حاوره:  نيزان توفيق

 

◼️في ظل ظروف الحرب التي ألقت بظلالها على البلاد استطاع فرع جامعة تعز في التربة (جنوب المحافظة) ترسيخ حضوره كمؤسسة تعليمية صامدة، تحافظ على ديمومة التعليم وتواصل التوسع الأكاديمي ، رغم شح الإمكانات وموازنة حكومية لاتتجاوز 28مليون ريال.

 

وعلى أعتاب مرحلة جديدة قد تشهد تحول الفرع إلى جامعة مستقلة، يفتح نائب رئيس جامعة تعز لشؤون فرع التربة الدكتور أحمد الرباصي، قلبه في هذا الحوار الخاص ليكشف أبرز محطات الصمود وجهود التطوير ومشروع التحول نحو جامعة مستقلة الذي يقترب من التحقق .

 

¤ د.الرباصي: حقق فرع التربة توسع أكاديمي نوعي رغم موازنة تشغيلية ضعيفة.

 

¤ مؤشرات النمو الأكاديمي والبنية التحتية تؤهلان فرع التربة للتحوّل إلى جامعة مستقلة.

 

■ بداية بعد 11 عاماً من الحرب، كيف تمكن فرع جامعة تعز بالتربة من الاستمرار دون توقف؟

 

◼️◼️في البداية اود التوضيح ان فرع جامعة تعز بالتربة يتكون من أربع كليات ومركز ، هي : كلية التربية والعلوم والآداب، كليه الادارة ونظم المعلومات، كلية العلوم الطبية والصحية، كلية الحاسبات وتقنية المعلومات، ومركز خدمة المجتمع نظام ثلاث سنوات إلى جانب وحدة التأهيل والتطوير الأكاديمي ووحدة التدريب والتأهيل والاستشارات ودائرة للدراسات العليا والبحث العلمي بعدد (17) ومعامل طبية ومختبرات وصيدلانية وتربوية وحاسبات عدد (14) معمل تطبيقي ، ولهذا كانت التحديات التي واجهها فرع الجامعة كبيرة، أبرزها انقطاع الموازنة الحكومية لسنوات طويلة، واضطررنا خلالها للاعتماد على الموارد الذاتية المحدودة ورسوم الموازي. ومع ذلك، وبفضل دعم قيادة الجامعة ممثلة برئيسها أ.د.محمد الشعيبي، ومساندة المجتمع لم تتوقف العملية التعليمية ليوم واحد.

ويضيف: حالياً يخدم الفرع 4504 طالباً وطالبة، ويعمل فيه 134 عضواً في هيئة التدريس و120 موظفاً رسمياً ومتعاقداً، وهو رقم كبير إذا ما قورن بحجم الدعم الذي نحصل عليه كموازنة تشغيليه حكومية لايتجاوز 28مليون ريال .

 

■ ما الدور الذي لعبه رئيس الجامعة الدكتور محمد الشعيبي في دعم الفرع خلال هذه السنوات؟

 

◼️◼️ يمكن القول إن ما تحقق في فرع التربة خلال السنوات الماضية مرتبط بشكل مباشر برؤية ودعم رئيس الجامعة أ.د. محمد الشعيبي. منذ يومه الأول، كان أول رئيس جامعة يمنح الفرع استقلالاً مالياً وإدارياً واسعاً، وصلاحيات مباشرة مكّنتنا من التحرك بثبات وتنفيذ الكثير من المشاريع.

ويستدرك د.الرباصي قائلاً : الأهم من ذلك أن الدكتور محمد الشعيبي تبنى فكرة تحويل فرع التربة إلى جامعة مستقلة وأشرف على اعداد دراسة متكاملة بذلك. وقد أوصل الملف إلى قيادة المحافظة، ورؤساء الوزراء السابقين، وصولاً إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي الذي أبدى اهتماماً كبيراً بالفكرة.

ونأمل أن يرى قرار التحويل إلى جامعة مستقلة النور مع مطلع العام المقبل، فهذا هو استحقاق طبيعي لحجم الفرع وقدرته الأكاديمية والبشرية.

 

■ دعنا ننتقل إلى الجانب الأكاديمي ، ما أبرز التخصصات الجديدة التي افتتحها الفرع ؟

 

◼️◼️في كلية العلوم الطبية والصحية افتتحنا قسم الصيدلة ونعمل حالياً على استكمال إجراءات فتح برنامج طب الأسنان . وأضفنا تخصص الأمن السيبراني في كلية الحاسبات وتقنية المعلومات .

وتخصص الترجمة الانجليزية في كلية التربية والآداب والعلوم.

اما في مركز خدمة المجتمع نظام ثلاث سنوات افتتحنا دبلوم فني أسنان ودبلوم القبالة والتوليد.

 

■ وماذا عن برامج الدراسات العليا والبحث العلمي ؟

 

◼️◼️للفرع دائرة دراسات عليا لها كامل الصلاحيه والدعم ولها مجلة علمية محكمة حصلت على تصنيفات عربية متقدمة ، والعام الماضي دشنا برنامج الدكتوراه في عدد من التخصصات التربوية والتحق به 14 طالباً وطالبة كدفعة أولى.

ومنحنا خلال السنوات السابقة شهادات الماجستير في التخصصات التربوية المختلفة والانسانية لتخصصات المحاسبه وادارة الاعمال التي تم تدشينها هذا العام .

حالياً نعمل نحو استكمال إجراءات فتح برامج ماجستير في علوم الحاسوب والرياضيات واللغة الإنجليزية .

 

■ المعامل التطبيقية تمثل ركيزة أساسية للتعليم ما أهم المنشآت التي تم تجهيزها ؟

 

◼️◼️لدينا في فرع التربة مبنى خاص بالمعامل الطبية والتربوية ، بيولوجي وفيزياء وكيمياء ، اضافة الى مختبرات طبية ومعامل حاسبات تم تجهيزها خلال السنوات السابقة ، وخلال هذا العام 2025م حصلنا على معملين حاسوب بعدد 100 جهاز عالي التقنية ، كمنحة من عضو المجلس الرئاسي الفريق ركن طارق محمد عبدالله صالح.

 

وأنشأنا مختبراً طبياً تعليمياً لطلبة المختبرات الطبية يعد الأول من نوعه على مستوى الجامعات الحكومية اليمنية. جاء بدعم من الرئيس الدكتور رشاد العليمي عام 2018م ، وبتمويل من مؤسسة الخير للتنمية، بتكلفة 40 ألف دولار .

أضف لذلك افتتاحنا المرحلة الأولى من معمل العقاقير الطبية لطلبة قسم الصيدلة بتكلفة 25 مليون ريال من الموارد الذاتية للفرع .

ولدينا مكتبة مركزية مزودة بمكتبة إلكترونية متكاملة تضم  أجهزة حاسوب وملحقاتها الفنيه لخدمة الطلاب والباحثين .

 

■ ماذا عن التطوير الفني والتكنولوجي داخل الفرع ؟

 

◼️◼️نفذنا أتمتة شاملة للأداء المالي والإداري، وأنشأنا منظومة محاسبية إلكترونية حديثة اضافة الى صيانه شبكة نظام الحاسوب في الكليات وربطها بنظام الكتروني خاص بشؤون الطلاب وخلال الايام القليلة القادمة سيتم الربط بنظام الاستارلنك .

ويضيف : "وهذا العام حصلنا على منظومة طاقة شمسية بقدرة 80 كيلووات وبتكلفة 80 ألف دولار، بتمويل كريم من عضو المجلس الرئاسي الفريق ركن طارق صالح. هذه المنظومة أنهت معاناتنا مع تشغيل مولدات الديزل وتكاليفها الباهظة ."

 

■ مع كل هذا التوسع ، ما أبرز التحديات التي لا يزال فرع التربة يواجهها؟

 

◼️◼️حقيقتاً نحتاج بشكل عاجل إلى إنشاء مبنى متكامل لكلية الحاسبات وتقنية المعلومات ، وسكن جامعي لأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى استكمال بناء سور الحرم الجامعي لحماية أراضي الجامعة.

ويستدرك الدكتور الرباصي للتأكيد أن الموازنة التشغيلية الحكومية الحالية البالغة نحو 28 مليون ريال تعد ابرز التحديات التي يواجهها فرع التربة "إذ انها لا تتناسب مطلقاً مع حجم كليات ومراكز وبرامج الفرع الذي يخدم أكثر من 4500 طالب بتخصصات اكاديمية متعددة مقارنة بجامعات أخرى تحصل على موازنات أعلى رغم حجمها الأصغر والأقل عدداً .

 

■ كلمة أخيرة تودون اختتام الحوار بها ؟

 

◼️◼️رغم سنوات الحرب وشح الموارد، أثبت فرع جامعة تعز في التربة أنه قادر على النهوض ومواصلة البناء. نعمل بروح مؤسسية، وبالتشغيل الأمثل للموارد الذاتية، وبدعم قيادة الجامعة والجهات الداعمة، وسنواصل العمل ليصبح الفرع جامعة مستقلة تخدم المنطقة.