الإنـكـسـارالـعـربـي بـيـن هـزيـمـتـيـن !!.. ثـــــورة مـضـــادة (الحلقة الرابعة)

الجمعه 17 يونيو 2022 - الساعة 01:35 صباحاً

 

ومع ذلك ندرك ونعي حجم المؤامرة التي كانت على عبدالناصر القائد والمشروع وعلى مصر ودورها المحوري في المنطقة  سيادةً  وريادةً . 

 

وهو ما كشفه السادات الذي أعلن في أول خطاب له أمام جماهير الاتحاد الاشتراكي( كلنا عبدالناصر وكلنا مشروع جمال عبدالناصر ) بعد أن رفعت فيه صور عبدالناصر ، وهتفت ( ياسادات ياسادات عبدالناصر سبنا ومات ) ، وبعد أقل من عام من ذلك انقلب السادات على عبدالناصر ومشروع عبدالناصر ورجال عبدالناصر ، وعلى كل ماله علاقة بعبدالناصر ، ووصل الأمر إلى  الزج بالشباب الجامعي الناصري في المعتقلات ، وبقيادات من العيار الثقيل أبرزها وزير الحربية القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول / محمد فوزي  وكثيرين غيره..

 

 وليس ذلك وحسب بل اخرج الإرهابيين من المعتقلات في صفقة ابرمها معهم ومع مرشدهم التلمساني  لتشويه عبدالناصر ، ورأينا  كماً هائلاً من الأكاذيب والافتراءات وحملات التشويه والتضليل الإعلامي ، وكان السادات المدعوم غربياً هو ممول ماكينات الإعلام التي امعنت في التشويه والتضليل بل وفي محاولاتها المستميته في تهشيم صورة عبدالناصر، وهي الحملة التي  بدأت من يومها ولم تنتهي حتى اليوم  وكل ماحدث من تجريف وتحريف  ليس فيه أي تقويم أو  تقييم موضوعي مجرد لنظام عبدالناصر..

 

  وكل هذا الاستهداف الممنهج كأن بأيدي ساداتية ورجعية وغربية ، واكبر دليل على  أن حملة  التهشيم والتشويه  هذه انطلقت بعد وفاة عبد الناصر بأيامٍ فقط ، وبدا واضحاً انها جزء من حملات ٍ سياسيةٍ مدروسة ٍ وممنهجة ٍ يقف خلفها كلاً من  امريكا واسرائيل ورجلهم السادات والرجعية العربية ،  وليس أدل على ذلك من إطلاق السادات لسراح الصحفي  / مصطفى أمين وهجومه على عبدالناصر ومرحلته وإنجازاته وشعاراته..

 

من  خلال صحف الرجعية النفطية حينها ، ومعروف أن الصحفي / مصطفى أمين  مرتبط بدوائر الاستخبارات الأمريكية وبدلائل دامغةٍ  فما معنى  إطلاق سراحه وتمكينه من صحف الدولة المصرية  الأخبار والجمهورية  مثلاً  والمصور ووو الخ !!؟

 

وكانت مؤشرات الثورة المضادة قد تأكدت جلياً انها ماضية في اجتثاث ومحاكمة مرحلة عبدالناصر وتاريخه. 

 

    و حـتـــى لا نـنـســى 

 

يقول عبدالناصر  : ( إن الآلام العظيمة تصنع الأمم العظيمة  إن هي وعت وتعلمت  ) .

وحتى  لا ننسى يجب أن نُذَكِرَ أن خطة إسقاط نظام عبدالناصر كانت موجودة من العام 1954م ، من قِبَل الأمريكان  والإنجليز وبتواطؤٍ وتعاون ٍ كثير من القوى المحلية في مصر ( الإخوان والأسرة المالكة والوفد والاقطاعيين ). 

 

والتقت معهم دولة الكيان المحتل (  إسرائيل ) بعد العدوان الثلاثي 1956م  وبشهادة قأداتهم  انهم يستعدون لمواجهة مصر سنة 1957 م. 

