أحزاب تعز تدين بيان محور طور الباحة وتطالب بتحديد نطاق عملياته

الخميس 06 نوفمبر 2025 - الساعة 06:17 مساءً
المصدر : الرصيف برس - تعز

 


أستنـكرت الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز ما وصفته بـ"البيان المشؤوم" الصادر عمّا يسمى بمحور طور الباحة يوم الثلاثاء.

 

وأدانت في بيانٍ مشترك، غاب عنه حزب التجمع اليمني للإصلاح أو أي من تفريخاته الحزبية، نزعة العداء والتحريض ضد المجتمع وشخصياته في مدينة التربة والحُجرية بوجه خاص، والمحافظة بشكل عام.

 

وأوضحت في بيانٍ مشترك صادر عن فروع كل من المؤتمر الشعبي العام، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي، والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية في محافظة تعز، أن نزعة العداء والتحريض بدت واضحة وجلية في طيات البيان ولغته، والاتهامات التي طالت وجاهات اجتماعية من خلال ما أورده البيان عن (اتصالات وتحركات مشبوهة لمشايخ بارزين يتبنون – للأسف – دعوات الفوضى، في استغلال فاضح للمظاهرات الاحتجاجية يوم الأحد الماضي لإسقاط المدينة من الداخل).

 

واستهجنت الأحزاب والتنظيمات السياسية إقحام أسماء وشخصيات مدنية واجتماعية معروفة، واتهامها بمؤامرات ومشاريع وخطط إرهابية تستهدف أمن المحافظة، على ذمة ممارستهم حقهم في حرية التعبير وحق التجمع السلمي.

 

واعتبرت ما ورد في بيان محور طور الباحة عملاً تشهيرياً وتحريضياً غير مسؤول يُحاسَب عليه القانون، مؤكدةً أن القانون فوق الجميع، وفي حال توفرت لأي جهة قانونية في المحافظة ما يؤكد سعي جهات أو أشخاص إلى تقويض الأمن، فعلى تلك الجهة اتباع الإجراءات القانونية.

 

كما أعربت عن استغرابها من علاقة ما يسمى بمحور طور الباحة بمحافظة تعز، حيث يُلحظ تمدده في مسرح عمليات محور تعز، وهو ما يستدعي من قيادة وزارة الدفاع التحديد الواضح للنطاق العملياتي لكل محور منهما.

 

ودعت الأحزاب والتنظيمات السياسية السلطة المحلية وقيادة وزارة الدفاع ومجلس القيادة الرئاسي إلى إيقاف الممارسات الجبائية للواء الرابع في المحافظة.

 

وأكدت على ضرورة تدخل مجلس القيادة الرئاسي لإيقاف انتهاكات اللواء الرابع لحقوق المواطنين خارج القانون، بالتوجيه إلى الجهات المعنية بسرعة الكشف عن مصير المخفيين قسراً في سجون اللواء، ونقل المعتقلين من سجون اللواء الرابع مشاة جبلي إلى سجن النيابة بعدن، تنفيذاً للأوامر القضائية الصادرة عنها.

 

كما عبّرت عن إدانتها للغة الترهيب والتهديد التي وردت في البيان، من خلال الحديث عن مفخخات ومخططات لتنفيذ عمليات تفجير واغتيالات بالتزامن مع الفعاليات الاحتجاجية في التربة، معتبرةً أن هذا الربط يفضح سعي محور طور الباحة إلى بث الرعب في نفوس المواطنين المحتجين على المظالم والانتهاكات التي لم تجد طريقها إلى العدالة، محمّلةً إياه المسؤولية الكاملة عن أي انتهاكات قمعية قد تطالهم في المستقبل.

 

وأكدت على الحق القانوني والدستوري للمواطنين في التظاهر والتجمع السلمي والاحتجاج بالطرق والوسائل المدنية والحضارية السلمية، وأنه لا يحق لأي جهة أو سلطة مصادرة هذا الحق الدستوري والديمقراطي.

