الشعيبي على طريقة المخلافي .. نهاية غامضة تُثير الشكوك بتخلص الإخوان من أدوات الجريمة المنظمة بتعز
الخميس 13 نوفمبر 2025 - الساعة 11:12 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

بشكل غامض اثار الشكوك ، كشفت مصادر أمنية في تعز العثور اليوم الخميس على المدعو / مجاهد الشعيبي، أحد المقربين جداً من القيادي الإخواني الشيخ حمود المخلافي، مقتولًا داخل معتقل الأمن السياسي في محافظة تعز.
الرواية التي نشرها إعلام مقرب من جماعة الاخوان حول الحادثة ، زعمت بان الشعيبي أقدم على الانتحار شنقًا بحبل داخل زنزانته ، الا أن هذه الرواية اثارت الشكوك حول صحتها.
وما زاد من الشكوك حول الأمر ، هو ما نشره شقيق مجاهد ، عمران الشعبي على صحفته في منصة "فيس بوك" من منشورات تعليقاً على الحادثة ، بدأها بمنشور مقتضب حمل فيه الأمن السياسي "المسئولية الكاملة".
الشعيبي أحد عناصر الحراسة المقربين من الإخواني حمود المخلافي، وتولّى مهمة تأمين شركة شعاع الشارقة التابعة له ، جرى توقيفه على خلفية الاشتباه بتورطه في اغتيال العقيد عبدالله النقيب، الذي قُتل بعبوة ناسفة في شارع جمال وسط مدينة تعز ، في أغسطس الماضي.
وهو ما ينفيه شقيقه عمران ، في منشوراته على صفحته في منصة "فيس بوك" ، قبل 10 أيام ، أكد فيها عدم وجود قرار اتهام من النيابة ضد شقيقه في قضية اغتيال الضابط الأمني ، مؤكداً براءته من هذه التهمة.
وفي منشوراته عقب الإعلان عن انتحار الشعيبي داخل سجن الأمن السياسي ، يكشف عمران الشعيبي وجود قرار وشيك بالأفراج عن شقيقه مجاهد لعدم وجود أي إدانة ضد ، معتبراً ان الحديث عن انتحاره هي إشاعة سبق وان تم الترويج لها " لكي يتم تنفيذ المهمة بذريعة انتحر" ، حسب قوله دون إيضاح أكثر.
اللافت كان مشاركة شقيق الشعيبي لمنشور على صحفته في "الفيس بوك" ، يُقدم رواية مختلفة عن وفاة مجاهد وتنفي مزاعم انتحاره ، وتتحدث عن تعرضه لوعكة صحيحة شديدة مؤخراً وصلت حد ان يتقيأ دماً ، دون ان يتم اسعافه من قبل سلطات السجن.
وبعيداً عن صحة ما يقوله شقيق مجاهد ، الا أنه يُثير شكوكاً كبيرة حول الرواية المتوفرة حالياً والصادرة عن الاخوان بانتحاره داخل السجن ، بالنظر الى وجود حوادث سابقة وايضاً الى ملابسات أخرى ، تجعل من الأمر عملية تصفية لإخفاء حقائق حول جرائم جسيمة.
فالرجل ارتبط اسمه بقضايا عديدة وملفات حساسة تعمل لصالح جماعة الاخوان ، حيث ورد أسمه ضمن تحقيقات حول قضايا تتعلق بالدعارة والابتزاز التابعة لجماعة الإخوان في تعز، إلى جانب قضايا أخرى تتراوح بين التصفية والاختطاف والنهب.
في حين ان الحادثة ، تُعيد التذكير بالنهاية المثيرة للجدل للمدعو محمد صادق المخلافي المتهم الرئيسي في جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة بتعز افتهان المشهري في سبتمبر الماضي ، والتي فجرت موجة الغضب الشعبي ضد جرائم الانفلات الأمني
فبعد أقل من أسبوع على الجريمة ، أعلنت إدارة الأمن بتعز مقتل محمد صادق المخلافي المشهور بـ "الباسق" خلال اشتباكات مع رجال الأمن في حي الروضة وسط المدينة ، وزعمت بأنه قاوم الحملة الأمنية التي توجهت للقبض عليه.
فعقب الإعلان عن مقتل "الباسق" ظهرت مقاطع مصورة له قام بتسجيلها بعد ارتكابه لجريمة اغتيال المشهري ، كشف فيها أن القيادي الإخواني محمد سعيد المخلافي شقيق القيادي الاخواني النافذ حمود سعيد المخلافي هو من وجهه بعملية الاغتيال.
الا أن روايات وأدلة ظهرت لاحقاً، وشككت في رواية الأمن بمقتل "الباسق" جراء الاشتباك معه ، وأهمها الرواية التي قدمها حمود سعيد المخلافي نفسه الى موقع قناة "الجزيرة" حول تفاصيل مقتل "الباسق" ، كشف فيه بأنه تعرض لإصابة في القدم منعته من التحرك وانه لقى حتفة بـ "طلقة قناص" في الرقية.
رواية حمود سعيد بإصابة "الباسق" قبل مقتله ، يُضاف لها ما كشفه التقرير الجنائي للطبيب الشرعي لفحص جثة "الباسق" والذي أكد بأن الإصابات القاتلة التي تعرض لها كانت من مسافة قريبة بعضها أقل من متر واحد.
روايات ودلائل تُشير الى أن المتهم بجريمة اغتيال المشهري تعرض لعملية تصفية مخطط لها من قبل من استخدمه لجريمة الاغتيال ، وهو ما يبدو ان تكرر اليوم مع المدعو / مجاهد الشعيبي ، في حوادث تكشف أسلوباً خاصاً تمارسه سلطة الاخوان بتعز للتخلص من أدواتها المنفذة للجريمة المنظمة.














