هجمات مليشيا الحوثي تُعرقل مشاريع دولية لمد كابلات الإنترنت في البحر الأحمر
الخميس 20 نوفمبر 2025 - الساعة 09:53 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

كشفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية عن عرقلة عدة مشاريع للكابلات البحرية المقرَّر أن تمر عبر البحر الأحمر بسبب الهجمات التي شنتها مليشيا الحوثي الإرهابية في المنطقة منذ عامين.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن شركة "ميتا بلاتفورمز" خططت في عام 2020 لإنشاء كابل "أفريقيا2"، وهو نظام كابلات بحرية يمتد على طول 45,000 كيلومتر (28,000 ميل)، بهدف تحسين الاتصال عالي السرعة حول القارة الأفريقية.
ومع استعداد الشركة وشركائها للإعلان عن اكتمال المشروع، ما يزال الجزء المهم الذي يمر عبر البحر الأحمر غير مُنجز بعد مرور خمس سنوات.
وأوضح متحدث باسم "ميتا"، التي تتزعم تحالف شركات الاتصالات المطوِّرة للكابل، أن الجزء الجنوبي من البحر الأحمر لم يُبنَ بعد بسبب "عدة عوامل تشغيلية، ومخاوف تنظيمية، ومخاطر جيوسياسية".
كما تأخرت أعمال تطوير كابل "بلو-رامان" المدعوم من شركة "غوغل" في المنطقة، حسبما أفاد متحدث باسم الشركة، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وتشمل الكابلات الأخرى التي لم تُفعَّل بعد في البحر الأحمر كابلات (India-Europe-Xpress) و(Sea-Me-We 6) و(Africa-1)، في حين امتنعت شركات الاتصالات المعنية عن التعليق أو لم ترد.
وفي نموذج لهذه الأزمة ، باعت شركة "أكوا كومز" (Aqua Comms) الأيرلندية المتخصصة في الكابلات البحرية الشركةَ في يناير الماضي بخصم، مشيرة إلى مشاكل منها "التأخير غير المحدد" لكابل (EMIC-1) التابع لمشروع "أفريقيا2"، بسبب "النزاعات المستمرة في البحر الأحمر"، وفق ما ورد في ملف رسمي للشركة.
وتُعد الكابلات البحرية الضوئية التي تُمد على قاع البحار الوسيلة الأسرع والأكثر استخدامًا لنقل البيانات عبر القارات، إذ تحمل نحو 95% من حركة الإنترنت العالمية عبر حوالي 400 كابل.
ويُعد البحر الأحمر تاريخيًا الطريق الأكثر مباشرة وتكلفة منخفضة لربط أوروبا بآسيا وأفريقيا، إلا أن عمليات البناء فيه معقدة لأنه منطقة نزاع، ويتطلب الحصول على التصاريح تفاوضًا حساسًا.
وشهدت المنطقة على مدار العامين الماضيين هجمات صاروخية متكررة من الحوثيين المدعومين من إيران، ما اضطر السفن التجارية للالتفاف لمسافات طويلة، وعطّل عمل السفن المتخصصة في مد وصيانة الكابلات.
وبينما يمكن للسفن التجارية التحايل بسرعة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا لتجنب الهجمات الصاروخية، فإن الكابلات البحرية تُخطط عادة قبل سنوات من تركيبها، ويصعب جدًا مدّ كابل في البحر الأحمر دون تصريح يتطلب تفاوضًا طويلًا بين الفصائل المسيطرة على المضيق، إلى جانب المخاطر الأمنية التي تواجه سفن الكابلات وطاقمها.
