 

وقالت الأحزاب والتنظيمات السياسية إن ما صدر في بيان محور طور الباحة المشؤوم لا يعدو كونه محاولة يائسة تستهدف تقويض الفضاء السياسي المدني الديمقراطي الذي ميّز محافظة تعز كحاضنة ورافعة للعمل السياسي والمدني والشعبي الديمقراطي الهادف إلى الإصلاح والتغيير المعزّز لدور وسيادة الدولة واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، مؤكدةً أنه ليس من حق أي جهة وضع قيود على حق التنقل والاحتجاج المدني في إطار المحافظة.

 

وذكرت الأحزاب والتنظيمات أنها طالعت نفي محافظ محافظة تعز لأي علاقة للمحافظة بذلك البيان، وعدم صحة ما ورد فيه عن ترؤسه اجتماع اللجنة الأمنية في المديرية، معبّرةً عن استغرابها من عدم مطالبته بالتحقيق فيما ورد في البيان من اتهامات طالت أشخاصاً ووجاهات اجتماعية وفعاليات شعبية، والزج بوحدات يُفترض أنها تنتمي للمؤسسة العسكرية لتقف على الضد من الإرادة الشعبية، لتكون عاملاً مهدداً للسلام المجتمعي ومصدراً لبث الرعب بين المواطنين.

 

وحذّرت من أي حملة اعتقالات أو أي ممارسات غير قانونية تجاه أي مواطن على ذمة ممارسة حقه في الرأي والتعبير وحق التجمع السلمي، محمّلة السلطة المحلية مسؤولية ذلك، كما حذّرت من أي إجراءات تُقيّد من حق التجمع السلمي.

 

وأكدت الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تعز، وطوال العقود السابقة، قدّمت نموذجاً في صيانة حق الرأي والتعبير والتجمع السلمي ميّزها عن سائر المحافظات الأخرى، موضحةً أن العمل المدني والسلمي وحرية التعبير كان وما زال ويجب أن يستمر لتقويم أداء السلطات وتعزيز دورها المؤسسي والسيادي، كتعبير عن أهمية تظافر الجهود بين المكونات السياسية ومؤسسات الدولة بما يخدم تطلعات أبناء المحافظة.

 

وأهابت بكل النشطاء والفاعلين والإعلاميين لانتهاج خطابٍ رشيدٍ ورصينٍ ومسؤولٍ يخدم الحقيقة وتطلعات أبناء المحافظة واليمن عموماً، من أجل استعادة مؤسسات الدولة القانونية، ومكافحة الفساد، وتوفير بيئة آمنة للتنمية والاستقرار.

 

*ارتياح شعبي لبيان أحزاب تعز بعيداً عن الإصلاح*

 

في السياق، عبّر مراقبون وناشطون عن حالة ارتياح شعبي من البيان، ووصفوه بأنه من البيانات المشتركة القليلة التي جاءت بهذه الحدة والوضوح والشجاعة في الطرح، مُعبّراً بصدق عن صوت الشارع.

 

وأكدوا أن غياب حزب الإصلاح وتفريخاته الحزبية عن التوقيع على البيان منحه قدراً أكبر من التوازن والموضوعية، وجعله يُعبّر بصدق عن الموقف السياسي العام في محافظة تعز، بعيداً عن الحسابات الحزبية الضيقة.

 

وشددوا على أن أحزاب وتنظيمات تعز أثبتت أنها أكثر انسجاماً ومسؤولية عندما يغيب عنها حزب الإصلاح وتفريخاته الحزبية، مشيرين إلى أن بيانها عبّر عن وعيٍ سياسيٍّ ناضجٍ وانحيازٍ للشارع بعيداً عن الاصطفافات الحزبية الضيقة، مما جعل صوتها أقرب إلى نبض الشارع وهموم أبناء المحافظة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس