي لما يقرب عن خمسة كيلو متر نحو منطقة القاعدة لاختبار جدية الجماعة والجهود الاممية في احلال السلام باليمن.... الهدنة مجرد اتفاق غير رسمي ليس لوقف الحرب بل لتخفيف التصعيد وبناء ثقة بين الأطراف لتأسيس نواة لتسوية النزاع.... ولا يبدو أن الجناح ااجهادي لجماعة الحوثي مستعد لذلك....
كل الخيارات مفتوحة أمام قيادة المجلس الرئاسي ودول تحالف دعم الشرعية عدا الخيار العسكري بالطبع في ظل رغبة المجتمع الدولي في وقف الحرب.، فضلا عن عدم جدية المكونات المنضوية داخل المجلس في هيكلة وتوحيد قواتها العسكرية..
خيار الضغط الدبلوماسي مناسب لاجل انتزاع قرار من مجلس يتم بموجبه احالة مرتكبي جرائم الحرب من قادة الجماعة الي محكمة الجنايات الدولية ...
يقابله ضغط اعلامي مكثف لكشف بشاعة الحصار الذي لم تشهد أقبح حروب العالم مثيلا له... ويرتقي لجربمة حرب مكتملة الأركان بالقانون الدولي الإنساني باعتباره وسيلة حرب لفرض عقاب جماعي لتجويع ملايين المدنيين بالنظر لتداعياته الكارثية التي اودت بحياة مئات المدنيين بحوادث مرورية شبه يومية في الطرقات الوعرة، فضلا عن الاستهداف المتكرر للاعيان المدنية و المدنيين داخل المدينة....
هناك تفاصيل موجعة تحكي مشروعية وعدالة الدفاع والترافع عن الملف التعزي... لكنه للأسف بيد محامي فاشل.....