 

إن النكسات التي مرت بها أمتنا منذ  النصف الثاني للقرن العشرين ، والتي تَجَلّتْ  في نكسة 5حزيران/ يونيو 1967م  ، وما تلقته الأمة من هزيمةٍ عسكريةٍ  كانت كفيلة بأن تقضي على أحلام أمة ، وطموحات شعب ، ومكتسبات أجيال  .

 

 لكن هذه النكسات جعلت الثورة العربية  أكثر قدرة وتحدي في مواجهة أسباب الهزيمة والفشل ، وتبعات ذلك  ، وإعادة تصحيح صفوفها من كل ما علق بها من عناصر السلبية والوصولية والانتهازية الثورية ، وكان للجماهير  العربية أن منحت القيادة التاريخية في أحلك الظروف ،  وأصعب المواقف  دفقات  من العزم، وتجديد الثقة  في الوقوف مجدداً  على قدميها، وتصحيح مسار الثورة، وإعادة البناء على أسس أكثر صلابة وثورية. وظلت الثورة مستمرة، وأحدثت تغييراً في موازين  الثورة العربية  .

 

 وبعد رحيل القائد المعلم / جمال عبدالناصر ، وتحديداً سنة 1971 م  تعرضت الجماهير العربية  بنكسة أخرى  أصابت الثورة العربية في مقتل  في كبوةٍ لم  تفق منها  أمتنا  حتى يومنا هذا   .

 

  ولعل موازنة عادلة بين النكستين ( 1967م  و 1971 م  ) كفيل  بإيضاح  كثير من حقائق  ماحدث في النكستين  : -

 

فهل كان لغياب  القيادة التاريخية  ممثلة بالقائد المعلم  / جمال عبدالناصر، في أحداث النكسة الثانية  1971 م  هو ماجغل أمتنا العربية وجماهيرها العريضة  في حالات موات  ،  وغياب تام لفعاليتها  في مواجهة الثورة المضادة عليها  ، وعلى خطى ثورة 23 يوليو الناصرية  ؟

 

قد يكون ذلك حقيقيةً أو  فيه  بعض  الحق،  لكنه  ليس  كل الحق  أو الحقيقة  .

 

  فالثورة المضادة  1971م، مروراً بحرب أكتوبر 1973م  وصولاً إلى  انتفاضة يناير 1977م  تؤكد  أن قوى الردة الساداتية  كانت تعمل بإحكام  ليس ضد  القيادة التاريخية  وحسب ، ولكن  ضد الثورة  ، وقيمها  ومكتسباتها  ، وضد قواها الثورية تحديداً  .

 

مؤامرة اشتركت فيها  قوى وأطراف محلية برعاية السادات وتجاوزتها  إلى الإقليمية والدولية  .

 

كما أن منهج التعامل بين  النكستين  جماهيرياً حولت  الهزيمة العسكرية في 5حزيران /يونيو  1967م  إلى تحدٍ  جادٍ  وفاعل ٍ لإعادة ترتيب الصفوف  وتصحيح  الأدوات  وإعادة بناء القوات المسلحة ، والالتفاف حول القائد  ،  ومنحه طاقة غير عادية  من الثقة والاقتدار  .

 

وتجلى ذلك في السنوات التالية للنكسة حتى  وفاة عبدالناصر _ رحمة الله تعالى عليه _ وهي سنوات حرب الاستنزاف. 

 

 وكان النصر في معاركه التالية للنكسة، والتي أسست لجيشٍ وطنيٍ مبنىٍ على المنهجيةِ العلميةِ والتي أسست لنصر السادس من أكتوبر 1973م العظيم .

 

أما كان عبدالناصر ومشروعه من بعده يمثل تهديداً حقيقياً للأنظمة الرجعية والاستعمار ولدولة الكيان المحتل (  إسرائيل ) !؟

 

فأي انكسارٍ عربى ٍ وقد شهدت مرحلة حكمه - رحمة الله عليه - أبهى وأزهى  الأزمنة وأفضل عصور التقدم والإبداع في شتى المناحي ، وعلى المستوى السياسي كان الموقف العربي في أوج وأقوى مواقفه ، وما مؤتمر قمة الخرطوم الذي عقد بعد النكسة أو الهزيمة  في عام 1968م  ومخرجاته إلآ  خير دليلٍ على استمرارية المعركة مع دولة الكيان الغاصب ومقارعة الاستعمار والهيمنة ، وان الصراع العربي معها هو صراع وجودٍ لا صراع حدودٍ ، وان الموقف العربي  واحد  لا صلح  و لا تفاوض ولا اعتراف بهذا الدخيل على أرضنا العربية. 

 

 ويروي الإعلامي مجدي الجلاد في مقاله له واصفاً زيارة ناصر للسودان الشقيق وكيف أن الشعب السوداني خرج مستقبلاً عن بكرة أبيه الزعيم / عبدالناصر في قمة الخرطوم 1968م بشكلٍ  غير مسبوق ٍ جماهيرياً ، وهو الأمر الدي دفع بصحيفة ( النيوزويك ) أن تكتب مانشيتاً عريضاً على صدر غلافها (  هذه أول مرةٍ  يُقَابَلُ المهزوم ُ  بأكاليلِ  الغار من جماهيرِ أمتِهِ )!! 

 

 ولقد مثَّل الزعيم الرَّاحل  عبدالناصر لهذه الأمة أملاً وطوق نجاة ٍلشعوبها ولغيرها من الأمم والشعوب المقهورة الواقعة تحت نير الاستعمار وذيولها من الحكام والانظمة. 

 

 وكيف أن عبدالناصر  تحوَّلَ إلى قائد ٍ لهذه الجماهير وتلك الشعوب على امتداد الوطن العربي الكبير. 

 

وكيف أن عبدالناصر  تحوَّلَ إلى قائد ٍلهذه الجماهير وتلك الشعوب على امتداد الوطن العربي الكبير قبل النكسة فكيف بعدها ، وقد رأينا شعوب وطننا العربي الكبير تخرج  لشوارع عواصمها ومدنها   رافضة  تنحيه  من ناحية ، وتطالبه بالعدول عنه وإكمال مشوار البطولة والكرامة والعزة والنصر. 

 

خرجت عن بكرة أبيها ترفع صوره وتهتف باسمه ( ناصر  ناصر ناصر  ) في دلالة على ثقتها المطلقة به في أشد المواقف واصعبها واكثرها حساسية ، وحتى في الهزيمة لا في النكسة !! 

 

 لقد مثَّل َ عبدالناصر حالةً فريدةً في علاقته مع شعوب أمته العربية  وكذلك في علاقتها هي به في ( ظاهرة ) لم تتكرر ولن تتكرر ، وهو المسكون بعروبته ، المعتز بقوميته ، المؤمن بقضايا أمته . 

 

وبخطاب ٍ واحدٍ منه يلهبها ويحركها ويقودها ويوجه خطاها بل ويرسم لكل المقهورين في العالم واحرارها حطى الثورة والكرامة والمقاومة والاستقلال ، ولعل في إسقاط ( حلف بغداد ) 1958م دليل ٌدامغٌ على تلك الثقة المطلقة بينه وشعوب أمته ، وهو ما تخشاه قوى الإمبريالية والاستعمار وحلفائها في المنطقة فاستخدمت ضده كل المكائد والحيل ، وشنت حملاتها المضللة ودعايتها الصفراء ، وحاكت ضده الدسائس والمؤامرات ، و زرعت في طريقه الألغام ، وبثت السموم واخترقت من حوله الأقزام ، وبدأ واضحاً في مشروع الخيانة في نكسة الخامس من حزيران ، أو ظهر جلياً  في الانقلاب عليه وعلى مشروعه بعد وفاته بعام ، من قبل من صرح بأن 99% من اللعبة في أيدي سادته الإمريكان ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ).

 

       يتبع ....

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس