الإنـكـسـارالـعـربـي بـيـن هـزيـمـتـيـن !! الـجـمـاهـيـر هـي الـقـائـدة وصـاحـبــة الـنـصــر (الحلقة الثالثة)
الخميس 16 يونيو 2022 - الساعة 12:22 صباحاً
نبيل أمين الجوباني
مقالات للكاتب
الجماهير العربية في مصر ، وفي كل البلاد العربية بخروجها بعد خطاب التنحي تحديداً مؤكدةً رفضها للهزيمة التي وإن حققت للعدو مبتغاه العسكري في المباغتة وفي إدارة المعركة من طرفٍ واحدٍ فقط وبمساندات لوجستية واستخباراتية أمريكية، لكن الجماهير العربية بثقتها بزعامة مصر التاريخية وقيادة عبدالناصر قادرة على استئناف دورها ومواصلة مشوار تَحَدِّيهَا باستكمال معركة الوجود وتحقيق الانتصار ورافضةً نتائج المعركة ، وإنها وإن خسرت بعض جولاتها فإن المعركة مستمرة ولم تنتهي ولم تخسرها بعد وبأن الحرب دول .
خروج الجماهير افشل كل مرامي ومخططات العدو المحتل الغاصب ، ومن يقف خلفه، ولها الفضل في تفويت هذه الفرصة بل وتحويل إنفعالاتها إلى طاقةٍ جبارةٍ تقف خلف القائد تسندهُ وتمنحه ُ من الإرادة والعزم والتصميم على استكمال المعركة ، واستعادة دفة البناء والقيادة وتصويب مسارات المعركة التي تبدأ بخلق الإرادة وامتلاك الأداة وإعادة بناءها على أسس ٍ علميةٍ سليمة ٍ وتحديد الهدف واثبات الوجود في معركة الوجود نكون أو لا نكون.
وقد أكدت جماهيرنا العربية على واحدية المعركة وواحدية الموقف والمصير ، وعلى واحدية القيادة ، وبأن المعركة ليست معركة مصر وحدها بل معركة الوجود العربي كله من المحيط إلى الخليج .
وأن خسارة مصر هي خسارة لكل الأمة ، و تنحي ناصر هو نهاية للمعركة واستلاب حقيقي لهذه الكينونة العربية المتوثبة.
أخـطــــاء لا خـطـــايـا
الأخطاء واردة في أي عملٍ لكن لايمكن القول بأي حال من الأحوال أن الانكسار العربي الذي تعاني منه امتنا_ في امسها وحاضرها وغدها _ هي من نتاجات الخامس من حزيران 1967م كما يطرح كثيرون ، وليست الزعامات الكرتونية التي تقود عالمنا العربي هي من نتاجات تلك النكسة ، أو أن القضية الفلسطينية ضعف موقفها أو تم تصفيتها بعد النكسة أو بسببها !!
اي منطق يقبل هذه الأحكام وهذا التسويق التعسفي المدفوع من قبل دوائر المستعمر وذيولها في المنطقة لاسيما ذلك النظام الذي أعقب مرحلة عبدالناصر .
فعبدالناصر نذر حياته كلها من أجل أمته و خير شاهدٍ على ذلك قيادته لاحتواء الصدع العربي بين الفلسطينين والأردنيين مثلاً فيما عرف بـ ( أيلول الأسود ) !!
أفيكون الرجل سبب الكوارث التي حلت بالعرب؟
لم يكن الخامس من حزيران 1967م هو سبب الكوارث التي حلت بالأمة لا سابقاً ولا لاحقاً ، ولا كان سبباً في ذاك الشرخ أو الانكسار العربي على مستوى النخب والحكومات والساسة والمثقفين بل على العكس من ذلك تماماً كما يقول نزار قباني :
ليس حزيران سوى يومٍ من الزمان.. واجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانِ
لقد كانت نكسة الخامس من حزيران بسبب النظام السوري حينها ، والذي مارس بمعية النظام الأردني سياسة المزايدة على النظام المصري عشية المعركة !!
في حين أن النظام المصري أغلق خليج العقبة ومضايق تيران ، واخرج هيئة الطوارئ الدولية من سيناء ليستعيد سيادته الوطنية على أرضه ومياهه الإقليمية وكانت هذه التحركات قد سبقتها تصريحات نارية في بدايات شهر مايو/آيار ( تقريباً ) من رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بعزمة احتلال الجولان وتغيير النظام السوري ، فكانت التحركات المصرية تلك استعداداً للمعركة ونصرةً للشعب العربي السوري الشقيق .
لسنا في مقام السرد التاريخي للنكسة أو هزيمة 5 يونيو/ حزيران 1967م وأسبابها وآثارها فذاك موضوع شائكٌ حتى بعد مرور 54 سنة على أحداثها ، ولعل وثائق هذه النكسة أو قل الهزيمة لم تتكشف حتى الآن ، ولا استبعد ثمة خيانة في الموضوع ، وأن مراكز القوى ضالعة فيها، وكثير من الملابسات تشير إلى المشير عامر الذي كان القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الحربية حينها شمس بدران الذي يعتبر أحد رجالات المشير /عامر، كما أن أوامر انسحاب الجيش بدون غطاء هو الهزيمة برمتها ، وخلَّفت ما يربو عن عشره الف شهيد واسير بين ضابط وصف وجندي ومدنين بحسب مصادر ، و تدمير نحو 80 % من القوات رغم استعداد الجيش المبكر لتلقي المبادءة أو الضربة الأولى والتي ( قُدِّرَت ) نتائجها بـ 20 % من القوات !! .
ولعل متابعة لوقائع المؤتمر الصحفي العالمي للرئيس /عبدالناصر في 28 مايو 1967 م بمعية وزير خارجيته ووزير الإرشاد القومي اي قبل نحو اسبوعٍ واحدٍ من النكسة أو الهزيمة ، والتي حضره أكثر من 160 صحفي من مراسلي كبريات الصحف والاذاعات والمطبوعات الإعلامية من جميع أنحاء العالم وفيها ترى حجم الثقة والاستعداد والتأهب … كان ذلك قبل النكسة بإسبوعٍ واحدٍ فقط .
فماذا حدث في 5 يونيو / حزيران 1967م ؟ موضوع هذه التناولة ليس الرد على هذا التساؤل المشروع رغم أن كثير من أسرار الحدث / النكسة لم تتكشف بعد حتى الآن !!
يتبع ....