لايليق بحزب او سلطة في الألفية الثالثة ممارسة جرائم الاختفاء القسري !
الخميس 16 يونيو 2022 - الساعة 07:30 مساءً
أحمد طه المعبقي
مقالات للكاتب
الإهداء : لسجناء الرآي السياسي أيوب الصالحي واكرم حميد بمناسبة الذكرى السادسة من اخفائهما .
اغرب مافي اليمن بأن بعض المكونات السياسية والمجتمعية التي خرجت في عام 2011م تطالب بدولة مدنية ودولة المواطنة وإصلاح العملية الديمقراطية وإنهاء الظلم الجائر ، هذه المكونات للأسف أصبحت اليوم سلطات للأمر الواقع تتقاسم اليمن بالشراكة مع القوى التي خرجت تثور عليها بالأمس ..
الغريب في الأمر بان هذه المكونات كانت تدعي بانها الحامل لثورة التغيير السلمي واليوم صارت مليشيات مسلحة تحكم اليمنيين بالحديد والنار ، وجرائمها تجاوزت النظام التي ثارت عليه ، حيث بلغت انتهاكاتها في أوج بشاعته ، منها جرائم اختطافات واخفاء قسري ونهب للممتلكات العامة والخاصة ، وامتهان لكرامة الإنسان وحريته بشكل عام .
نستطيع القول بأن ماترتكبه السلطات اليمنية الحالية، من جرائم وانتهاكات ، لم يجرؤ عليه اي نظام عربي في الدول التي اندعت فيه ثورة الربيع العربي ، برغم من بشاعات الانظمة العربية قبل ثورة الربيع العربي..
إلا انه هذه الأنظمة العربية بعد حلول الألفية الثالثة والقرن الواحد العشرين عملت للحد من انتهاكات حقوق الإنسان ، والتخلي عن جرائم الاختفاء القسري من قاموس حكمها ، ادراكا منها بأن الاخفاء القسري لايليق ممارسته من قبل اي حزب حاكم او سلطة حاكمة، مع بروز قيم ومبادئ حقوق الإنسان بحلول الألفية الثالثة..
لكن المشكلة تكمن بالسلطات اليمنية الدينية اللاهوتية المتصارعة التي تتقاسم اليمن اليوم الى مربعات وقطاعات ، لازالت هذه السلطات تعيش خارج التاريخ وتريد تحكم اليمن بعقلية القرون الوسطى .